…. و هل هذا سؤالا تضعه يا إبن الجنوب الله يرضى عليك ? يهمس بعضكم, طيب إذن دون مقدمات , قراءة بسيطة, مثلا في الصحف المغربية , ماذا تقرأ ? ...النرجيلة تقدم في المقاهي حتى خيوط الفجر...)البيان ( و زعيم حزب الإتحاد الإشتراكي للقوى الشعبية السيد محمد اليازغي ...إما نتائج الإنتخابات الأخيرة, هي إنتقاد و ليس توبيخا و عقابا لنا !!أما صحيفة )العلم (الناطقة بلسان حزب الإستقلال ...الصحافة عرفت تحسنا بفضل إرادة ملكية كانت واضحة في تكريس الحريات من المسؤولين عن القطاع !! الصحف الليبية همها طرد المزيد من أشقائنا المصريين إستوجب تحول الرئيس مبارك لإستجداء شقيقه معمر, و لكن و لا كلمة إنتقاد ضد معمر القذافي, إبتلعنا لساننا, نحن الذين نتبجح بإعلاء عصا السلطة الرابعة في غير محلها, بينما تستمرلقاءات الرجلين تحت خيمة و الشاي سيد الموقف, و نحن لا زلنا ننتظر تصريحا حول مهمة مبارك, نجحت أم فشلت, أما الجزائرفحدث و لا حرج ,هناك يخرج الصحافيون صباحا حاملين أكفانهم معهم, بعد تقبيل أفراد العائلة و ما يحدثه هذا من إرتباك في التفكير و التركيز و التحليل . أما موريتانيا التي كان لي مع ملحق بأحد سفاراتها بعض النقاشات حول عذاب الصحفي الموريتاني خاصة إذا كتب حول غلق سفارة العدو و طرد أعوانها , تقطع اللسان الذي يتطاول على العدو فالدعم الأمريكي و الأوروبي مرهونا بهكذا إعتراف...في مصر, بستة عشر صحيفة يومية ليست أحسن من غيرها , حيث نلخص الوضع أنه يشهد إنفجارا كميا و هي السمة التي يشترك فيها من ذكرناهم غايتها ذر الرماد في العيون بدعم حكومي, لم يؤدي إلى إرتفاع المستوى و لا تقدما مهنيا.
عندنا في لبنان 12 صحيفة يومية, و لسنا أحسن حظا ,إستقلالية تعني إغتيالا, بسيارة مفخخة ,أو إختطافا و إلقاء الجثة في عرض البحر, أو دعما ماليا إقليميا, فأصبحنا نقرأ بأقلام نواب عن دولة إقليمية أو أوروبية أو سفير أمريكا , ليس تحليلا و لكن وجهة نظر الممول , و تذكرتي بأغنية تقول.... ضوء البلدية يتمتع بها أعوان البلدية أ و حدا من قبلها...على عكس دنيا الوطن من حيث الأسلوب و النوعية و الإستقلالية ليست لها أقلام مأجورة و ليست لها من المحترفين و لو قلما واحدا , و يهاجم مكتبها !! هل يريدون دفعها دفعا ,لتكون بوق دولة إقليمية .
بشائر العصف بالأقلام ستبقى أكثر مما نتوقع, و الهجوم على مكاتب الإعلام سيزداد لوأد إختلاف الرأي, المتنفس الوحيد ضد العنف و الإرهاب .
الصحافة العربية ليست بخير, و علاجها لن يكون بالأعشاب, بل بمزيد من الشفافية و عدم ضرب الطارو الطبل و كل الآلإت النحاسية .
الكاتب و الإعلامي محمود بيرمة قبل أن يكون شاعراة قاد العديد من رئاسة تحرير المجلات ,طرده الملك فاروق بإعانة المندوب الفرنسي, لأن عائلته تنحدر من تونس و يحمل الجنسية الفرنسيةو لأنه رفض الغموض السياسي و التوريث قال ...في اللحظات الحاسمة إن السلبية لا تقل كثيرا عن خيانة الوطن...و حسنا فعل الراحل جمال عبد الناصر بمنحه الجنسية المصرية .ما كنا نجرا على التساؤل هل الصحافة العربية بخير ? لو كنا في مستوى الإعلامي و الشاعر محمود بيرم.
إبن الجنوب
فكري ولدعلي