منتدى الدريوش ريف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    الكاريكاتير السياسي العربي وحرية الصراخ

    gladiator
    gladiator
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    ذكر
    3448
    العمر : 56
    لإقــامه : danya
    المهنة : ............
    نقاط : 287
    السٌّمعَة : -4
    تاريخ التسجيل : 26/11/2007

    الكاريكاتير السياسي العربي وحرية الصراخ Empty الكاريكاتير السياسي العربي وحرية الصراخ

    مُساهمة من طرف gladiator الثلاثاء أبريل 22, 2008 5:45 pm

    خالد مخلوف
    16/10/2005
    الكاريكاتير السياسي العربي وحرية الصراخ 55 هل يلعب الكاريكاتير السياسي دوراً مؤثراً في الحياة السياسية العربية؟ وهل يمكن أن تغير الرسمة أفكار الناس إلى الأفضل وتساهم في توعيتهم؟ أم أن هذا الفن مجرد تسلية وسخرية ووسيلة لتفريغ شحنات السخط لدى الجماهير العربية حتى لا تصاب بانفجار دماغي؟ كانت هذه الأسئلة هي محور المواجهة بين رسام الكاريكاتير عمرو سليم والدكتور شعبان شمس أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر، وكانت المفاجأة أن الأول قلل من أهمية تأثير «الكاريكاتير» السياسي، بدلاً من الانحياز لمهنته، رغم أنه اشتهر بنقده اللاذع للأوضاع السياسية في العالم العربي، وأكد سليم أن الكاريكاتير السياسي أصبح مجرد ديكور لتأكيد هامش الديمقراطية الذي تريده الحكومات العربية، بينما أكد الدكتور شعبان شمس على قوة تأثير الكاريكاتير في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والدينية والفنية حتى أن تأثيره امتد في وقت من الأوقات ليكون أداة لتوسيع هوة الخلافات بين دول عربية أو تحسين العلاقة بينها.

