الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى والحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة والأولى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الأسماء الحسنى والصفات العلا وأشهد أن محمد عبده ورسوله المصطفى وخليله المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم اهتدى وبهديهم اغتدى وسلم تسليما كثيرا
أما بعد
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه اشكروه على نعمه التي لا تحصى اشكروه على نعمة الإسلام التي هداكم إليها وأضل عنها كثيرا من الناس إن دين الإسلام دين الرحمة ودين العزة ودين الحكمة ودين الفطرة دين قيم ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وإن من ما جاء في شريعة الإسلام ما يوافق الفطرة وتطلع إليه النفوس ألا وهو النكاح الذي تكون به الرابطة بين الناس بين الإنسان وزوجه بين الإنسان وصهره ولهذا جعله الله تعالى قسيما للنسب أي للقرابة فقال تعالى )وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً) اشكروا نعمة الله عليكم بهذا العقد المبارك الذي تحصل به الألفة وتزول به العداوة وتحصل به المتعة المباحة فيه من المصالح الدينية والدنيوية والفردية والاجتماعية ما جعله الله من الأمور المطلوبة شرعا المحبوبة فطرة وطبعا يقول الله عز وجل )وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ) وإنما خاطب الشباب بهذا لأنهم أحق الناس به ولأنهم أشد الناس فتنة وأعظم خطرا ممن كان قد تقدم في السن وقد أخذ بعض العلماء من هذا الحديث الشريف أن النكاح واجب على من كان له شهوة وهو قادر عليه لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر به والأصل في أمر الله ورسوله أن يكون للوجوب ولما يترتب عليه من المصالح العظيمة ولأنه هدي الأنبياء والمرسلين كما قال الله تبارك وتعالى )وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً ) وإن علينا أيها الإخوة علينا إزاء هذه النعمة أن نقوم بشكرها وأن نسأل الله المزيد من فضله وأن لا نتخذ منها وسيلة إلى الوقوع في ما حرم الله لأن الوقوع في ما حرم الله ضد الشكر المطلوب منا وإنني أنبه في هذه الخطبة على أمور يتخذها بعض الناس ليلة الزفاف وليلة الزفاف وهي مخالفة للشرع منافية للشكر فمن ذلك أن بعض الناس ليلة الزفاف يجمع المغنيات بأجور كثيرة ليغنين فيبذل أموالا طائلة من أجل أغنيات يمكن أن يقوم بها من سوى هؤلاء المغنيات والغناء ليلة الزفاف ليس بمنكر بل هو من الأمور المطلوبة للنساء ولكن المنكر الغناء الهابط المثير للشهوة الموجب للفتنة ثم ظهور أصوات النساء عالية في المكبر مكبر الصوت فيسمع الرجال أصواتهن ونغماتهن فتحصل بذلك الفتنة لا سيما في هذه المناسبة وربما حصل بهذا المكبر للصوت إزعاج للجيران ولاسيما إن استمر ذلك إلى ساعة متأخرة من الليل هذا المنكر له علاج يسير وهو ان يقتصر النساء على الضرب بالدف والدف هو المغطى بالجلد من جانب واحد ويقتصرن على الأغاني آلتي تعبر عن الفرح والسرور دون استعمال مكبر الصوت فإن الغناء في العرس والضرب عليه بالدف مما جاءت به السنة كما في صحيح البخاري عن الربيع بنت معود أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها حين تزوجت فجعلت جويريات يضربن بالدف إذ قالت إحداهن وفينا رسول يعلم ما في غد فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقولي هكذا وقولي بالتي كنت تقولين أي من غير هذا الغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم ما في غد فإنه من النفوس التي قال الله عنها ( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ) وكن أي هؤلاء الجواري يندبن من قتل من آبائهن في بدر وفي صحيح البخاري أيضا عن عائشة رضي الله عنها أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما كان معكم لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو يعني الغناء والضرب بالدف وذكر الحافظ بن حجر في شرحه أنه قال أي النبي صلى الله عليه وسلم فهل بعثتم معها جارية تضرب بالدف وتغني تقول أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم فمثل هذا الغناء جائز بشرط أن لا يلحن كتلحين الأغاني الماجنة وأن لا يصحب بالموسيقى وشبهها من آلات اللهو لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحرى يعني الزنا والحرير والخمر و المعازف والمعازف هي آلات العزف ) فقرن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قرن استحلال المعازف باستحلال الزنا والخمر ومن الأمور المنكرة أن بعض الناس نزع منهم الحياء والحياء كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الإيمان شعبة من الإيمان فمن ليس عنده حياء فإنه قد نقص من إيمانه شعبة فليكمل هذا الناقص بالحياء المحمود هذا الحياء الذي نزع من بعض الناس ليلة الزفاف أن الزوج يأتي إلى مجتمع النساء ويصعد على المنصة مع زوجته امام النساء في أول مقابلة له معها يجلس إلى جنبها يصافحها وربما قبلها أو أهداها الحلوى أو غير ذلك من ما يستدعي تحرك الشهوة وحلول الفتنة فيا سبحان الله يا إخواني كيف وصل الحد ببعض الناس إلى هذا الأمر السخيف المنافي للحياء ونحن أمة الإسلام أمة الإيمان أمة شعارها الحياء لأن ذلك من الإيمان ولقد كان رسول الله صلى عليه وسلم أشد الناس حياء مع قوته في دين الله وحزمه في تربية عباد الله كيف يليق بنا أن نخلع جلباب الحياء لنعري أنفسنا باتباع عادات وتقاليد تنافي شرعنا إن هذا لدليل على ضعف الإيمان وعلى ذل الشخصية وإن الإنسان لا ينبغي له أن يأخذ بكل جديد وارد بل إذا ورد شيء من عادات غيرنا فلنزنه بالشرع فإن خالف الشرع وجب رفضه بدون تفصيل وإن لم يخالف الشرع نظرنا هل هذه العادة التي وردت علينا أقرب إلى سمتنا وديننا مما كنا عليه من قبل فلنأخذ بها وإلا فلا نأخذ بها لأن التنقل في العادات يوجب أن يتنقل الإنسان إلى عادات محرمة والإنسان الحازم ذو الشخصية القوية لا يخضع لعادات ترد من غيره إلا إذا كان فيها مصلحة دينية أو مصلحة دنيوية لا تنافي المصالح الدينية أيها الإخوة ونحن في هذا المشهد الذي صورناه لكم تصوروا ماذا تكون حال الزوج وزوجته أمام النساء المتجملات المتطيبات ينظرن إلى الزوج وزوجته ليشمتن به وبها إن كانا قبيحين في نظرهن ولتتحرك كوامن غرائزهن إن كانا جميلين في نظرهن تصوروا كيف تكون الحال والمجتمع الحاضر من النساء في غمرة الفرح بالعرس ونشوة النكاح فبالله عليكم ألا تتحرك شهوة النساء حينئذ إنها لابد أن تتحرك ولابد أن تكون الفتنة ثم تصوروا أيضا ماذا تكون نظرة الزوج إلى زوجته الجديدة التي امتلأ قلبه فرحا بها إذا شاهد في هؤلاء النساء من يفوق زوجته جمالا وشبابا وهيئة إن الزوج الذي امتلأ قلبه فرحا سوف يمتلئ قلبه غما وسوف يهبط شقفه بزوجته إلى حد بعيد إذا رأى في مجتمع هؤلاء النساء من هي أجمل منها وأحسن دلا وهيئة فيكون في هذا صدمة وكارثة بينهم وبين زوجته والعجب أن هذا يحصل في بيت أهل الزوجة أو في قصر الأفراح الذي عماده أهل الزوجة فتكون العاقبة سيئة بالنسبة إلى بنتهم وعلاج هذا المنكر العظيم أن يكون دخول الزوج على زوجته في غرفة خاصة إما بأن تسبقه عليها فيدخل عليها الزوج وإما أن يسبقها على هذه الغرفة فتزف إليه بعد دخولها وينبغي عند ملاقاة الزوج لزوجته أول مرة أن يأخذ بناصيتها وهي مقدم رأسها فيقول اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه يقول ذلك سرا إن خاف أن يحدث في قلب المرأة وحشة أو شيئا آخر ومن الأمور المنكرة العظيمة أن بعض النساء تصحب معها آلة تصوير لتصور الحفل وتحتفظ بصورته ولا أدري لا