ما هو التصوف الإسلامى؟
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد: لقد ذهب الناس-اليوم-بعيدا عن معرفة ماهية التصوف الاسلامى وحقيقته, فظنه البعض: التقشف والحياة الوحشية, واقتصره البعض في الاتيان بالرغائب من النوافل والأذكار, حتى أذاع اصحاب البدع الشيطانية واتباع الشهوات النفسانية بأن التصوف أمر خارج عن الدين الاسلامى ومخالف لمبادئه الاساسية. فكل هذه التصورات تصورات باطلة وقضايا كاذبة وتوهمات فاسدة.
ومن أراد الوقوف على حقيقة التصوف فاليقرأ هذه الرسالة المباركة المسمات: (حقيقة التصوف الاسلامى) التى الفها شمس الزمان ومجدد الدين في هذا الأوان محيى السنــة المحمدية وقامع أصحاب البدع الشيطانية فارس المعقول والمنقول والداعى الى الله بالحال والمقال الجامع بين الشريعة والطريقة والحقيقة مولانا الشيخ/ محمد الناصر بن محمد المختار الكبرى الكنوى القادرى.
فهى كما ترى رسالة أسس بنيانها على الكتاب والسنة والاجماع وشيد أركانها بالحجج القاطعة والبراهين الساطعة. وأورد المؤلف فيها نصوص الائمة المجمع على امامتهم في الدين وسيادتهم في العلم أمثال حجة الاسلام ابى حامد الغزالى والشيخ أحمد زروق والشيخ عثمان بن فودى والشيخ عبدالله بن فودى والشيخ محمد بللو رضى الله عنهم.
فهذه الرسالة تغنينا عن الرجوع للمجلدات وتكفينا عن البحث في المطولات فهى مع وجازتها تغنى عن غيرها ولا يغنى غيرها عنها. جزى الله مؤلفها جزاء موفورا ورفعه في الدارين مكانا عليا.
تلميذ المؤلف/
محمد بللو أبوبكر قورانمود صكوتو
(ونفس وما سواها* فألهمها فجورها وتقواها*قد افلح من زكاها*وقد خاب من دسّاها)
الحمد لله رب العالمن والصلاة والسلام على أشرف المرســلين وآله وصحبه والتابعين وتابعيهم ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين- وبعد:
فانما الأعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى.
قد طلب منى أن أكتب حول:
1. ما هو التصوف الإسلامى؟
2. ما موقف الطرائق الصوفية في الإسلام؟
فها أنا الآن سأبن ما هو الحق من ذلك مما عند أئمة الاسلام المحققين من ذلك مختصرا عازيا جميع ما أقوله الى قائله أقول: وبالله تعالى أصول وما توفيقى الا بالله عليه توكلت واليه أنيب وهو حسبى ونعم الوكيل.
علم التصوف ان سئلــ ـت شنو؟ فقل: هو فرض عين
س/ ما هو التصوف الإسلامــى؟؟
ج/ التصوف الاسلامى هو: صدق التوجه الى الله تعالى. قال سيدى الامام احمد زروق في كتابه قواعد التصوف: حد التصوف ورسم وفسر بوجوه تبلغ نحو الالفين, يرجع كلها لصدق التوجه الى الله تعالى, وانما هى وجوه فيه والله اعلم.
ولمسيس المقام الى البيان نزيد على هذين بعض أسئلة لكى نضع الهناء موضع النقب والدواء موضع الداء فنقول:
علم التصوف ان سئــ ـلت شنو؟ فقل: هو فرض عين
س/ ما هو الطريقة وما هو التصوف؟
ج/ الطريقة هى التصوف والتصوف هو الطريقة فالنسبة بينهما الترادف كالبر والقمح والانسان والبشر وانما كثر استعمال لفظ الطريقة في هذه الازمنة المتأخرة وفي هذه الأقطار الناجيرية وما والاها والله اعلم. كما افاده الغزالى وزروق وغيرهما في مبحث اشتقاق اسم التصوف.