    الفنان عمرو سليم:وجه آخر للكوميديا وديكور لتأكيد هامش الديمقراطية
    *رسام الكاريكاتير الفنان عمرو سليم يرى أن الكاريكاتير السياسي مجرد وجه آخر للكوميديا التي ازدهرت مع ازدهار النظام السياسي العربي في النصف الثاني من القرن العشرين، وكان سماح السلطة المطلقة للكاريكاتير بهذا الازدهار إلى جانب المسرح الكوميدي متعمداً، فقد كان الغرض التعويض عن المرارة والغضب الناشئين عن إلغاء السياسة واللعبة السياسية في العالم العربي، ومحاولة تفريغ شحنات السخط لدى الجماهير العربية حتى لا ينفجر القدر.ويقول، رغم انحياز الكاريكاتير لرجل الشارع العربي ومعاناته وتعبيره عن مشاكله ورأيه في مختلف القضايا المطروحة على الساحة والتي لا يستطيع أن يجاهر برؤيته فيها، إلا أن تأثيره في الرأي العام ظل محدوداً، وانحسر دوره مؤخراً ـ مثل الصحافة ـ وأصبح مجرد ديكور مطلوب وجوده لكن لا يلعب دورا في التأثير على السلطة، أو تغيير توجهاتها، وتتعامل معه الحكومات كنوع من الترف والرفاهية، وهذا على العكس تماماً في الغرب الذي يمثل فيه رجل الشارع قوة مؤثرة ويلعب المواطن دوراً حيوياً في توجيه الحكومات، وبالتالي فالكاريكاتير يقوم بدور قوي وواضح، ومن الممكن أن يقيل حكومات ووزراء ويتحكم في مجريات الحياة، وهي صورة تختلف كلياً عما يجري في الوطن العربي، مشيراً إلى تأثر جميع مناحي الحياة بالكاريكاتير ومعالجته في الغرب، في حين يغيب ذلك عن الدول العربية.وأشار إلى وجود خط بياني لفن الكاريكاتير العربي يهبط تدريجياً، وإن كان قد حقق نشاطاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة في دول خليجية وفي لبنان، فمنذ الخمسينيات كان الكاريكاتير يعبر عن نبض الشارع وينتقد بقوة الأوضاع السيئة وله مردود إيجابي، لكن مع ازدهار العصرين الناصري والساداتي، اكتفى الكاريكاتير المصري ـ مدرسة البداية ـ غالباً بالنقد الاجتماعي، لأن نقد الزعامة مسألة لا تتحمل إطلاقاً السخرية والمزاح، فبداية انهيار الكاريكاتير ومعه الصحافة جاءت بعد اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، فالأجيال السابقة تربت على أن إسرائيل دولة عنصرية تمارس أبشع الجرائم ضد الفلسطينيين، وعزز من ذلك المذابح الإسرائيلية التي طالت الشعب الفلسطيني، وكذلك احتلال الأراضي العربية وعدم الرضوخ لمطالب التسوية السلمية طوال عقود من الزمن، وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وبعد ذلك وفجأة تحول الأمر إلى سلام مع إسرائيل وإلى دعاوى للتطبيع والمحبة، وانعكس ذلك على الكاريكاتير، فالسادات أصدر أوامر شفهية بمنع رسامي الكاريكاتير بهجت عثمان وحجازي من النشر وهو ما أثر على الجيل الموجود بالفعل والذي كان يملك ثورية وحمية، وظهر جيل جديد لم ينضج وتم تحذيره من الاقتراب نحو الخطوط الحمراء وهذا في حد ذاته خنق الإبداع وأثمر كاريكاتيرا باهتا خاليا من الروح.وأشار إلى دور الجيل الذهبي للكاريكاتير في الستينيات من القرن الماضي واستمرار هذا الجيل حتى منتصف السبعينيات، وإلى احتضان هذا الجيل للمواهب الشابة، وإلى انحسار وهبوط مستوى الكاريكاتير منذ منتصف السبعينات وحتى بداية التسعينيات وإن كان ذلك أخذ بعض الحرية ولكنها حرية الرغي ـ طق الحنك ـ الخالية من أي تأثير، مؤكداً أن جيل الستينيات الذهبي يندر تكراره، فقد أفرز ثمانية رسامين مبدعين.وعن أطرف المواقف التي حدثت له في تاريخه الصحافي يقول: عملت في مجلة اليسار الصادرة عن حزب التجمع اليساري والتي كان يرأس تحريرها حسين عبد الرازق، وقمت في أحد الأعداد برسم كاريكاتير سياسي قوي ينتقد السلطة في مصر، وفوجئت قبل الطبع باتصال المطبعة برئيس التحرير وإبلاغه أن الأمن قام بحذف الكاريكاتير من غلاف المجلة، وأبلغوه بإرسال كاريكاتير آخر لنشره، وكان تصرف رئيس التحرير عبقرياً فقد قام بإصدار الغلاف خاليا من أي شيء ـ أبيض ـ وقام بالتأكيد في العدد على أن الحكومة لا تستطيع تحمل كاريكاتير، وكانت القضية مثار حديث الوسط الصحافي والناس، وتناولها رؤساء تحرير المعارضة وكتاب الأعمدة في ذلك الوقت، وبدأ الحديث عن خوف الحكومة من رسمة كاريكاتير، وبعد تحري الأمر اتضح أن عمال المطبعة تصرفوا بشكل تطوعي بعد رؤيتهم للكاريكاتير وخافوا من رد فعل السلطة عليه خاصة وأنه كان يحوي نقداً لاذعاً فادعوا أن الأمن قام بمصادرة الرسم وذلك خلافاً للحقيقة، وتصرفوا من تلقاء أنفسهم، ولكن حسين عبد الرازق أثبت أستاذيته وحرفيته وقام بطبع العدد الثاني في مطابع أخرى وقمت برسم كاريكاتير أقوى من الأول مع العلم أن المطبعة التي صادرت الغلاف الأول كانت تتبع الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع!
    ويؤكد عمرو سليم أن الكاريكاتير هو أقرب المواد الصحافية وصولاً إلى قلوب الناس وعقولها لما يتضمن من خفة دم وسخرية من أوضاع معينة وإثارة الانتباه لقضايا تهم المجتمع، وأنه رغم تناوله للقضايا الحساسة والتي في بعض الأحيان تثير السلطة إلا أنه يبقى في الوطن العربي يمثل نوعا من أنواع «حرية الصراخ»، وهذا يؤكده الوضع العربي الذي يسير إلى الأسوأ منذ خمسين عاماً ولم تؤثر فيه الصحافة أو الكاريكاتير رغم تعرض الصحافيين ورسامي الكاريكاتير للتهديدات والاعتقالات والمخاطر التي وصلت إلى القتل .