أدري ما الذي أباح لهؤلاء النساء أن يلتقطن صورة الحفل لينشر بين الناس بقصد أو بغير قصد أتظن هؤلاء النساء اللاتي يلتقطن صور الحفل أن أحدا يرضى أن تلتقط صورة أهله لامرأته أو بنته أو أخته أو أمه لتكون بين أيدي أولئك المعتديات الملتقطات ليعرضنها متى شئن على من شئن هل يرضى أحد أن تكون صورة محارمه بين أيدي الناس لتكون محلا للسخرية إن كانت قبيحة ومثارا للفتنة والشر إن كانت جميلة وأقبح من ذلك أن يتسلل قوم من الشباب السافلين ليلتقطوا صور النساء فإن هذا من أعظم المنكر ولا يرتاب عاقل يعرف مصادر الشريعة ومواردها أن هذا منكر عظيم وأنه انحدار إلى الهاوية في تقليد الكافرين والمتشبهين بهم وأقبح من ذلك أن بعض المعتدين يحضروا آله الفيديو ليلتقط صورة الحفل حيا فيعرضها على نفسه وعلى غيره كلما أراد ويتمتع بالنظر إلى هذا المشهد فيا عباد الله اتقوا الله عز وجل واحذروا أسباب سخطه وعقابه وإن علينا أن نعالج مثل هذه الأمور المنكرة بما كان عليه سلفنا الصالح وأن ندع مثل هذه الأمور الواردة إلينا وأن نربأ بأنفسنا عن التقليد الأعمى فإننا أمة لنا شخصيتنا وديننا لا ينبغي أبدا ولا يليق بأي حال أن نكون أتباعا وأذنابا لغيرنا إننا أمة نعتز بديننا نعتز بحيائنا نعتز بمروءتنا نعتز برجولتنا فلا يغلبننا النساء ولا السفهاء إن علينا أن نكون حلماء أن نكون حلماء نقيد السفهاء ونرجعهم إلى ما نريد من الأمور الموافقة للشريعة الإسلامية والشريعة الإسلامية ولله الحمد فيها الخير واليسر وتقليد حريات الشيطان فإن الإنسان إذا انفلت من قيد الشريعة فإنه سوف ينزلق في قيد الشيطان ويتبع هواه قال ابن القيم رحمه الله في النونية هربوا من الذل الذي خلقوا له فبلوا برق النفس والشيطان . فعلينا أيها الإخوة أن نتقي الله عز وجل وأن نربأ بأنفسنا عن هذه الأخلاق السافلة وأن يكون لحلمائنا قول وسيطرة على نسائنا وسفهائنا أسأل الله تعالى أن يعصمنا جميعا من الذلل وأن يوفقنا لصالح القول والعمل وأن يجعلنا من القادة المصلحين والهداة المهتدين إنه على كل شيء قدير وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه اشكروه على نعمه التي لا تحصى اشكروه على نعمة الإسلام التي هداكم إليها وأضل عنها كثيرا من الناس إن دين الإسلام دين الرحمة ودين العزة ودين الحكمة ودين الفطرة دين قيم ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وإن من ما جاء في شريعة الإسلام ما يوافق الفطرة وتطلع إليه النفوس ألا وهو النكاح الذي تكون به الرابطة بين الناس بين الإنسان وزوجه بين الإنسان وصهره ولهذا جعله الله تعالى قسيما للنسب أي للقرابة فقال تعالى )وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً) اشكروا نعمة الله عليكم بهذا العقد المبارك الذي تحصل به الألفة وتزول به العداوة وتحصل به المتعة المباحة فيه من المصالح الدينية والدنيوية والفردية والاجتماعية ما جعله الله من الأمور المطلوبة شرعا المحبوبة فطرة وطبعا يقول الله عز وجل )وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ) وإنما خاطب الشباب بهذا لأنهم أحق الناس به ولأنهم أشد الناس فتنة وأعظم خطرا ممن كان قد تقدم في السن وقد أخذ بعض العلماء من هذا الحديث الشريف أن النكاح واجب على من كان له شهوة وهو قادر عليه لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر به والأصل في أمر الله ورسوله أن يكون للوجوب ولما يترتب عليه من المصالح العظيمة ولأنه هدي الأنبياء والمرسلين كما قال الله تبارك وتعالى )وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً ) وإن علينا أيها الإخوة علينا إزاء هذه النعمة أن نقوم بشكرها وأن نسأل الله المزيد من فضله وأن لا نتخذ منها وسيلة إلى الوقوع في ما حرم الله لأن الوقوع في ما حرم الله ضد الشكر