روبورتاج قناة إسبانية يكشف مسالك السياحة الجنسية بالمغرب
زابينغ 200 مليون أورو مبلغ عائدات دعارة القاصرين بالمغرب حسب القناة الاسبانية "الثالثة" (أنتينا تريس)، التي قدمت ضمن تحقيقاتها ليلة الخميس 19 يناير الجاري، برنامجا بعنوان «ثمن قاصر»، خصصته للسياحة الجنسية للقاصرين بالمغرب، مدة البرنامج كانت في حدود 30 دقيقة، انتقل فيها فريق التحقيق إلى مدينة مراكش وطنجة والدار البيضاء.
تطوان : الأحداث المغربية الساعة تتجاوز الخامسة والنصف ببضع دقائق، ساحة الفنا تعج بروادها، وأذان المغرب ينبعث من صومعة الكتبية. بهذا المشهد اختار مخرج البرنامج انطلاق برنامج، لما له من دلالة، قبل أن ينطلق وسط زحام الساحة، حيث ركزت الكاميرا الخفية التي استعملت على طول فترة التحقيق، على القاصرين والقاصرات المنتشرين بالساحة، والذين يعرضون أجسادهم للسياح، وكذا الوسطاء من النساء والذكور، وما أكثرهم. توقفت الكاميرا عند واحدة من النساء اللواتي يقمن بقراءة الكف، سألها الصحفي المتنكر، إذا ما كان لديها فتيات صغيرات للدعارة، فأجابت بالإيجاب، أن على يدها فتاة في 11 من عمرها، والدها متوفى، وهي تدير أمورها بتلك الشاكلة، وفعلا استقدمتها له، حيث أجرى معها دردشة صغيرة، تبين أنها بدورها لها صديقات من نفس عمرها يمارسن الدعارة مع السياح الأجانب. أرت الطفلة للصحفي جملة من القاصرات الملثمات بالساحة، وكلهن يمارسن الدعارة مع السياح الأجانب، كانت أجسادهن صغيرة، لكن حسب ما قالت الفتاة، والتي كانت بجانبها السيدة الوسيطة، إنهن مارسن أكثر من مرة مع أجانب من مختلف الأعمار. وبالصدفة، برز بعض الشبان ممن يعرضون أجسادهم بدورهم، ضمن دعارة الرجال، فاستغل الصحفي الفرصة، وعقد الصفقة مع أحدهم، حيث رافقه لأحد المنازل بالمدينة العتيقة، حيث اعتاد أن يقود زبناءه، وبمجرد دخوله للمنزل بدأ يستعد، إلا أن الصحفي فضل أن يتجاذب معه أطراف الحديث حول الموضوع، فأعطاه بعد ذلك مبلغ 20 أورو وانصرف.
