دعاة الدعارة وحقوق المرأة!!
لقد ضجت آذاننا بنعيق العلمانيين المنادي بوجوب إعطاء المرأة حقوقها، وتمتيعها بها كاملة! وفي كافة المجالات، وسائر القطاعات.
وهذا كلام جميل، ومطلب جليل، حين يكون نابعا من معين طيب صافي، ويتجسد في الواقع تجسدا تستفيد منه المرأة ابتداء، وسائر أفراد المنظومة الاجتماعية..
ولا أريد هنا أن أقف مع المؤاخذات والانتقادات الكثيرة التي تستدعيها قناعات القوم في هذا الباب، والتي بنيت على الأصول التالية:
التبعية المذلة
التنكر للأصل
عدم الإنصاف والكيل بمكيالين.
..وإنما يهمني في هذا المقام أن ألفت نظر القراء الكرام إلى مفارقة عجيبة، ومراوغة ليست بالغريبة في نداءهم المذكور:
وهي إجماعهم على السكوت عن المطالبة بحق أساسي من حقوق المرأة، وعنصر ضروري لخروجها من أوحال الوضعية السيئة التي تتخبط فيها؛ ألا وهو حقها في صيانة عرضها، والحفاظ على شرفها..
فالقوم لا يعرجون على هذا الموضوع الخطير البتة، بل إنهم يجعلون بينهم وبينه حجابا مستورا؛ ألا وهو مفهومهم الخاطئ للحرية الشخصية.
ويأتي دعاة الدعارة، ليركبوا هذه المطية الشوهاء، ويمتطوا هذه الناقة العرجاء، فيطوفون على ظهرها مبشرين بمذهبهم المنكوس، ويتجولون بين الناس داعين إلى فكرهم الممسوس، والذي تولدت عنه ممارسات، بخست كثيرا من النساء حقهن، وأودت بهن في ظلمات بحر لجي، يغشاه موج الاستغلال من فوقه موج الإضلال؛ ظلمات بعضها فوق بعض، ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.
وإلا فإن كل من خلع لبوس الأنانية و الاعتساف، وتحلى بزي الموضوعية والإنصاف، لا يماري في كون هذا الإعصار المدمر (الدعارة)، يمثل أعظم منتهك لحقوق المرأة، وأنها أكثر الناس تضررا به؛ كيف لا وقد جعلها الجناة رأس المال في هذه التجارة المقيتة، والعمود الفقري لهيكل هذه الأبنية الخبيثة.
بالله عليكم!! أليس من الاعتداء على المرأة أن يستغل الرجل حاجتها المادية فيهتك عرضها ويقتل عفتها بعد أن يغريها بالمال والجمال والسيارة الفخمة.. ونحو ذلك، فيقضي وطره منها ثم يتركها لآخر يفعل بها نفس الشيء؟
..وهكذا تتقاذفها الذئاب، ويتداولها اللئام، حتى يجعلوا منها إنسانا مهانا يعتقد أنه عزيز، وبشرا غارما يعتقد أنه أنه غانم، يعيش للشهوة، ولا يرى قيمة إلا للمادة.
فمنهن من تدوم على تلك الحال، وتتمادى في ذلك الغي، فلا تزداد إلا ذلا، ولا تزداد من ربها إلا بعدا.
ومن بدأت تفيق من أثر المخدر، وتنجلي عن بصرها غشاوة الإغراء المادي، والتزيين الشيطاني، تجد نفسها غارقة في أوحال قد يتعذر عليها الفكاك منها، فإذا بدأت تحن إلى الحياة الأسرية الطيبة، والعلاقة الزوجية الطاهرة التي تقتضيها الفطرة، والتي هي الإطار الصحيح لمستلزماتها في هذا الباب، وجدت نفسها غارقة في بحار الفساد وأوحال الفجور.
أليس هذا من الوضعية السيئة لكثير من النساء؟ بلى والله.
وإن من حق المرأة أن تحمى من هذه الأحوال الدنيئة وتصان من نجس هذه الأوحال الخبيثة…
إن الحفاظ على العرض، وصيانة الشرف، يعد من ضروريات الإنسان، ومن أولويات مصالحه.
ولذلك كان من الأسس الخمسة التي تبنى عليها المصالح في صرح الشريعة المنيف، إلى جانب الحفاظ على الدين والنفس والعقل والمال، وقد شرح ذلك ووضحه فارس هذا المضمار؛ العلامة أبو إسحاق الشاطبي رحمه الله في كتابه العجاب: الموافقات.
ومن نصوص الشريعة الغراء في هذا الصدد قول الله تعالى: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا}[الإسراء 32].