المطلوب منا وإنني أنبه في هذه الخطبة على أمور يتخذها بعض الناس ليلة الزفاف وليلة الزفاف وهي مخالفة للشرع منافية للشكر فمن ذلك أن بعض الناس ليلة الزفاف يجمع المغنيات بأجور كثيرة ليغنين فيبذل أموالا طائلة من أجل أغنيات يمكن أن يقوم بها من سوى هؤلاء المغنيات والغناء ليلة الزفاف ليس بمنكر بل هو من الأمور المطلوبة للنساء ولكن المنكر الغناء الهابط المثير للشهوة الموجب للفتنة ثم ظهور أصوات النساء عالية في المكبر مكبر الصوت فيسمع الرجال أصواتهن ونغماتهن فتحصل بذلك الفتنة لا سيما في هذه المناسبة وربما حصل بهذا المكبر للصوت إزعاج للجيران ولاسيما إن استمر ذلك إلى ساعة متأخرة من الليل هذا المنكر له علاج يسير وهو ان يقتصر النساء على الضرب بالدف والدف هو المغطى بالجلد من جانب واحد ويقتصرن على الأغاني آلتي تعبر عن الفرح والسرور دون استعمال مكبر الصوت فإن الغناء في العرس والضرب عليه بالدف مما جاءت به السنة كما في صحيح البخاري عن الربيع بنت معود أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها حين تزوجت فجعلت جويريات يضربن بالدف إذ قالت إحداهن وفينا رسول يعلم ما في غد فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقولي هكذا وقولي بالتي كنت تقولين أي من غير هذا الغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم ما في غد فإنه من النفوس التي قال الله عنها ( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ) وكن أي هؤلاء الجواري يندبن من قتل من آبائهن في بدر وفي صحيح البخاري أيضا عن عائشة رضي الله عنها أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما كان معكم لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو يعني الغناء والضرب بالدف وذكر الحافظ بن حجر في شرحه أنه قال أي النبي صلى الله عليه وسلم فهل بعثتم معها جارية تضرب بالدف وتغني تقول أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم فمثل هذا الغناء جائز بشرط أن لا يلحن كتلحين الأغاني الماجنة وأن لا يصحب بالموسيقى وشبهها من آلات اللهو لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحرى يعني الزنا والحرير والخمر و المعازف والمعازف هي آلات العزف ) فقرن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قرن استحلال المعازف باستحلال الزنا والخمر ومن الأمور المنكرة أن بعض الناس نزع منهم الحياء والحياء كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الإيمان شعبة من الإيمان فمن ليس عنده حياء فإنه قد نقص من إيمانه شعبة فليكمل هذا الناقص بالحياء المحمود هذا الحياء الذي نزع من بعض الناس ليلة الزفاف أن الزوج يأتي إلى مجتمع النساء ويصعد على المنصة مع زوجته امام النساء في أول مقابلة له معها يجلس إلى جنبها يصافحها وربما قبلها أو أهداها الحلوى أو غير ذلك من ما يستدعي تحرك الشهوة وحلول الفتنة فيا سبحان الله يا إخواني كيف وصل الحد ببعض الناس إلى هذا الأمر السخيف المنافي للحياء ونحن أمة الإسلام أمة الإيمان أمة شعارها الحياء لأن ذلك من الإيمان ولقد كان رسول الله صلى عليه وسلم أشد الناس حياء مع قوته في دين الله وحزمه في تربية عباد الله كيف يليق بنا أن نخلع جلباب الحياء لنعري أنفسنا باتباع عادات وتقاليد تنافي شرعنا إن هذا لدليل على ضعف الإيمان وعلى ذل الشخصية وإن الإنسان لا ينبغي له أن يأخذ بكل جديد وارد بل إذا ورد شيء من عادات غيرنا فلنزنه بالشرع فإن خالف الشرع وجب رفضه بدون تفصيل وإن لم يخالف الشرع نظرنا هل هذه العادة التي وردت علينا أقرب إلى سمتنا وديننا مما كنا عليه من قبل فلنأخذ بها وإلا فلا نأخذ بها لأن التنقل في العادات يوجب أن يتنقل الإنسان إلى عادات محرمة والإنسان الحازم ذو الشخصية القوية لا يخضع لعادات