"أميرة" في 11 من عمرها، التقاها فريق التحقيق تصطاد زبناءها بأحد المقاهي بساحة الفنى، فقد افترقت للتو مع أجنبي في 40 من عمره، وهي مقابل المال، تقول مستعدة لقضاء الليلة معهم، كانت بداية الحديث، ودون اضطراب كبير، طلبت منهم أن يتبعوها، فتوجهت لأحد الفنادق، دخلت الغرفة، فلحق بها الصحفي، وجدها تستعد فوق السرير هناك، حيث حكت له أنها اعتادت أن تستعمل هذا الفندق، وأن صاحبه يعرفها، يأخذ بدوره جزءا من أجرتها. رافقت الكاميرا الخفية، طفلا في 12 من عمره، "أنس" لمنزله المتواجد بأحد الأحياء القصديرية بضواحي مراكش، فقساوة الحياة، جعلته هو وأمه وشقيقته، يمارسون هذا النوع من الدعارة من أجل كسب قوت يومهم، خاصة وأن والده متوفى، ولا معيل لهم. يعود المشهد لساحة الفنى، ويركز على انتشار عدد من "الوسطاء" بالساحة، ممن يعرضون فتيات قاصرات للسياحة الجنسية، وسط هؤلاء التقوا "أحمد" شاب في حدود العشرين من العمر، قادهم لأحد المنازل بالمدينة العتيقة، حيث تتجمع المومسات، وهناك وجدوا قاصرتين ضمن المجموعة، لا يتعدى عمرهن 12 سنة فقط، ويلاقيهم بقاصر إسمها سعيدة، تقول إن عمرها 12 سنة، وأنها بدأت تمارس الدعارة مع الزجانب بـ 51 أورو، فأخذهم للفندق المجاور، حيث استفردوا بالفتاة لكن عدم علمها للغة الرسبانية أوقف حديثهم معها. "ساحة جامع الفنى أغرب للتصديق" يقول معلق البرنامج، وذلك تمهيدا لتقديم الوسيط الجديد "عبدول"، شاب في 24 من عمره، يقدم نفسه أنه مهتم بالموسيقى الإسبانية، ويقول بكل استهزاء، "ماذا تريدون فتيات من كل الأعمار، خمس سنوات، عشر سنوات، 100 سنة حتى..." أثار انتباههم فركزوا حديثهم معه، وهو يقدم عروضه، والمبالغ تتراوح بين 50 و 100 أورو. عبدول يعتمد على فتيات بعض المؤسسات التعليمية الثانوية بالأحياء العصرية لمراكش، خاصة حي كيليز، رافقه فريق التحقيق للمؤسسة المعنية، الساعة كانت في حدود منتصف النهار، حيث يغادر التلاميذ المؤسسة، عبدول تعرفه الكثير من الفتيات هناك، وبعد تحديد موعد في المساء مع إثنتين منهن، عاود الرجوع لأحد أحياء المدينة العتيقة، وعند الباب الذي يقصدونه، ظهر أحد عناصر الشرطة وهو يغادر. تساءل الصحفي عن المشاكل التي يمكن أن تجلبها لهم الشرطة إذا ما كشفت وكرهم، تضاحكت الفتيات في المنزل، فقال عبدول، لا مشاكل لنا مع الشرطة، إنهم يأخذون حقهم من المال ويغادرون، بين 20 و 15 أورو هو مبلغ سكوتهم، وأضافت "الباطرونة" المكلفة بالوكر، هناك فريق الصباح، وفريق المساء وفريق الليل، كل يأخذ ما تيسر له ويغادر. بزيها المدرسي، دخلت فتاة في 14 من عمرها، ترافقها أخرى راشدة، وأمام عينيها ومسامعها بدءت التفاوض حول مبلغ معاشرتها، حيث يطالب عبدول ب 50 أور، ويقول أنه آخر ثمن يمكنه أن يصل إليه، أعدت لها غرفة مجاورة لحيث يجلسون، فقط لحاف من الإسفنج و غطاء كل محتوياتها، استعدت الفتاة للمضاجعة، وقبل أن يستفرد الصحفي بها، طلبت منه "الباطرونا" أن يعطيها المال أولا، فأعطته هي عازلا طبيا، وكان "عبدول" يثني عليها، وهو يقول أنها مازالت نظيفة، فلم تبدأ العمل في هذا الميدان سوى منذ شهر فقط. وفي تعليق إضافي قال صاحب البرنامج "200 مليون أور هي عائدات سنوية لدعارة القاصرين، إنها تجارة مربحة في بلد تنعدم فيه الرقابة بكل تجلياتها..."
