أنا واحد من بين الشباب المغربي الذين لا يعرفهم أحد ،أمازيغي وعربي في نفس الآن ، أتحدث الأمازيغية وأتواصل بها في حياتي اليومية ، وأكتب مقالاتي ورسائلي وأكتب أفكاري بالعربية الفصحى ، بينما أتواصل مع أصدقائي ومعارفي الذين لا يعرفون الأمازيغية بالدارجة المغربية . أنا مغربي أولا وأخيرا وقبل كل شيء بغض النظر عن العرق الذي أنحدر منه
رأيت نور الحياة ذات فجر من شهر غشت عام 1979 ، في قرية صغيرة تبعد عن مدينة أكادير بحوالي ثمانين كيلومترا . عندما أتممت سبعة أيام على قيد الحياة ، اختار لي أبي اسم محمد ، هذه هي القاعدة المتعارف عليها في قريتنا الصغيرة ، الابن الأكبر في العائلة يحمل دائما اسم محمد ، هذه القاعدة مقدسة في قريتنا ولا أحد يستطيع انتهاك قدسيتها ، بعد ذلك سيضيفون لقبا آخر الى اسمي الشخصي في مكتب الحالة المدنية ، وهكذا صرت أدعى محمد الراجي
مستواي التعليمي لم يتعد السنة السادسة من التعليم الابتدائي ، قضيتها في مدرسة القرية التي ولدت فيها ، أسباب انقطاعي عن الدراسة سوف أفصلها لكم تفصيلا في مذكراتي التي أعدكم أنني سأنشرها هنا قريبا انشاء الله . بعد انقطاعي عن الدراسة دخلت الى المسجد ، قضيت فيه أربع سنوات ونصف ، حفظت خلالها القرآن الكريم كاملا ، بالاضافة الى متن الهمزية والبردة والأجرومية وابن عاشر ، لكني نسيت الآن كل هذه المتن ، ولم يبق لي الا القرآن الكريم الذي أحرص على تلاوته بشكل يومي . عندما اقتربت من اتمام سنتي الثمانية عشر دخلت الى عالم الشغل ، اشتغلت وما زلت داخل حمام عمومي في ملكية عمي ، أحرس أمتعة المستحمين ، يعني " كلاس ديال الحوايج " بالدارجة ، العمل هنا مرهق للغاية ، ويدعوا للاشمئزاز ، بل اني أخجل من نفسي عندما يسأني أحد ما عن مهنتي ، لكن الله غالب .
هواياتي قليلة جدا ، أحب قراءة الجرائد على الخصوص ، أما الكتب فظروف العمل والظروف المادية لا تسمح لي بقرائتها ، كنت قبل سنوات أمارس هواية الرسم ، لكني انقطعت عنها بدون سبب واضح ، حاليا أمارس المسرح رفقة احدى الفرق المسرحية بالحي الذي أقطنه ، وبين فينة وأخرى أكتب مساهمات متواضعة أبعثها الى الجرائد الوطنية ، حاليا أكتب بشكل متقطع على صفحة " الفوروم " بجريدة " المساء "
شخصيتي حساسة للغاية ، عندما أشعر برغبة في البكاء أبكي بدون حرج ، أغضب وأحزن وأفرح مثل كل البشر . مستقل بأفكاري ولا أحب أن أكون تابعا لأحد ، عندما يكون لدي موقف من قضية ما ، أدافع عنه بشراسة، وفي المقابل أستمع بأذن صاغية الى الآخرين ، وأقبل الحوار مع الجميع ، عندما أختلف مع شخص ما ، أختلف معه حول أفكاره ومواقفه فقط ، وليست لدي خلافات شخصية مع أحد
التربية التي ربتني عليها أمي جعلتني أكتسب شخصية خجولة جدا ، لكن هذا الخجل لا يمنعني من ممارسة حياتي بشكل طبيعي
عموما هذه سطور قليلة عن حياتي الشخصية ، وأعدكم أنكم ستقرؤون المزيد من السطور في الأيام القادمة بحول الله تعالى