ارتفاع كميات الحشيش المصادر في الجزيرة الخضراء الاسبانية بشكل ملفت
من حسين مجدوبي:
من حسين مجدوبي:
24/04/2008
اعتقلت الشرطة الاسبانية في مدينة سبتة المحتلة أحد أكبر مهربي مخدر القنب الهندي علي الصعيد الدولي ، محمد الوزاني والملقب بـ النيني الذي هرب من سجن مغربي خلال ديسمبر الماضي، في حين تعرب اسبانيا عن قلقها من ارتفاع كميات المخدرات المهربة من المغرب نحو اسبانيا. وكشفت وزارة الداخلية الاسبانية أمس أنه جري اعتقال النيني من طرف الشرطة الاسبانية التي كانت تلاحقه وتراقبه منذ مدة، حيث كان يتجول في مدينة سبتة (تقع شمال المغرب وتحتلها اسبانيا) بكل حرية وهدوء. وكان هذا المهرب تحت المراقبة مباشرة بعدما نجح في الفرار من سجن مدينة القنيطرة الشهير (40 كم شمال العاصمة الرباط) والذي كان مسرحا يوم 7 نيسان/أبريل الجاري هروب تسعة من أعضاء السلفية الجهادية. وكان النيني يتحرك بعدد من الهويات، لهذا كان من الصعب اعتقاله حتي تم التأكد من بصماته. ومسيرة النيني مع المخدرات تعود لعقد التسعينات، حيث بدأ في التهريب وهو مراهق، وجري اعتقاله في المغرب في شهر آب/أغسطس 2003 في أعقاب حملة السلطات المغربية ضد المخدرات والتي اعتقل فيها قضاة وضباط شرطة وجيش ودرك. وأصدر القضاء المغربي حكما علي النيني بثماني سنوات سجنا، لكنه تمكن خلال شهر كانون الاول/ديسمبر الماضي من الهروب نحو سبتة بتواطؤ مع الحراس. ونشرت الصحافة المغربية تقارير تتحدث عن الحياة السهلة التي كان يعيشها في سجن القنيطرة، حيث كان يتوفر علي تلفزيون بجميع القنوات وحاسوب والانترنت وثلاث زنزانات تحولت الي غرف من فئة خمسة نجوم. وكان القضاء المغربي قد أصدر مذكرة بحث دولية في حقه، كما أدان الموظفين المتورطين في هروبه بالسجن. وتطلق الصحافة الاسبانية والمغربية علي النيني لقب أكبر مهرب في المخدرات علي الصعيد الدولي، غير أن العارفين يعتبرون هذا اللقب مجانيا ومن باب المبالغة لأن كل ما جمعه النيني من ثورة لم يتعد 30 مليون يورو في أحسن الحالات في حين أن تجارة القنب الهندي تخلف 11 مليار يورو سنويا. وكان النيني متخصصا في تهريب المخدرات عبر مضيق جبل طارق في زوارق نفاثة. ومن جهة أخري، صادرت الأجهزة الأمنية الاسبانية خلال الثلاثة أشهر الأولي من سنة 2008 أكثر من 27 طنا من مخدر القنب الهندي في منطقة الجزيرة الخضراء أقصي جنوب اسبانيا. والمثير للدهشة هو أن هذه الكمية تفوق بطن ونصف طن ما تمت مصادرته طيلة سنة 2007 في المنطقة نفسها. ونقلت مصادر إعلامية في اسبانيا عن مصادر أمنية أن هذه الكمية المرتفعة تعني أساسا تراجع المراقبة الأمنية من طرف الأجهزة الأمنية المغربية ضد عمليات التهريب. ويذكر أن اسبانيا تصادر سنويا قرابة 700 طن من القنب الهندي، في حين أن الكمية المصادرة من طرف مختلف الأجهزة الأمنية المغربية لا تصل الي 40 طنا سنويا، علما بأن الحشيش يزرع في المغرب وليس في اسبانيا. |