من طرف عبد اللطيف الوردي الأربعاء مايو 07, 2008 12:32 pm
أخي و صديقي العزيز كريم،إسمح لي أن أستغل موضوعك هذا لا لأناقش جوانب الأسباب و تحديد المسؤوليات, بل لرؤيتي للموضوع ككل, موضوع الصحافة المكتوبة في الريف (الناظور والحسيمة), و عتاب للشخصيات الأمازيغية التي ناضلت من أجل حرية الرأي وتثبيت الوجود الأمازيغي في الساحة المغربية,في السبعينيات و الثمانينيات, حتى أصمت أذنينا من كثرة الشعارات التي كانوا يرددونها صباحا مساء.
أبدأ حديثي هذا من اليوم الأول لوصولي إلى بني بوعياش, بعد أخذ حمام ساخن أو بارد حسب الفصول, أشرب شايا مع قطعة خبز من صنع يدي أمي أبقاها الله لي و لإخواني و لأحفادها, ثم أذهب مباشرة لاقتنائي لجرائد اليوم من المكتبة القريبة من المنزل,لكن هذه المرة لا أكتفي بشرائي لجرائدي المعهودة و هي جريدة المساء و الصباح بل أطلب من صاحب المحل أن يختار لي جميع الجرائد المحلية و بدون استثناء, لأني أنسى أسماءهم, وهذا ليس تقصيرا مني, بل لأنهم يختفون من الساحة, ويظهرون فجأة.
فأذهب إلى مقهى الجزيرة لأتصفح جرائد المحلية, في هذه الصفحة أجد مدح لشخص ما, وفي الأخرى هجوا و شتم لشخصية أخرى, أما تلك فاكتشاف عظيم في السعودية, وجدوا شخص نصفه تمساح و النصف الثاني إنسان, أما هذا الخبر العاجل مر عليه شهرين, حينها فقط أدرك أن هذه الجريدة أكلها الزمن, ومكانها الأصلي هو متحف القطع القديمة الأثرية, وليس كشك الجرائد, فأبدأ للبحث عن تواريخ الإصدار, هذه الأولى مرت عليها ثلاثة أشهر, أما هذه شهر و نصف و بالمناسبة كانت ردا على الجريدة التي قرأتها, فتمدح الشخص الذي أهين في الأخرى و تهين الممدوح, وهكذا, مع باقي الجرائد, أجد أن الزمان قد أخذ حقه فيهم, فأحس أن أحدا قد سرقني في اليوم الأول الذي أتواجد فيه في بني بوعياش, من يا ترى هو هذا اللص, هل هو صاحب الكشك الذي باعني سلعة ورق كأنها جريدة, أم الصحفي الذي كتب الخبر العاجل و هو مدرك تماما أنه سيسكن في الأكشاك مدة طويلة, أم صاحب الجريدة, وعادة هو رئيس التحرير و نفسه مستشارا لها و هو هيئة المحررين بأكملها, ورئيس قسم الإشهار لكنه الوحيد في هذا القسم, و أخيرا هو نفس الصحفي الذي كتب الخبر.
أضحك ضحكتين, الأولى على نفس الخطأ الذي أرتكبه كلما أتيت إلى كشك الجرائد, و الثانية على حلمي البعيد لإيجاد بما يسمى جريدة محلية.
فأترك ما بيدي لآخذ جرائدي اليومية الوطنية لأتصفحهما استعدادا لقراءتهما.