ترد من غيره إلا إذا كان فيها مصلحة دينية أو مصلحة دنيوية لا تنافي المصالح الدينية أيها الإخوة ونحن في هذا المشهد الذي صورناه لكم تصوروا ماذا تكون حال الزوج وزوجته أمام النساء المتجملات المتطيبات ينظرن إلى الزوج وزوجته ليشمتن به وبها إن كانا قبيحين في نظرهن ولتتحرك كوامن غرائزهن إن كانا جميلين في نظرهن تصوروا كيف تكون الحال والمجتمع الحاضر من النساء في غمرة الفرح بالعرس ونشوة النكاح فبالله عليكم ألا تتحرك شهوة النساء حينئذ إنها لابد أن تتحرك ولابد أن تكون الفتنة ثم تصوروا أيضا ماذا تكون نظرة الزوج إلى زوجته الجديدة التي امتلأ قلبه فرحا بها إذا شاهد في هؤلاء النساء من يفوق زوجته جمالا وشبابا وهيئة إن الزوج الذي امتلأ قلبه فرحا سوف يمتلئ قلبه غما وسوف يهبط شقفه بزوجته إلى حد بعيد إذا رأى في مجتمع هؤلاء النساء من هي أجمل منها وأحسن دلا وهيئة فيكون في هذا صدمة وكارثة بينهم وبين زوجته والعجب أن هذا يحصل في بيت أهل الزوجة أو في قصر الأفراح الذي عماده أهل الزوجة فتكون العاقبة سيئة بالنسبة إلى بنتهم وعلاج هذا المنكر العظيم أن يكون دخول الزوج على زوجته في غرفة خاصة إما بأن تسبقه عليها فيدخل عليها الزوج وإما أن يسبقها على هذه الغرفة فتزف إليه بعد دخولها وينبغي عند ملاقاة الزوج لزوجته أول مرة أن يأخذ بناصيتها وهي مقدم رأسها فيقول اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه يقول ذلك سرا إن خاف أن يحدث في قلب المرأة وحشة أو شيئا آخر ومن الأمور المنكرة العظيمة أن بعض النساء تصحب معها آلة تصوير لتصور الحفل وتحتفظ بصورته ولا أدري لا أدري ما الذي أباح لهؤلاء النساء أن يلتقطن صورة الحفل لينشر بين الناس بقصد أو بغير قصد أتظن هؤلاء النساء اللاتي يلتقطن صور الحفل أن أحدا يرضى أن تلتقط صورة أهله لامرأته أو بنته أو أخته أو أمه لتكون بين أيدي أولئك المعتديات الملتقطات ليعرضنها متى شئن على من شئن هل يرضى أحد أن تكون صورة محارمه بين أيدي الناس لتكون محلا للسخرية إن كانت قبيحة ومثارا للفتنة والشر إن كانت جميلة وأقبح من ذلك أن يتسلل قوم من الشباب السافلين ليلتقطوا صور النساء فإن هذا من أعظم المنكر ولا يرتاب عاقل يعرف مصادر الشريعة ومواردها أن هذا منكر عظيم وأنه انحدار إلى الهاوية في تقليد الكافرين والمتشبهين بهم وأقبح من ذلك أن بعض المعتدين يحضروا آله الفيديو ليلتقط صورة الحفل حيا فيعرضها على نفسه وعلى غيره كلما أراد ويتمتع بالنظر إلى هذا المشهد فيا عباد الله اتقوا الله عز وجل واحذروا أسباب سخطه وعقابه وإن علينا أن نعالج مثل هذه الأمور المنكرة بما كان عليه سلفنا الصالح وأن ندع مثل هذه الأمور الواردة إلينا وأن نربأ بأنفسنا عن التقليد الأعمى فإننا أمة لنا شخصيتنا وديننا لا ينبغي أبدا ولا يليق بأي حال أن نكون أتباعا وأذنابا لغيرنا إننا أمة نعتز بديننا نعتز بحيائنا نعتز بمروءتنا نعتز برجولتنا فلا يغلبننا النساء ولا السفهاء إن علينا أن نكون حلماء أن نكون حلماء نقيد السفهاء ونرجعهم إلى ما نريد من الأمور الموافقة للشريعة الإسلامية والشريعة الإسلامية ولله الحمد فيها الخير واليسر وتقليد حريات الشيطان فإن الإنسان إذا انفلت من قيد الشريعة فإنه سوف ينزلق في قيد الشيطان ويتبع هواه قال ابن القيم رحمه الله في النونية هربوا من الذل الذي خلقوا له فبلوا برق النفس والشيطان . فعلينا أيها الإخوة أن نتقي الله عز وجل وأن نربأ بأنفسنا عن هذه الأخلاق السافلة وأن يكون لحلمائنا قول وسيطرة على نسائنا وسفهائنا أسأل الله تعالى أن يعصمنا جميعا من الذلل وأن يوفقنا لصالح القول والعمل وأن يجعلنا من القادة المصلحين والهداة المهتدين إنه على كل شيء قدير وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
الحمد لله وكفي وسلام