علم التصوف ان سئــ ـلت شنو؟ فقل: هو فرض عين
س/ ما حكم التصوف او الطريقة على المسلم؟؟
ج/ حكمه الوجوب على كل مسلم. قال العارف أحمد بن عجيبة الحسنى في كتابه ايقاظ الهمم: ((وأما حكم الشارع فيه فقال الغزالى: انه فرض عين اذ لا يخلو أحد من عيب او مرض الا الانبياء عليهم السلام)). وقال الشاذلى: ((من لم يتغلغل في علمنا هذا مات مصرا على الكبائر وهو لا يشعر)). اهـ
علم التصوف ان سئــ ـلت شنو؟ فقل: هو فرض عين
س/ ما هو الإسلام وما هو الإيمان وما هو الإحسان وما هو الدين؟؟
ج/ فصل وطاعة الجوارح الجميع قولا وفعلا هو الاسلام الــــــرفيع
قواعد الاسلام خمس واجبات وهى الشهادتان شرط الباقيات
ثم الصلاة والزكاة في القطاع والصوم والحج على من استطاع
لايمان جزم بالاله والكتب والرسل والاملاك مع بحث قرب
وقدر كذا صراط ميزان حوض النبى جــــــــــنة ونيران
وأما الاحسان فقال من دراه ان تعـــــبد الله كــــأنك تراه
ان لم تكـــن تراه انه يراك والدين ذى الثلاث خذ أقوى عراك
علم التصوف ان سئــ ـلت شنو؟ فقل: هو فرض عين
س/ ماهى العلوم التى تجب على الأعيان؟
ج/ العلوم التى تجب على الأعيان كما قال سيدنا عبدالله بن فودى رضىالله تعالى عنهما في كتابه: (تقريب الضرورى من علوم الدين) ثلاثة علم التوحيد, وعلم الفقه, وعلم التصوف. قال: قال وهى المتعلقة بأقسام الدين الثلاثة وهى الايمان والاسلام والاحسان فمن اتصف بها فقد كمل, ومن لم يتصف بها كلها فايمانه ناقص, ثم قال بعد قليل هذا كتاب يسمى تقريب ضرورى الدين وهو على ثلاثة اقسام: الايمان- الاسلام- الاحسان وهو ما يجب على كل مكلف علمه والعمل به الى ان قال: ( القسم الثالث الاحسان وهو: أن تعبدالله كأنك تراه فان لم تكن تراه فإنه يراك.
باب في التوبة وهى فرض وتأخيرها ذنب آخر, والذنب يقيدك عن طاعة الله والتوبة تطلقك, واجعل الموت نصب عينيك, وراقب الله تعالى بفعل فرائضه كأنك تراه, وترك محرماته وكذلك في فعل النوافل وترك المكروهات وافعل المباح للوصلة الى طاعة الله كالأكل للقوة على العبادة أو للكف عن المحارم كالنكاح حذرا من الزنا, واعتقد انك لم توف من حق الله مثقال ذرة لتسلم من العجب وانك لست بخير من أحد لجهل الخاتمة لتسلم من الكبر فاربح عمرك فلا تكن من المفلسين الذين ضاعت أعمارهم في القال والقيل فان الموت قريب فكل ما قدره الله عليك فارض به فان الدنيا دار أكدار وهى سجن المؤمن وجنة الكافر.
ويقبحعليك ان تكره ما يفعله مولاك بك الذى هو أشفق عليك وأرحم بك من نفسك ووالديك ولم يرد بما وصله اليك من الضر الا تكفير سيئاتك ورفع درجاتك, واحذر عن مراعات الناس خوفا أن تسقط لديهم أو لطمع ما عندهم من المال والجاه بل راعهم بما ورد به الشرع من البشر لكل واحد والصفح عمن ظلمك وافشاء السلام لكل من لقيك وحسن الظن بجميع المسلمين وأحسن اليهم غاية جهدك لله لتنال منهم شيئا, واذا سألت فاسئل الله, واذا استعنت فاستعن بالله.
واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك الا بشيئ قد كتبه الله عليك جفت الأقلام وطويت الصحيفة, واجتهد في التخلق بخلق النبى صلىالله عليه وسلم من اكثار الاستغفار واخلاص العمل وخوف الله ورجاء رحمته وشكر نعمته والصبر عند بلائه والرضا بما قضاه وتفويض أمره الى الله والحياء منه حيث ما نهى والتوكل عليه فيما ياتى من الرزق وغيره ورحمة خلقه والجود وصلة الرحم ورفق المملوك والامر بالمعروف والنهى عن المنكر والاصلاح بين الناس والمعاونة على البر وبر الوالدين والفرار بالدين واكتساب الحلال وكف ضرره عن الناس وغير ذلك.