    د.شعبان شمس:اللوحة الكاريكاتورية أكثر تأثيراً من قراءة التعليق السياسي
    * الدكتور شعبان شمس أستاذ الصحافة بجامعة الأزهر يؤكد على أهمية تأثير الكاريكاتير السياسي في الوطن العربي، وذلك عبر التاريخ فقد كان رسامو الكاريكاتير يقفون جنباً إلى جنب مع الجنود في ساحات المعارك، ومع المناضلين السياسيين في نضالهم، ومع المظلومين وأصحاب الحقوق الضائعة، إن قوة تأثير الكاريكاتير وصلت إلى حد توسيع هوة الخلاف بين بعض الدول العربية.ويضيف د.شمس إن بعض رسامي الكاريكاتير كانوا أكثر جرأة وشجاعة في تناول المحظور والممنوع، من الصحافيين والمثقفين، نعم، مات صحافيون ومثقفون اغتيالاً واعتقالاً، لكن اللوحة الكاريكاتيرية باتت أكثر مدعاة للتأمل من قراءة التعليق السياسي والتنظير الانشائي في الصحافة العربية التي عانت من هذه الانشائية في العقود الأخيرة.وإذا كان الصحافيون أكثر صراخاً وصخباً في الضرب على صدورهم كلما اصابهم مكروه أو ظلم أو تعرض أحدهم للاعتقال، أو الضرب، فلا بد أيضاً من الاعتراف بأن زملاءهم الرسامين تعرضوا صامتين أيضاً للطرد والمنع والملاحقة، بل مات واحد من أبرزهم اغتيالاً، ولم يستطع أحد حل لغز اغتيال الرسام الفلسطيني المبدع «ناجي العلي» الذي قتل على رصيف أحد الشوارع في لندن في عام 1987.
    ويضيف شمس:لقد استفاد الكاريكاتير السياسي من الحرية الصحفية النسبية في معظم الدول العربية وهو ما نلاحظه من نقد لأوضاع المجتمعات العربية، لكن تقنية الريشة لا تكفي لإنتاج كاريكاتير سياسي ناجح إذا لم يكن الرسام الماهر يتمتع بفهم سياسي عميق لواقع الحال، من هنا، نشأت في الصحافة زمالة تعاون لا يعرفها القارئ بين كثير من المحررين ورسامي الكاريكاتير، وفي اللقاء اليومي المشترك تولد الأفكار الساخرة التي لا فضل لرسام الكاريكاتير عليها أحياناً إلا بالرسم.ويقول:إن الكاريكاتير لعب دوراً مهماً في لحظات عصيبة من تاريخ الأمة العربية، ففي حرب أكتوبر عندما صور الجندي المصري في ميدان المعركة عزز من الحمية القومية، وهو ما انعكس بالإيجاب على الدعم العربي لمصر والدعم الشعبي في المجالات الطبية والتبرعات للجنود، وكان عاملاً مؤثراًُ في تسكين الجراح عقب حرب 67 عندما عكس صلاح جاهين الكثير من الإبداع في أعماله، ولعب دوراً كبيراً في تشويه صورة رجال الدين أو تحسينها، وكذلك في تحسين صورة أميركا أو تشويهها، وكذلك علاقة مصر والعرب بإسرائيل، وكان له أهمية كبيرة في الحروب التي طالت عدداً من الدول العربية كالعراق، وتناول كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والدينية والسياسية.وأشار إلى انه في تاريخ مصر مثلاً كان للكاريكاتير تأثير كبير وخطير وأثار ضجة كبيرة حتى أن بعض الرسومات تسببت في إقالة عدد من رموز الثورة الذين عينوا لرقابة الصحف قبل النشر، وكانوا يحددون ما يتم نشره ويحذفون ما يرونه غير صالح للنشر، مشيراً إلى أن كاريكاتير عبد السميع الذي صور إحدى المصريات وهي تنشر غسيلها فوق سطح المنزل وزوجها ممسكا بعصا ويقول لها هذا ينشر وهذا لا ينشر، ولم يفطن الرقيب إلى المغزى السياسي للكاريكاتير وفكر أن المقصود هو الغسيل فسمح بنشره، وبسبب ذلك تم فصله من العمل، مؤكداً أن الكاريكاتير كان يضايق حكومة الثورة وعبد الناصر شخصياً وهو ما يؤكد على دوره وتأثيره السياسي وبأنه ليس مجرد صراخ في الهواء أو ديكور مطلوب وجوده.