| عاد الخوف والقلق ليسيطرا علي الجالية المغربية القاطنة في ضواحي مدريد بعد قرار بلدية العاصمة الاسبانية هدم عشرات المنازل أغلبها يملكها مهاجرون، ويمكن أن تحدث عمليات الهدم اليوم الاثنين مجددا وقد تخلف مواجهات كما حدث في الماضي، ويضاف هذا الي المشاكل التي يواجهها المهاجرون المغاربة في هذا البلد الأوروبي. ويقع حي كانيادا ريال في ضواحي العاصمة مدريد ويؤوي قرابة 40 ألف شخص من اسبان ومغاربة ومهاجرين من باقي الجنسيات، وهو حي عشوائي تطور خلال السنوات الأخيرة حيث كان يتم البناء وعمليات البيع والشراء دون تخطيط من البلدية، وفي الوقت نفسه بدون معارضتها بل كان السكان يدفعون الضرائب وخضع الحي لتقسيم إداري واستفاد من وضع عناوين الشوارع وأرقام المنازل، الأمر الذي أعطي السكن به طابعا شبه قانوني. لكن البلدية بدأت تتراجع عن سياستها وتقدمت بدعاوي الي المحكمة للحصول علي إذن قضائي بهدم الكثير من المنازل بحجة مخالفتها للقانون. وكانت عملية الهدم قد وقعت منذ شهور ومست أساسا المغاربة، وتحولت الي مواجهات خطيرة بين السكان وقوات الهدم، وبعد هدوء استغرق شهورا تعود الجرافات الي هدم المنازل وبصورة مفاجئة لتفادي المواجهات بين السكان. ويعيش الحي خلال هذه الأيام تظاهرات متقطعة ناتجة عن توصل الكثير من الأشخاص بإنذار من المحكمة بضرورة مغادرة المنزل لأن الجرافات ستهدمه في تاريخ معين، وسجلت حتي الآن مواجهات محدودة خلال الأسبوع الماضي لكن الأمر قد يتطور اليوم الي الأسوأ. ونقلت صحيفة الباييس أمس الأحد عن مهاجر مغربي اسمه علي اشتريت قطعة أرضية وبنيت منزلا كبيرا كلفني 240 ألف يورو، ولم تخبرني البلدية بأن البناء غير قانوني والآن تم هدم المنزل ولا أدري أين أذهب، فنحن نعيش جميعا في منزل ابنتي التي تؤوينا مؤقتا ومن سيعوضنا علي ما فقدناه . وكانت السلطات المغربية قد تعهدت بمحاولة فتح حوار مع نظيرتها الاسبانية حول هذا المشكل بل ووصل البرلمان المغربي الي وصف عمليات الهدم التي حدثت في شهر تشرين الاول/ أكتوبر الماضي بمثابة عمل عنصري خطير، لكن ردود الفعل هذه كانت مؤقتة وضمن الحملة التي شنتها الرباط ضد زيارة ملك اسبانيا خوان كارلوس الي مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين يوم 5 و6 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. ويعتبر السكن أو الحصول علي منزل من أكبر التحديات التي يواجهها المهاجر المغربي، فمن جهة هناك ارتفاع أسعار العقار ومن جهة أخري رفض الاسبان تأجير منازلهم للمهاجرين. وراهن الكثير من المهاجرين علي اقتناء سكن متوسط، لكن الأزمة التي تمر بها اسبانيا والتي بدأ يتأثر بها المهاجرون أساسا جعلت بعض المغاربة يعانون البطالة بسبب فقدان العمل وبالتالي العجز عن دفع الأقساط الشهرية، الأمر الذي دفع بالأبناء الي بيع العقارات. وعالجت صحيفة البيريوديكو دي كاتالونيا الأسبوع الماضي حالات الكثير من المغاربة والباكستانيين الذين فقدوا المنازل التي اقتنوها بسبب عجزهم عن تأدية الأقساط الشهرية. |