واحذر من أخلاق الشيطان من تكثير الامل بحب الدنيا والبخل بما يموت ويتركه ويحاسب عليه والكبر وما ينشأ منه من الغضب بالباطل والسب وحمية الجاهلية والحسد والريا والتصنع لحب الثناء وحب الجاه والمال واظهار الشماتة لمن يبغضه والفضيحة في صورة النصيحة والتثقيل على كل من لقيه لأنه يحب أن يعامله الناس بما يحب ويحب كلاما خاصا وفراشا خاصا
وغيبة الناس, واحذر ان تمزق عرض أحد ولا تبد له عيبا فلست له ربا ولا عليه وكيلا فان اغتبته في نقص جسمه يطالبك به يوم القيامة ويحاسبك عليه الله أو في عيب يفعله فان الله ستر عيوب عباده بكرمه وانت بشؤمك تبدى عيوبهم ولم يسلموا منك ولا سلم دينك وكف لسانك عن الغيبة, وسمعك عن استماعه فان المستمع شريك القائل, وكف نظرك عن المحرمات, واترك المراء والجدال في الدين, وعامل........فيما ينفعك في الآخرة فاذا خاضوا فيما لا يعنيك فلا تقعد معهم واذا اصبحت فلا تخل من أحد أربعة أشياء في جميع أوقاتك.
أما في تعلم العلم والعمل به أو في عبادةالله كالصلاة والذكر وتلاوة القرآن أو في أشغال المسلمين بإعانتهم ببدنك ومالك أو جاهك أو في أشغالك الضرورية لتقوى على دينك واصحب من يدلك على عبادة ربك مستعينا به وسائلا منه التوفيق الى ان تلقاه على الرضا.
وأماشيخنا عثمان بن فودى-رضىالله عنه فقد أكثر مثل ذلك في كثير من مؤلفاته ولنذكر ما قاله شيخنا أمير المؤمنين السلطام محمد بللو في: (انفاق الميسور) العلم الثالث فصل في ذكر ما يحدث الناس به في فن التصوف. واعلم انه يقول: اعلموا أن صفات القلب على ضربين: مهلكات ومنجيات والمهلكات هى العجب,والكبر, والحسد, والحقد, والبخل, والرياء, وحب الجاه, وحب المال للافتخار, والأمل, واساءة الظن بالمسلمين فهذه العشرة من المهلكات من أصول مذمومات الاخلاق فيجب على كل مسلم أن يتخلى عنها ويتحلى بالمنجيات وهى: التوبة, والاخلاص, والصبر, والزهد, والتوكل, وتفويض الأمر الى الله تعالى, والرضا بقضائه, والتقوى, والخوف, والرجاء وهذه أيضا من المنجيات من أصول محمودة الاخلاق فمن أثبتها أثبت فروعها فيه باذن الله تعالى.اهـ
وقالرضىالله عنه في كتابه (حصن الافهام من جيوش الاوهام): ومن تلك الاوهام اعتقاد بعضهم ان علم التصوف ليس من فروض الاعيان بل هو مخصوص بالاولياء من غير تفصيل, وهذا أيضا باطل ووهم على الاجماع لأن علم التصوف على قسمين: علم التصوف للتخلق وهذا فرض على كل مكلف.وعلم التصوف للتحقق وهذا هو المخصوص بالأولياء والأول هو الذى كان على طريق الامام ابى حامد المحاسبى ومن مشى على ذلك ولا ينبغى أن يهمل علمه ولا أن يقتصر عليه دون عمل به.
والثانى : هو الاحوال والمعارف وهى أمور خاصة بالمخصوصين ثم اعلم أن علم التصوف للتخلق يلزم بذلك لكل أحد. أما علم التصوف الذى للتحقق فيقتصر فيه على المريدين والعارفين غير أن مشائخه اختلفوا في بذله لغيرهم.اهـ
[الخاتمة]
ثم اعلم أن جميع ما كتبت من أول الأوراق الى هنا انما هو على الحقيقة شرح لبيتين في جوهرة التوحيد لسيدنا الشيخ ابراهيم اللقانى رضىالله عنه حيث قال:
ومالك وسائــــر الائمة كذا أبو القاسم هداة الأمة
فواجب تقليد حبر منهم كذا حكى القوم بلفظ يفهم
والله يتولى هدانا واياكم وهو حسبى ونعم الوكيل ولا حول ولاقوة الا بالله العلى العظيم.