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن".متفق عليه.
ومن الأحكام التي شرعت في هذا السياق: الحجاب بمفهومه العام الشامل، والذي ينتظم ستر العورات، ومحافظة المرأة على الجلباب الشرعي، ووقوف الرجال والنساء عند الحدود التي حدّتها الشريعة في التعامل بينهم.
وقد أحاطت هذه الأخيرة ذلك كله، بسياج جميل، يتمثل فيما رغبت فيه من التخلق بخلق الحياء، والذي جعلته قرين الإيمان؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الحياء والإيمان قرناء جميعا فإذا ارتفع أحدهما ارتفع الآخر". رواه الإمام أحمد.
كما حثت الناس على المحافظة على أصل المروءة الأصيل: ألا وهو الغيرة.
"والغيرة هي ما ركبه الله في العبد من قوة روحية، تحمي المحارم و الشرف و العفاف من كل مجرم و غادر, و هي في الإسلام خلق محمود, لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يغار وإن المؤمن يغار,وإن غيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه "متفق عليه.
فهذه التوجيهات والأحكام إذا تجسدت في أفراد المجتمع، وكانت فاشية فيهم، في إطار محكم من الإيمان بالله سبحانه وخوفه ومراقبته في السر والعلن، فإنها تقوض بناء الدعارة والرذيلة، وترفع على أنقاضه قصر العفة الفضيلة.
والمرأة هي أول من يتفيؤ ظلال هذا القصر المنيف، ويستفيد من مرافق ومتاع هذا الصرح الشريف.
وهي بهذه العناية الربانية، والمنحة الإلاهية تكون قد حازت حقا من أعظم حقوقها، ونالت مصلحة من أهم مصالحها.
أما دعاة الدعارة فجعلوا من أنفسهم قطاع طرق، يغتصبون من المرأة هذا الحق، ويحولون بينها وبين الاستفادة منه، لأغراض في أنفسهم، استغلوا من أجل الوصول إليها- المرأة أبشع استغلال.
وما تركوا وسيلة إلا ووظفوها في هذا السعي الجائر، والكيد الماكر.
ولقد صدق فيهم قول الخالق جل وعلا: {ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما}[النساء 27].
فكيف يزعم من ساق المرأة إلى سوق الدعارة الخسيس، أنه على حقوقها حريص؟!!
لقد ضجت آذاننا بنعيق العلمانيين المنادي بوجوب إعطاء المرأة حقوقها، وتمتيعها بها كاملة! وفي كافة المجالات، وسائر القطاعات.
وهذا كلام جميل، ومطلب جليل، حين يكون نابعا من معين طيب صافي، ويتجسد في الواقع تجسدا تستفيد منه المرأة ابتداء، وسائر أفراد المنظومة الاجتماعية..
ولا أريد هنا أن أقف مع المؤاخذات والانتقادات الكثيرة التي تستدعيها قناعات القوم في هذا الباب، والتي بنيت على الأصول التالية:
التبعية المذلة
التنكر للأصل
عدم الإنصاف والكيل بمكيالين.
..وإنما يهمني في هذا المقام أن ألفت نظر القراء الكرام إلى مفارقة عجيبة، ومراوغة ليست بالغريبة في نداءهم المذكور:
وهي إجماعهم على السكوت عن المطالبة بحق أساسي من حقوق المرأة، وعنصر ضروري لخروجها من أوحال الوضعية السيئة التي تتخبط فيها؛ ألا وهو حقها في صيانة عرضها، والحفاظ على شرفها..
فالقوم لا يعرجون على هذا الموضوع الخطير البتة، بل إنهم يجعلون بينهم وبينه حجابا مستورا؛ ألا وهو مفهومهم الخاطئ للحرية الشخصية.
ويأتي دعاة الدعارة، ليركبوا هذه المطية الشوهاء، ويمتطوا هذه الناقة العرجاء، فيطوفون على ظهرها مبشرين بمذهبهم المنكوس، ويتجولون بين الناس داعين إلى فكرهم الممسوس، والذي تولدت عنه ممارسات، بخست كثيرا من النساء حقهن، وأودت بهن في ظلمات بحر لجي، يغشاه موج الاستغلال من فوقه موج الإضلال؛ ظلمات بعضها فوق بعض، ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.
وإلا فإن كل من خلع لبوس الأنانية و الاعتساف، وتحلى بزي الموضوعية والإنصاف، لا يماري في كون هذا الإعصار المدمر (الدعارة)، يمثل أعظم منتهك لحقوق المرأة، وأنها أكثر الناس تضررا به؛ كيف لا وقد جعلها الجناة رأس المال في هذه التجارة المقيتة، والعمود الفقري لهيكل هذه الأبنية الخبيثة.
