منتدى الدريوش ريف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

3 مشترك

    كيف ترق القلوب...؟؟ اقرأوا..(2)

    otman
    otman
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    ذكر
    3578
    العمر : 50
    لإقــامه : مايهمكش..
    المهنة : ماشي شغلك...
    نقاط : 234
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 08/10/2007

    كيف ترق القلوب...؟؟ اقرأوا..(2) Empty كيف ترق القلوب...؟؟ اقرأوا..(2)

    مُساهمة من طرف otman الجمعة يناير 11, 2008 3:36 am

    وللرقة أسباب، وللقسوة أسباب :

    الله تبارك وتعالى تكرم وتفضل بالإشارة إلى بيانها في الكتاب. فما رق القلب بسبب أعظم من سبب الإيمان بالله تبارك وتعالى. ولا عرف عبد ربه بأسمائه وصفاته إلا كان قلبه رقيقا لله عز وجل، وكان وقّافا عند حدود الله . لا تأتيه الآية من كتاب الله ، ويأتيه حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال بلسان الحال والمقال: {ا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} البقرة:285.
    فما من عبد عرف الله بأسمائه الحسنى وتعرف على هذا الرب الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إلا وجدته إلى الخير سباق، وعن الشر محجام.
    فأعظم سبب تلين به القلوب لله عز وجل وتنكسر من هيبته المعرفة بالله تبارك وتعالى، أن يعرف العبد ربه.
    أن يعرفه، وما من شيء في هذا الكون إلا ويذكره بذلك الرب.
    يذكره الصباح والمساء بذلك الرب العظيم.
    وتذكره النعمة والنقمة بذلك الحليم الكريم.
    ويذكره الخير والشر بمن له أمر الخير والشر سبحانه وتعالى.
    فمن عرف الله رق قلبه من خشية الله تبارك وتعالى.
    والعكس بالعكس فما وجدت قلبا قاسيا إلا وجدت صاحبه أجهل العباد بالله عز وجل، وأبعدهم عن المعرفة ببطش الله ، وعذاب الله وأجهلهم بنعيم الله عز وجل ورحمة الله .
    حتى إنك تجد بعض العصاة أقنط ما يكون من رحمة الله ، وأيئس ما يكون من روح الله والعياذ بالله لمكان الجهل بالله .
    فلما جهل الله جرأ على حدوده، وجرأ على محارمه، ولم يعرف إلا ليلا ونهارا وفسوقا وفجورا، هذا الذي يعرفه من حياته، وهذا الذي يعده هدفا في وجوده ومستقبله.
    لذلك - أحبتي في الله - المعرفة بالله عز وجل طريق لرقة القلوب، ولذلك كل ما وجدت الإنسان يديم العبرة، يديم التفكر في ملكوت الله ، كلما وجدت قلبه فيه رقة، وكلما وجدت قلبه في خشوع وانكسار إلى الله تبارك وتعالى.
    السبب الثاني:

    الذي يكسر القلوب ويرققها، ويعين العبد على رقة قلبه من خشية الله عز وجل النظر في آيات هذا الكتاب، لنظر في هذا السبيل المفضي إلى السداد والصواب. النظر في كتاب وصفه الله بقوله: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} هود:1.
    ما قرأ العبد تلك الآيات وكان عند قراءته حاضر القلب متفكرا متأملا إلا وجدت العين تدمع، والقلب يخشع والنفس تتوهج إيمانا من أعماقها تريد المسير إلى الله تبارك وتعالى، وإذا بأرض ذلك القلب تنقلب بعد آيات القرآن خصبة طرية للخير ومحبة الله عز وجل وطاعته.
    ما قرأ عبد القرآن ولا استمع لآيات الرحمن إلا وجدته بعد قراءتها والتأمل فيها رقيقا قد اقشعر قلبه واقشعر جلده من خشية الله تبارك وتعالى: {كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} الزمر:23.
    هذا القرآن عجيب، بعض الصحابة تُليت عليه بعض آيات القرآن فنقلته من الوثنية إلى التوحيد، ومن الشرك بالله إلى عبادة رب الأرباب سبحانه وتعالى في آيات يسيرة.
    هذا القرآن موعظة رب العالمين وكلام إله الأولين والآخرين، ما قرأه عبد إلا تيسرت له الهداية عند قراءته، ولذلك قال الله في كتابه: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} القمر:17.
    هل هناك من يريد الذكرى ؟
    هل هناك من يريد العظة الكاملة والموعظة السامية ؟… هذا كتابنا.
    ولذلك - أحبتي في الله - ما أدمن قلب، ولا أدمن عبد على تلاوة القرآن، وجعل القرآن معه إذا لم يكن حافظا يتلوه آناء الليل وآناء النهار إلا رق قلبه من خشية الله تبارك وتعالى.
    السبب الثالث:

    ومن الأسباب التي تعين على رقة القلب وإنابته إلى الله تبارك وتعالى تذكر الآخرة، أن يتذكر العبد أنه إلى الله صائر.
    أن يتذكر أن لكل بداية نهاية، وأنه ما بعد الموت من مستعتب، وما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار.
    فإذا تذكر الإنسان أن الحياة زائلة وأن المتاع فان وأنها غرور حائل دعاه - والله - ذلك إلى أن يحتقر الدنيا ويقبل على ربها إقبال المنيب الصادق وعندها يرق قلبه.
    ومن نظر إلى القبور ونظر إلى أحوال أهلها انكسر قلبه، وكان قلبه أبرأ ما يكون من القسوة ومن الغرور والعياذ بالله .
    ولذلك لن تجد إنسانا يحافظ على زيارة القبور مع التفكر والتأمل والتدبر، إذ يرى فيها الأباء والأمهات والإخوان والأخوات، والأصحاب والأحباب، والإخوان والخلان.
    يرى منازلهم ويتذكر أنه قريب سيكون بينهم وأنهم جيران بعضهم لبعض قد انقطع التزاور بينهم مع الجيرة.
    وأنه قد يتدانى القبران وبينهما كما بين السماء والأرض نعيما وجحيما.
    ما تذكر عبد هذه المنازل التي ندب النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذكرها إلا رق قلبه من خشية الله تبارك وتعالى.
    ولا وقف على شفير قبر فراءه محفورا فهيأ نفسه أن لو كان صاحب ذلك القبر، ولا وقف على شفير قبر فرى صاحبه يدلى فيه فسأل نفسه إلى ماذا يغلق ؟
    وعلى من يُغلق ؟
    وعلى أي شيء يُغلق؟
    أيغلق على مطيع أم عاصي ؟
    أيغلق على جحيم أم على نعيم ؟
    فلا إله إلا الله هو العالم بأحوالهم وهو الحكم العدل الذي يفصل بينهم.
    ما نظر عبد هذه النظرات ولا استجاشت في نفسه هذه التأملات إلا اهتز القلب من خشية الله وانفطر هيبة لله تبارك وتعالى، وأقبل على الله إلى الله تبارك وتعالى إقبال صدق وإنابة وإخبات.