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد: لقد ذهب الناس-اليوم-بعيدا عن معرفة ماهية التصوف الاسلامى وحقيقته, فظنه البعض: التقشف والحياة الوحشية, واقتصره البعض في الاتيان بالرغائب من النوافل والأذكار, حتى أذاع اصحاب البدع الشيطانية واتباع الشهوات النفسانية بأن التصوف أمر خارج عن الدين الاسلامى ومخالف لمبادئه الاساسية. فكل هذه التصورات تصورات باطلة وقضايا كاذبة وتوهمات فاسدة.
ومن أراد الوقوف على حقيقة التصوف فاليقرأ هذه الرسالة المباركة المسمات: (حقيقة التصوف الاسلامى) التى الفها شمس الزمان ومجدد الدين في هذا الأوان محيى السنــة المحمدية وقامع أصحاب البدع الشيطانية فارس المعقول والمنقول والداعى الى الله بالحال والمقال الجامع بين الشريعة والطريقة والحقيقة مولانا الشيخ/ محمد الناصر بن محمد المختار الكبرى الكنوى القادرى.
فهى كما ترى رسالة أسس بنيانها على الكتاب والسنة والاجماع وشيد أركانها بالحجج القاطعة والبراهين الساطعة. وأورد المؤلف فيها نصوص الائمة المجمع على امامتهم في الدين وسيادتهم في العلم أمثال حجة الاسلام ابى حامد الغزالى والشيخ أحمد زروق والشيخ عثمان بن فودى والشيخ عبدالله بن فودى والشيخ محمد بللو رضى الله عنهم.
فهذه الرسالة تغنينا عن الرجوع للمجلدات وتكفينا عن البحث في المطولات فهى مع وجازتها تغنى عن غيرها ولا يغنى غيرها عنها. جزى الله مؤلفها جزاء موفورا ورفعه في الدارين مكانا عليا.
تلميذ المؤلف/
محمد بللو أبوبكر قورانمود صكوتو
(ونفس وما سواها* فألهمها فجورها وتقواها*قد افلح من زكاها*وقد خاب من دسّاها)
الحمد لله رب العالمن والصلاة والسلام على أشرف المرســلين وآله وصحبه والتابعين وتابعيهم ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين- وبعد:
فانما الأعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى.
قد طلب منى أن أكتب حول:
1. ما هو التصوف الإسلامى؟
2. ما موقف الطرائق الصوفية في الإسلام؟
فها أنا الآن سأبن ما هو الحق من ذلك مما عند أئمة الاسلام المحققين من ذلك مختصرا عازيا جميع ما أقوله الى قائله أقول: وبالله تعالى أصول وما توفيقى الا بالله عليه توكلت واليه أنيب وهو حسبى ونعم الوكيل.
علم التصوف ان سئلــ ـت شنو؟ فقل: هو فرض عين
س/ ما هو التصوف الإسلامــى؟؟
ج/ التصوف الاسلامى هو: صدق التوجه الى الله تعالى. قال سيدى الامام احمد زروق في كتابه قواعد التصوف: حد التصوف ورسم وفسر بوجوه تبلغ نحو الالفين, يرجع كلها لصدق التوجه الى الله تعالى, وانما هى وجوه فيه والله اعلم.
ولمسيس المقام الى البيان نزيد على هذين بعض أسئلة لكى نضع الهناء موضع النقب والدواء موضع الداء فنقول:
علم التصوف ان سئــ ـلت شنو؟ فقل: هو فرض عين
س/ ما هو الطريقة وما هو التصوف؟
ج/ الطريقة هى التصوف والتصوف هو الطريقة فالنسبة بينهما الترادف كالبر والقمح والانسان والبشر وانما كثر استعمال لفظ الطريقة في هذه الازمنة المتأخرة وفي هذه الأقطار الناجيرية وما والاها والله اعلم. كما افاده الغزالى وزروق وغيرهما في مبحث اشتقاق اسم التصوف.