بالله عليكم!! أليس من الاعتداء على المرأة أن يستغل الرجل حاجتها المادية فيهتك عرضها ويقتل عفتها بعد أن يغريها بالمال والجمال والسيارة الفخمة.. ونحو ذلك، فيقضي وطره منها ثم يتركها لآخر يفعل بها نفس الشيء؟
..وهكذا تتقاذفها الذئاب، ويتداولها اللئام، حتى يجعلوا منها إنسانا مهانا يعتقد أنه عزيز، وبشرا غارما يعتقد أنه أنه غانم، يعيش للشهوة، ولا يرى قيمة إلا للمادة.
فمنهن من تدوم على تلك الحال، وتتمادى في ذلك الغي، فلا تزداد إلا ذلا، ولا تزداد من ربها إلا بعدا.
ومن بدأت تفيق من أثر المخدر، وتنجلي عن بصرها غشاوة الإغراء المادي، والتزيين الشيطاني، تجد نفسها غارقة في أوحال قد يتعذر عليها الفكاك منها، فإذا بدأت تحن إلى الحياة الأسرية الطيبة، والعلاقة الزوجية الطاهرة التي تقتضيها الفطرة، والتي هي الإطار الصحيح لمستلزماتها في هذا الباب، وجدت نفسها غارقة في بحار الفساد وأوحال الفجور.
أليس هذا من الوضعية السيئة لكثير من النساء؟ بلى والله.
وإن من حق المرأة أن تحمى من هذه الأحوال الدنيئة وتصان من نجس هذه الأوحال الخبيثة…
إن الحفاظ على العرض، وصيانة الشرف، يعد من ضروريات الإنسان، ومن أولويات مصالحه.
ولذلك كان من الأسس الخمسة التي تبنى عليها المصالح في صرح الشريعة المنيف، إلى جانب الحفاظ على الدين والنفس والعقل والمال، وقد شرح ذلك ووضحه فارس هذا المضمار؛ العلامة أبو إسحاق الشاطبي رحمه الله في كتابه العجاب: الموافقات.
ومن نصوص الشريعة الغراء في هذا الصدد قول الله تعالى: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا}[الإسراء 32].
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن".متفق عليه.
ومن الأحكام التي شرعت في هذا السياق: الحجاب بمفهومه العام الشامل، والذي ينتظم ستر العورات، ومحافظة المرأة على الجلباب الشرعي، ووقوف الرجال والنساء عند الحدود التي حدّتها الشريعة في التعامل بينهم.
وقد أحاطت هذه الأخيرة ذلك كله، بسياج جميل، يتمثل فيما رغبت فيه من التخلق بخلق الحياء، والذي جعلته قرين الإيمان؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الحياء والإيمان قرناء جميعا فإذا ارتفع أحدهما ارتفع الآخر". رواه الإمام أحمد.
كما حثت الناس على المحافظة على أصل المروءة الأصيل: ألا وهو الغيرة.
"والغيرة هي ما ركبه الله في العبد من قوة روحية، تحمي المحارم و الشرف و العفاف من كل مجرم و غادر, و هي في الإسلام خلق محمود, لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يغار وإن المؤمن يغار,وإن غيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه "متفق عليه.
فهذه التوجيهات والأحكام إذا تجسدت في أفراد المجتمع، وكانت فاشية فيهم، في إطار محكم من الإيمان بالله سبحانه وخوفه ومراقبته في السر والعلن، فإنها تقوض بناء الدعارة والرذيلة، وترفع على أنقاضه قصر العفة الفضيلة.
والمرأة هي أول من يتفيؤ ظلال هذا القصر المنيف، ويستفيد من مرافق ومتاع هذا الصرح الشريف.
وهي بهذه العناية الربانية، والمنحة الإلاهية تكون قد حازت حقا من أعظم حقوقها، ونالت مصلحة من أهم مصالحها.
أما دعاة الدعارة فجعلوا من أنفسهم قطاع طرق، يغتصبون من المرأة هذا الحق، ويحولون بينها وبين الاستفادة منه، لأغراض في أنفسهم، استغلوا من أجل الوصول إليها- المرأة أبشع استغلال.
وما تركوا وسيلة إلا ووظفوها في هذا السعي الجائر، والكيد الماكر.
ولقد صدق فيهم قول الخالق جل وعلا: {ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما}[النساء 27].
فكيف يزعم من ساق المرأة إلى سوق الدعارة الخسيس، أنه على حقوقها حريص؟!!