وأضاف:على المستوى الأكاديمي تناولت رسائل كثيرة خاصة في العقدين الأخيرين موضوعات الكاريكاتير ودوره في القضايا القومية والعالمية ومنها الكاريكاتير السياسي ودوره في القضايا الدولية، وأحياناً تحتج إدارة بوش وإسرائيل رسمياً على رسوم بعض الفنانين العرب، فهذا الفن يعتبر من فنون الإبداع وصاحبه ليس موظفاً أو صحافيا عاديا ويسمونه «أبو عقد مفتوح»، فكثير من الصحف يتم تسويقها بسبب الكاريكاتير ويقوم المواطنون بالبحث عنها لمشاهدة هذا الفن، وهناك منافسة شديدة بين مدارس الكاريكاتير المختلفة، فلكل صحيفة مدرسة تختلف عن الأخرى، ففي مصر توجد مدرسة الأهرام المحافظة، ومدرسة الأخبار التي تحوي بُعدا إثاريا إضافة إلى العديد من صحف المعارضة في مصر أخيراً.ويؤكد الدكتور شعبان على قدم فن الكاريكاتير حتى أن البعض يؤرخ له من آلاف السنين وعلى أهمية الدور الدولي والسياسي الذي لعبه سواء في تدمير العلاقة بين الشعوب أو بين الديانات، ومن أشهر الأمثلة على ذلك الإساءة للنبي محمد «عليه الصلاة والسلام» من خلال رسمه بصور سيئة، وأيضاً تصوير العربي في بعض الرسومات الغربية كرمز للتخلف، ونماذج أخرى كان يصنف الفنان بعدها كمعاد للسامية بعد انتقاده لإسرائيل من خلال الكاريكاتير، مشيراً لصعوبة هذا الفن مقارنة بباقي أشكال العمل الصحفي، وذلك لأنه عبارة عن رسم وكلام مختصر وكلام قليل أو أحياناً بدون تعليق، وإلى إزعاجه للكثيرين خاصة من رموز السلطة، ففلاح «كفر الهنادوة» أغضب رئيس البرلمان المصري ورئيس الوزراء.إن الكاريكاتير السياسي لا يزال الأكثر إثارة، والناس تبحث عنه لتعبيره عن الفكرة بشكل مختصر في الوقت الذي أصبح فيه 80% من قراء الصحف يتجهون لمطالعة العناوين فقط دون التفاصيل، وأن الفكاهة والطرفة التي يحويها فن الكاريكاتير تعد أحد أسباب تأثيره لأن النكتة العربية تمثل أحد أنواع السخرية القوية التي تستخدم للإقناع، وهناك الكثير من الشخصيات الكاريكاتيرية التي أثرت في الواقع العربي والمصري مثل شخصية حنظلة و«ابن البلد» و«المصري أفندي» و«درش» و«فلاح كفر الهنادوة» والتي كانت تناقش المشاكل من وجهة نظرها ومن خلال فلسفتها ولعبت دوراً رئيساً في الحياة السياسية العربية بصفة عامة.
    ولم ينف الدكتور شعبان تراجع دور الكاريكاتير إلى حد ما ومعه باقي أشكال العمل الصحافي، فكان في وقت من الأوقات يقوم رئيس الوزراء شخصياً بالرد على أي خبر في الصحافة وكان الوزراء كذلك وبعد ذلك أخذوا في الصمت وتركوا مهمة الرد لمكاتب العلاقات العامة التي أخذت في الصمت أخيراً .
    الأمير
    الأمير
    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر
    16402
    العمر : 38
    لإقــامه : بيت الله
    المهنة : في طاعة الله
    نقاط : 5
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 12/02/2007

    الكاريكاتير السياسي العربي وحرية الصراخ Empty رد: الكاريكاتير السياسي العربي وحرية الصراخ

    مُساهمة من طرف الأمير الخميس أبريل 24, 2008 10:57 am

    شكرا لك اخي على الموضوع

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء نوفمبر 26, 2024 3:53 am