علم التصوف ان سئــ ـلت شنو؟ فقل: هو فرض عين
س/ ما حكم التصوف او الطريقة على المسلم؟؟
ج/ حكمه الوجوب على كل مسلم. قال العارف أحمد بن عجيبة الحسنى في كتابه ايقاظ الهمم: ((وأما حكم الشارع فيه فقال الغزالى: انه فرض عين اذ لا يخلو أحد من عيب او مرض الا الانبياء عليهم السلام)). وقال الشاذلى: ((من لم يتغلغل في علمنا هذا مات مصرا على الكبائر وهو لا يشعر)). اهـ
علم التصوف ان سئــ ـلت شنو؟ فقل: هو فرض عين
س/ ما هو الإسلام وما هو الإيمان وما هو الإحسان وما هو الدين؟؟
ج/ فصل وطاعة الجوارح الجميع قولا وفعلا هو الاسلام الــــــرفيع
قواعد الاسلام خمس واجبات وهى الشهادتان شرط الباقيات
ثم الصلاة والزكاة في القطاع والصوم والحج على من استطاع
لايمان جزم بالاله والكتب والرسل والاملاك مع بحث قرب
وقدر كذا صراط ميزان حوض النبى جــــــــــنة ونيران
وأما الاحسان فقال من دراه ان تعـــــبد الله كــــأنك تراه
ان لم تكـــن تراه انه يراك والدين ذى الثلاث خذ أقوى عراك
علم التصوف ان سئــ ـلت شنو؟ فقل: هو فرض عين
س/ ماهى العلوم التى تجب على الأعيان؟
ج/ العلوم التى تجب على الأعيان كما قال سيدنا عبدالله بن فودى رضىالله تعالى عنهما في كتابه: (تقريب الضرورى من علوم الدين) ثلاثة علم التوحيد, وعلم الفقه, وعلم التصوف. قال: قال وهى المتعلقة بأقسام الدين الثلاثة وهى الايمان والاسلام والاحسان فمن اتصف بها فقد كمل, ومن لم يتصف بها كلها فايمانه ناقص, ثم قال بعد قليل هذا كتاب يسمى تقريب ضرورى الدين وهو على ثلاثة اقسام: الايمان- الاسلام- الاحسان وهو ما يجب على كل مكلف علمه والعمل به الى ان قال: ( القسم الثالث الاحسان وهو: أن تعبدالله كأنك تراه فان لم تكن تراه فإنه يراك.
باب في التوبة وهى فرض وتأخيرها ذنب آخر, والذنب يقيدك عن طاعة الله والتوبة تطلقك, واجعل الموت نصب عينيك, وراقب الله تعالى بفعل فرائضه كأنك تراه, وترك محرماته وكذلك في فعل النوافل وترك المكروهات وافعل المباح للوصلة الى طاعة الله كالأكل للقوة على العبادة أو للكف عن المحارم كالنكاح حذرا من الزنا, واعتقد انك لم توف من حق الله مثقال ذرة لتسلم من العجب وانك لست بخير من أحد لجهل الخاتمة لتسلم من الكبر فاربح عمرك فلا تكن من المفلسين الذين ضاعت أعمارهم في القال والقيل فان الموت قريب فكل ما قدره الله عليك فارض به فان الدنيا دار أكدار وهى سجن المؤمن وجنة الكافر.
ويقبحعليك ان تكره ما يفعله مولاك بك الذى هو أشفق عليك وأرحم بك من نفسك ووالديك ولم يرد بما وصله اليك من الضر الا تكفير سيئاتك ورفع درجاتك, واحذر عن مراعات الناس خوفا أن تسقط لديهم أو لطمع ما عندهم من المال والجاه بل راعهم بما ورد به الشرع من البشر لكل واحد والصفح عمن ظلمك وافشاء السلام لكل من لقيك وحسن الظن بجميع المسلمين وأحسن اليهم غاية جهدك لله لتنال منهم شيئا, واذا سألت فاسئل الله, واذا استعنت فاستعن بالله.
واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك الا بشيئ قد كتبه الله عليك جفت الأقلام وطويت الصحيفة, واجتهد في التخلق بخلق النبى صلىالله عليه وسلم من اكثار الاستغفار واخلاص العمل وخوف الله ورجاء رحمته وشكر نعمته والصبر عند بلائه والرضا بما قضاه وتفويض أمره الى الله والحياء منه حيث ما نهى والتوكل عليه فيما ياتى من الرزق وغيره ورحمة خلقه والجود وصلة الرحم ورفق المملوك والامر بالمعروف والنهى عن المنكر والاصلاح بين الناس والمعاونة على البر وبر الوالدين والفرار بالدين واكتساب الحلال وكف ضرره عن الناس وغير ذلك.