    أحبتي في الله : أعظم داء يصيب القلب داء القسوة والعياذ بالله .
    ومن أعظم أسباب القسوة: بعد الجهل بالله تبارك وتعالى: الركون إلى الدنيا والغرور بأهلها. وكثرة الاشتغال بفضول أحاديثها، فإن هذا من أعظم الأسباب التي تقسي القلوب والعياذ بالله تبارك وتعالى، إذا اشتغل العبد بالأخذ والبيع، واشتغل أيضا بهذه الفتن الزائلة والمحن الحائلة، سرعان ما يقسو قلبه لأنه بعيد عن من يذكره بالله تبارك وتعالى.
    فلذلك ينبغي للإنسان إذا أراد أن يوغل في هذه الدنيا أن يوغل برفق، فديننا ليس دين رهبانية، ولا يحرم الحلال سبحانه وتعالى، ولم يحل بيننا وبين الطيبات.
    ولكن رويداً رويدا فأقدار قد سبق بها القلم، وأرزاق قد قضيت يأخذ الإنسان بأسبابها دون أن يغالب القضاء والقدر.
    يأخذها برفق ورضاء عن الله تبارك وتعالى في يسير يأتيه وحمد وشكر لباريه سرعان ما توضع له البركة، ويكفى فتنة القسوة، نسأل الله العافية منها.
    فلذلك من أعظم الأسباب التي تستوجب قسوة القلب الركون إلى الدنيا، وتجد أهل القسوة غالبا عندهم عناية بالدنيا، يضحون بكل شيء، يضحون بأوقاتهم.
    يضحون بالصلوات يضحون بارتكاب الفواحش والموبقات.
    ولكن لا تأخذ هذه الدنيا عليهم، لا يمكن أن يضحي الواحد منهم بدينار أو درهم منها، فلذلك دخلت هذه الدنيا إلى القلب.
    والدنيا شُعب، الدنيا شُعب ولو عرف العبد حقيقة هذه الشُعب لأصبح وأمسى ولسانه ينهج إلى ربه: ربي نجني من فتنة هذه الدنيا، فإن في الدنيا شُعب ما مال القلب إلى واحد منها إلا استهواه لما بعده ثم إلى ما بعده حتى يبعد عن الله عز وجل، وعنده تسقط مكانته عند الله ولا يبالي الله به في واد من أودية الدنيا هلك والعياذ بالله .
    هذا العبد الذي نسي ربه، وأقبل على هذه الدنيا مجلا لها مكرما، فعظّم ما لا يستحق التعظيم، واستهان بمن يستحق الإجلال والتعظيم والتكريم سبحانه وتعالى، فلذلك كانت عاقبته والعياذ بالله من أسوء العواقب.
    jawharat arrif
    jawharat arrif
    عضو فضي
    عضو فضي


    انثى
    1750
    العمر : 33
    لإقــامه : الدريوش
    المهنة : تلميذة
    نقاط : 8
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 08/06/2007

    كيف ترق القلوب...؟؟ اقرأوا..(2) Empty رد: كيف ترق القلوب...؟؟ اقرأوا..(2)

    مُساهمة من طرف jawharat arrif الجمعة يناير 11, 2008 11:35 am

    جزاك الله خيرا اخي الكريم على الموضوع الرائع
    otman
    otman
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    ذكر
    3578
    العمر : 50
    لإقــامه : مايهمكش..
    المهنة : ماشي شغلك...
    نقاط : 234
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 08/10/2007

    كيف ترق القلوب...؟؟ اقرأوا..(2) Empty رد: كيف ترق القلوب...؟؟ اقرأوا..(2)

    مُساهمة من طرف otman الجمعة يناير 11, 2008 12:06 pm

    وأنت من أهل الكرم والجزاء أختي..شكرا لك..
    fouad
    fouad
    عضو فضي
    عضو فضي


    ذكر
    870
    العمر : 35
    لإقــامه : maroc
    المهنة : طالب علم...وتارك حلم
    نقاط : 126
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 16/12/2007

    كيف ترق القلوب...؟؟ اقرأوا..(2) Empty رد: كيف ترق القلوب...؟؟ اقرأوا..(2)

    مُساهمة من طرف fouad الجمعة يناير 11, 2008 12:13 pm

    شكرا لك اخي على الموضوع الجميل

    جزاك الله خيراا
    otman
    otman
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    ذكر
    3578
    العمر : 50
    لإقــامه : مايهمكش..
    المهنة : ماشي شغلك...
    نقاط : 234
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 08/10/2007

    كيف ترق القلوب...؟؟ اقرأوا..(2) Empty رد: كيف ترق القلوب...؟؟ اقرأوا..(2)

    مُساهمة من طرف otman الجمعة يناير 11, 2008 12:38 pm

    وأنت من أهل الجزاء والكرم ...

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 3:26 am