الجوع كافر بكل القيم الأخلاقية والأعراف الاجتماعية. ولو كان الفقر رجلا لقتلته، عبارة نسبت الى علي بن أبي طالب. والمشكلة أن الجوع ليس رجلا. وإنما هو مئات ملايين الرجال. قال الشاعر:
ذريني للغنى أسعى فإني
رأيت الناس شرهم الفقير
وقال الشاعر: الفقر مر المذاق
من أجله وقفنا على الطلاق
ما عندكم ينفد وما عند الله باق
وقالوا لرجل عريان:
قالوا اقترح شيئاً نجد لك طبخه
قلت: اطبخوا لي جبة وقميصاً!
ولكن فقراء الهنود تسللوا بعيداً عن الفقر بحيلة مبتكرة. ففي أوروبا ملايين يحلمون بطفل. ولكنهم لا يستطيعون. ولذلك هداهم العلم الحديث الى استئجار الأرحام. ففي الهند ملايين النساء عندهن هذا الاستعداد بأن يوضع في أرحامهن بويضات ملقحة. مقابل عشرة آلاف جنيه. وهذا المبلغ يعادل ما يكسبه أي فقير هندي طول عمره. وبعد ولادة الطفل يحمله أبواه ويختفيان في أي مكان من العالم..
فالطفل لا تربطه بأمه التي حملته أي علاقة عضوية.. فالحيوان المنوي والبويضة لرجل وامرأة أخرى. ومهمة الفقيرة الهندية، هي ان تحمله تسعة أشهر تقاضت أجرها. ويقال ان الهند تكسب سنوياً ما يعادل 500 مليون جنيه. وسوف تزيد. فالفقراء كثيرون والذين يريدون الطفل ملايين أيضاً. وأي طفل انجليزي الأب والأم يولد في الهند، يحصل على الجنسية الانجليزية فوراً. لأنه ليس هندياً.
وبعض الآباء والأمهات يشترون الأطفال ويتبنونهم. ما داموا عاجزين عن افراز الحيوان المنوي والبويضة.
وهناك طريقة أخرى وهي أن يتفقوا مع فتاة جميلة ويدفعوا لها. بشرط أن تختار فتى جميلا تحمل منه: أزرق العينين ذهبي الشعر، ويتكفلون بالانفاق عليها أثناء الحمل والولادة, فإذا جاء المولود أخذوه واختفوا.
كأن المرأة قطعة أرض يستأجرونها لمحصول واحد. وبعد جني المحصول، تصبح الأرض جاهزة لمحصول آخر. وكلها محاولات للقضاء على هذا الشيء الملعون: الفقر!