واحذر من أخلاق الشيطان من تكثير الامل بحب الدنيا والبخل بما يموت ويتركه ويحاسب عليه والكبر وما ينشأ منه من الغضب بالباطل والسب وحمية الجاهلية والحسد والريا والتصنع لحب الثناء وحب الجاه والمال واظهار الشماتة لمن يبغضه والفضيحة في صورة النصيحة والتثقيل على كل من لقيه لأنه يحب أن يعامله الناس بما يحب ويحب كلاما خاصا وفراشا خاصا
وغيبة الناس, واحذر ان تمزق عرض أحد ولا تبد له عيبا فلست له ربا ولا عليه وكيلا فان اغتبته في نقص جسمه يطالبك به يوم القيامة ويحاسبك عليه الله أو في عيب يفعله فان الله ستر عيوب عباده بكرمه وانت بشؤمك تبدى عيوبهم ولم يسلموا منك ولا سلم دينك وكف لسانك عن الغيبة, وسمعك عن استماعه فان المستمع شريك القائل, وكف نظرك عن المحرمات, واترك المراء والجدال في الدين, وعامل........فيما ينفعك في الآخرة فاذا خاضوا فيما لا يعنيك فلا تقعد معهم واذا اصبحت فلا تخل من أحد أربعة أشياء في جميع أوقاتك.
أما في تعلم العلم والعمل به أو في عبادةالله كالصلاة والذكر وتلاوة القرآن أو في أشغال المسلمين بإعانتهم ببدنك ومالك أو جاهك أو في أشغالك الضرورية لتقوى على دينك واصحب من يدلك على عبادة ربك مستعينا به وسائلا منه التوفيق الى ان تلقاه على الرضا.
وأماشيخنا عثمان بن فودى-رضىالله عنه فقد أكثر مثل ذلك في كثير من مؤلفاته ولنذكر ما قاله شيخنا أمير المؤمنين السلطام محمد بللو في: (انفاق الميسور) العلم الثالث فصل في ذكر ما يحدث الناس به في فن التصوف. واعلم انه يقول: اعلموا أن صفات القلب على ضربين: مهلكات ومنجيات والمهلكات هى العجب,والكبر, والحسد, والحقد, والبخل, والرياء, وحب الجاه, وحب المال للافتخار, والأمل, واساءة الظن بالمسلمين فهذه العشرة من المهلكات من أصول مذمومات الاخلاق فيجب على كل مسلم أن يتخلى عنها ويتحلى بالمنجيات وهى: التوبة, والاخلاص, والصبر, والزهد, والتوكل, وتفويض الأمر الى الله تعالى, والرضا بقضائه, والتقوى, والخوف, والرجاء وهذه أيضا من المنجيات من أصول محمودة الاخلاق فمن أثبتها أثبت فروعها فيه باذن الله تعالى.اهـ
وقالرضىالله عنه في كتابه (حصن الافهام من جيوش الاوهام): ومن تلك الاوهام اعتقاد بعضهم ان علم التصوف ليس من فروض الاعيان بل هو مخصوص بالاولياء من غير تفصيل, وهذا أيضا باطل ووهم على الاجماع لأن علم التصوف على قسمين: علم التصوف للتخلق وهذا فرض على كل مكلف.وعلم التصوف للتحقق وهذا هو المخصوص بالأولياء والأول هو الذى كان على طريق الامام ابى حامد المحاسبى ومن مشى على ذلك ولا ينبغى أن يهمل علمه ولا أن يقتصر عليه دون عمل به.
والثانى : هو الاحوال والمعارف وهى أمور خاصة بالمخصوصين ثم اعلم أن علم التصوف للتخلق يلزم بذلك لكل أحد. أما علم التصوف الذى للتحقق فيقتصر فيه على المريدين والعارفين غير أن مشائخه اختلفوا في بذله لغيرهم.اهـ
[الخاتمة]
ثم اعلم أن جميع ما كتبت من أول الأوراق الى هنا انما هو على الحقيقة شرح لبيتين في جوهرة التوحيد لسيدنا الشيخ ابراهيم اللقانى رضىالله عنه حيث قال:
ومالك وسائــــر الائمة كذا أبو القاسم هداة الأمة
فواجب تقليد حبر منهم كذا حكى القوم بلفظ يفهم
والله يتولى هدانا واياكم وهو حسبى ونعم الوكيل ولا حول ولاقوة الا بالله العلى العظيم.