أذهب إلى المقهى وأسمع الناس يتحدثون عن كل شيء وفي كل شيء ، ينتقلون من مناقشة مشاكلهم اليومية والغلاء والبطالة ثم وبكل بساطة يعرجون على الأحوال السياسية والأحزاب ، يعطون الآراء ويعارضون كل الساسة وفي غمرة حماسهم تمر غادة حسناء فتسكت الألسنة تفسح المجال للعيون الفاحصة ، وتغيب الحسناء ويذهب معها كل ما قيل قبل مرورها ، وينتهي وقود الأرجيلة فينصرف الجميع كأنهم لم يقولوا شيئأً.
ويقفز إلى ذهني سؤال هام : هل نستحق العيش ( كأحرار) ؟ أم يكفينا الحصول على رغيف الخبز ونظرة من تلك الحسناء لنغرق في نوم عميق ونحن نشعر بالنصر ؟
على المقهى يكون النزال في ساحات الكلام التي لا تنتهي ، وترتفع الأصوات مع سحابات الدخان المشبعة بلفائف الحشيش ، وكل فرد يعتقد أن رأيه هو الصواب وليس هناك غيره ، عنتريات لا تتعدى حدود المقهى وعمرها أقصر من عمر حجر الأرجيلة أو سيجارة أو تخزينة قات.
ومن بين هؤلاء من يظن نفسه أفضل البشر ، أو فوق البشر ، أو حتى مثل من خلق البشر ( أستغفر الله)
منهم من يمارس أفضليته على نساء العائلة ، يقهرهن حتى يعوض ما يلاقيه من قهر رئيسه في العمل ، ويفعل المستحيل ليثبت أنه عنتر زمانه المسيطر على أهل بيته ، وبعد قليل يتحول إلى شمشون الوديع بين أيدي دليلة وفيها يكون نضاله حتى يعلن تحريره لكل هضابها وسهولها .
منهم من حصل على شهادته الجامعية ولم يجد عملا فنصحه الناصحون بالإنضمام إلى مجتمع المقهى .
هناك جمهورية مقاهي الأدباء التي يعرفها الجميع بأشهر أديب يجلس عليها ، وهناك مقاهي الساسة أولاد الذوات
وهناك مقهى العالم الواسع الذي يضم زعماء و ملوك و سلاطين ، يتكلمون كثيرا و يفعلون قليلا ، منهم من منح نفسه تفويضاً مختوماً بالحديد والنار و يحرسه خزنة النار الملكيون والجمهوريون ، وأعطوا أنفسهم ألقاباً ..رئيس , مشير …عقيد …ملك….رفيق
وجلسوا على العرش وخلعوا أحذيتهم المليئة بطين المزارع أو بثلوج أميركا وموسكو وباريس
وتشبثوا بالعرش كتشبث المعتوه بعود قصب يحسبه مدفعاً في المدمرة ميزوري ( كان لها الفضل الأول في تدمير العراق )
وبقوا إلى ما شاء الله أن يكونوا حتى يحدث أمران :
فإما أن يأتي هاتف السماء ليقبض أرواحهم ، والله وحده يعلم كم هي مهمة صعبة لملك الموت الذي عليه أن يستخلص روح الزعيم أو الرفيق أو الملك أو….والتي تاهت بين دهاليز وأروقة قصوره وطبعاً قبل ذلك يكون قد كتب الوصية النافذة ووهب الأرض ومن عليها لإبنه الهمام.
أو يحدث إنقلاب أو ثورة تعزل الرئيس وتجبره على الفرار إلى بلاد الغربستان ليستمتع بما نهبه من أموال الشعوب التي تكتفي بالجلوس على المقهى وتدخين الأرجيلة (الشيشة) ومعاكسة البنات والحصول على أحدث الرنات , أوالتظاهر من أجل الترحيب بمطرب أو مطربة في مهرجان من تلك المهرجانات التي تشتهر بها جمهوريات المقاهي العربية !
نشر في الحوار المتمدن العدد 2096-2007/11/11
ويقفز إلى ذهني سؤال هام : هل نستحق العيش ( كأحرار) ؟ أم يكفينا الحصول على رغيف الخبز ونظرة من تلك الحسناء لنغرق في نوم عميق ونحن نشعر بالنصر ؟
على المقهى يكون النزال في ساحات الكلام التي لا تنتهي ، وترتفع الأصوات مع سحابات الدخان المشبعة بلفائف الحشيش ، وكل فرد يعتقد أن رأيه هو الصواب وليس هناك غيره ، عنتريات لا تتعدى حدود المقهى وعمرها أقصر من عمر حجر الأرجيلة أو سيجارة أو تخزينة قات.
ومن بين هؤلاء من يظن نفسه أفضل البشر ، أو فوق البشر ، أو حتى مثل من خلق البشر ( أستغفر الله)
منهم من يمارس أفضليته على نساء العائلة ، يقهرهن حتى يعوض ما يلاقيه من قهر رئيسه في العمل ، ويفعل المستحيل ليثبت أنه عنتر زمانه المسيطر على أهل بيته ، وبعد قليل يتحول إلى شمشون الوديع بين أيدي دليلة وفيها يكون نضاله حتى يعلن تحريره لكل هضابها وسهولها .
منهم من حصل على شهادته الجامعية ولم يجد عملا فنصحه الناصحون بالإنضمام إلى مجتمع المقهى .
هناك جمهورية مقاهي الأدباء التي يعرفها الجميع بأشهر أديب يجلس عليها ، وهناك مقاهي الساسة أولاد الذوات
وهناك مقهى العالم الواسع الذي يضم زعماء و ملوك و سلاطين ، يتكلمون كثيرا و يفعلون قليلا ، منهم من منح نفسه تفويضاً مختوماً بالحديد والنار و يحرسه خزنة النار الملكيون والجمهوريون ، وأعطوا أنفسهم ألقاباً ..رئيس , مشير …عقيد …ملك….رفيق
وجلسوا على العرش وخلعوا أحذيتهم المليئة بطين المزارع أو بثلوج أميركا وموسكو وباريس
وتشبثوا بالعرش كتشبث المعتوه بعود قصب يحسبه مدفعاً في المدمرة ميزوري ( كان لها الفضل الأول في تدمير العراق )
وبقوا إلى ما شاء الله أن يكونوا حتى يحدث أمران :
فإما أن يأتي هاتف السماء ليقبض أرواحهم ، والله وحده يعلم كم هي مهمة صعبة لملك الموت الذي عليه أن يستخلص روح الزعيم أو الرفيق أو الملك أو….والتي تاهت بين دهاليز وأروقة قصوره وطبعاً قبل ذلك يكون قد كتب الوصية النافذة ووهب الأرض ومن عليها لإبنه الهمام.
أو يحدث إنقلاب أو ثورة تعزل الرئيس وتجبره على الفرار إلى بلاد الغربستان ليستمتع بما نهبه من أموال الشعوب التي تكتفي بالجلوس على المقهى وتدخين الأرجيلة (الشيشة) ومعاكسة البنات والحصول على أحدث الرنات , أوالتظاهر من أجل الترحيب بمطرب أو مطربة في مهرجان من تلك المهرجانات التي تشتهر بها جمهوريات المقاهي العربية !
نشر في الحوار المتمدن العدد 2096-2007/11/11