ويعود المشهد لطنجة، التي يقول إنها بوابة المغرب على أوربا، "مجال مفتوح للدعارة السياحية، عروض دعارة القاصرين ليست سرية أو تتطلب التخفي، إنها علنية..."، وليثبت ذلك، ينطلق في مشهد مع مراهق، حول إمكانية توفير فتاة قاصرة له، وبكل سهولة، طلب منه الشاب أن ينتظره لبعض الوقت، حوالي 30 دقيقة وكان طلبه متوفرا، عاد الشاب ومعه قاصرة، فمصطفى هو وسيط لهن في هذا المجال، إنه متخصص في "تجارة القاصرات"، بدأت المفاوضات، فطلبت القاصر 40 أور، ولتبرير الثمن، قال مصطفى، إن 100 درهم منها للشرطة و100 درهم أخرى لشقيقها. محطة القطار بطنجة، والوقت ليلا، لكنها مع ذلك تعج بالناس، يصفها المعلق بأنها منطلق السياح اللاهثين وراء السياحة الجنسية، وهناك التقى بسيدة في 60 من عمرها تعرض بدورها خدمات مماثلة، وهي لا تهاب شيئا، فالإنتشار المثير لرجال الشرطة هناك، جعل الصحفي يسألها عن عدم كشفها، فأجابت أنها تعطيهم المال، ويمر كل شيء على ما يرام، مبالغ تصل لحوالي 40 أورو. يعود المعلق لموضوع صمت الشرطة من طنجة إلى مراكش على موضوع دعارة القاصرين، ويقول إن المبلغ يتراوح بين 40 و20 أورو هو ثمن صمت الشرطة عن هذا، ويكمل الحديث، بتجربة مرافق له بالقطار يسمى "خافيير" والذي له تجربة كبيرة في معاشرة واقتناص القاصرات خاصة بالدار البيضاء، التي وصفها بأنها عاصمة السياحة الجنسية، وبوسط المدينة، ودائما تتابع الكاميرا الخفية الموضوع، يقف أحد الوسطاء، والذي يخرج ورقة من جيبه ويسرد لائحة ما هو متوفر، بالإسم والسن والثمن... العودة لمراكش مجددا، هناك يلتقون أنس معه إحدى القاصرات، يقول إنها صديقته، وإنها مستعدة لمعاشرة الأجانب، فطلبت مبلغ 30 أور مقابل ذلك، ويشرح أنس سبب توسطه لصديقته، لكونهما يجمعان المال لاستخراج جواز السفر، وبالتالي السفر لألمانيا، حيث، يقول أنس، أن له صديقة، تعرف عليها في الساحة، ومستعدة لترحيلهم وتسهيل خروجهم من المغرب. المشهد الأخير من البرنامج، مجددا من حي كيليز أرقى أحياء المدينة، وعبدول "الوسيط" وسط فرائسه من التلميذات فترة الظهيرة، حيث استقطب معه ثلاث فتيات، ركبن السيارة مع فريق البرنامج، وخلال الطريق أخذ حامل الكاميرا معه واحدة، فيما الأخريات كانت لهن وجهة أخرى، وفي حديثه مع مرافقته، أظهرت أنها طالما ركبت السيارات مع أجانب ومغاربة، ومارست الجنس مع بعضهن، وفي بعض الأحيان لا تتقاضى مقابل ذلك شيئا، فيما المبلغ الاعتيادي لا يتعدى 10 أورو. لم يكن على وجهها أي ارتباك، إنها تتبع تعليمات "عبدول" بالحرف، وبادرت للتخلص من لباسها المدرسي حتى لا تثير الإنتباه، فانطلقت في السيارة، وكانت كمن لا يواجه أي متاعب، ودون أن يثيرها من يرافقها أو تظهر عليها معالم تخوف، وكان "عبدول" يعاملهن ويتعامل معهن "كملكية" خاصة به، بعد جولتها في السيارة، عادت عند الرابعة والنصف للمؤسسة كمن كان يدرس لتعود لمنزلها عادية جدا. ويختم "ضحايا تجارة بخسة جدا، حيث تجارة السياحة الجنسية تزدهر، أن تنتظر فتاة بباب مؤسسة تعليمية لتختطف أغلى ما في جسدها ب 10 أور فقط..."