بقلم فكري ولدعلي
Fikri_press@hotmail.fr
إن الأحداث المتعاقبة التي عرفها المغرب مند أحداث 16 ماي 2003 وما تلها من أحداث أحادية أخرى في مجموعة من المدن المغربية ، والتي تجاوزت الإطار الجغرافي للمركز ومحيطه لتشمل مناطق ومدن مغربية أخرى .
تحمل في طياتها عدد من الرسائل المشفرة وجب علينا فك رموزها ، فندرك أن المغرب لم يعد ذلك الحصين المنيع الذي يصعب على أية جهة اختراقه .
فليس بتحصين الحدود أو نشر قوات إضافية مدججة بأحدث الأسلحة وتقنيات الرصد سنتمكن من احتواء ظاهرة التطرف ، بقدر ما نحتاج إلى تبني مقاربة ملائمة مع واقع بلادنا .
إن المشاكل الاجتماعية المتراكمة مند العهود السابقة ، والتي لم تستطيع كل المبادرات الحالية من حلها نظرا لوجود أشخاص ومؤسسات لا زالت لم تتخلص في تعاملها معها من ثقل الإرث القديم ومنهجيته التي كانت تطبق فيما مضى .
وإذا كان عاهل البلاد قد أطلق مبادرات جريئة مند توليه لزمام أمور المملكة ، فان كثير من تلك المبادرات لم يتم فهم جوهرها من طرف كثير من الذين أوكلت إليهم مهمة تجسيدها على ارض الواقع .
حيث ظل الحال على ما هو عليه ، وظلت المنهجية المعتمدة نفسها .
فبلادنا ولله الحمد تزخر بكثير من الطاقات والمواهب الشابة وأخرى متمرسة يتسمون بحب الوطن وينتظرون أن تتاح لهم الفرصة لتجسيد ذلك على ارض الواقع .
كما أن هناك إرادة ملكية صادقة لطي صفحة تراكمات العهود السابقة وفتح صفحة جديدة تكفل للمغاربة بغض النظر عن المناطق التي ينتمون إليها حياة عيش كريمة في إطار من المساواة في الحقوق والواجبات .
فالفوارق الاجتماعية الحالية وتدني القدرة الشرائية للمواطنين وانتشار البطالة وصلت إلى حد وجود عائلات بأكملها عاطلة عن العمل ، أوضاع جد معبرة لواقع الحال ببلادنا يمكن أن تكون لها تداعيات جد خطيرة . ولو استمر الحال على حاله .
إن الأحداث التخريبية والجرائم المختلفة التي وقعت مؤخرا بالمغرب ، تشير إلى أن هناك أشياء كثيرة يجب أن نتعامل معها بكل جدية ومسؤولية قبل فوات الأوان .
لقد حان الأوان أن نفتح الفرص " الحقيقية " أمام مواطنينا ، وذلك عبر خلق فرص جديدة للشغل سواء بالقطاع العام أو الخاص ، وتقديم الدعم الفعلي والغير مشروط لحاملي أفكار المشاريع الصغرى والمتوسطة ولما لا الكبرى .
على الدولة أن تبادر إلى إنشاء مشاريع سكنية جامعية تكون بأثمان رمزية تتلاءم والوضعية المعيشية للشرائح الاجتماعية الفقيرة .