دعارة «راقية» تبدأ بـ«اختبار البيضة» و«كاستينغ» العري لتصل إلى الليلة الكبرى
01/11/2007
http://www.almassae.press.ma/
المساء - خاص:
تمثيل مشهد استضافة خليجي لمغربية
وراء
أسوار فيلا فخمة حولها قاطنوها الخليجيون إلى وكر لدعارة الراقية، تسللت
«المساء» لتشهد سهرة ليلة ماجنة تبدأ باستعراض مفاتن الفتيات المرشحات
لقضاء «الليلة الكبرى» على فراش ثري خليجي مجهول يقبع في مكان ما داخل
فيلته يتابع «كاستينغ العري» قبل أن يختار ضحيته.
قصة هذا الربورتاج
تسلل
الشك إلى دواخل شاب في مقتبل العمر، وهو يرفع سماعة هاتفه لتركيب رقم
«المساء»، لكنه على الرغم من كل ذلك تسلح بشجاعة استثنائية ليواصل تجربة
لا تقل استثنائية أيضا.
كان الشاب مرتبكا بعض الشيء وهو يعترف بأن
صديقته التي أحبها ويقيم معها علاقة قديمة يأمل أن تتوج بالزواج هي في
حقيقة الأمر امرأة ارتمت في عالم المتعة والمجون من الطراز الرفيع، بل
إنها إحدى فتيات الهوى اللواتي يرافقن أثرياء الخليج.
أحس الشاب
بارتباك مفاجئ وعرق بارد يتصبب خلف ظهره وهو يحكي قصته، وحاول الشاب
التظاهر بهدوء مصطنع وهو يتحدث عن مغامرات صديقته ويعيد ترتيب شريط قصة
واقعية مثقلة ببهارات الإثارة. ربما طول معايشته لواقعه كعامل بسيط مع
صديقته التي فضلت ان تعرض جسدها في سوق النخاسة هو ما جعله يتجاوز عنصر
الصدفة والتزام الهدوء في سرد الوقائع.
بدأت قصة الشاب الذي فتح صفحات
مثيرة من حياته وقرر عرضها على الجمهور عبر «المساء» عندما وقع في حب شابة
جميلة تعرف عليها بالصدفة. كانت امرأة مثيرة لا يمكن أن يتجاهلها كل من
تلتقي نظراته بنظراتها. بالإضافة إلى شكلها المثير كانت تتميز بساطة غريبة
جعلتها تقبل أن تفتح قلبها وتحكي جراحها إلى شاب متواضع لم تخفه شيئا عن
واقعها الصادم.
«أمنية»،(وهو اسم مستعار طبعا)، أو على الأصح الاسم
الذي اختار صديقها تقديمها به للقراء، شابة جميلة عاشت على امتداد 19 سنة
من حياتها تجارب لشدة غرابتها قد يعتبرها البعض ضربا من ضروب الخيال.
ترعرعت الشابة في كنف أسرة من دون والدين. كانت الأسرة بالنسبة لها، يقول
صديقها، هي الأم وشقيقتين صغيرتين. لم تعرف «أمنية» يوما من يكون والدها،
فقط والدتها من تعرف، أو ربما لا تعرفه هي الأخرى، فالظروف لم تترك لأمنية
التي غادرت مقاعد الدراسة مبكرا فرصة للسؤال عمن يكون والدها، وانصب مجمل
اهتمامها على أن تحرص على ألا تنجب هي الأخرى أبناء تتيه في دوامة البحث
عن آبائهم...يقول بحرقة.
وعندما تعرفت أمنية على صديقها، لم تخفه شيئا
عن واقعها، كما لم تخفه بأن والدتها دفعتها في سن مبكرة إلى مغازلة بين
أبناء الجيران وأيضا بعض زيري النساء من آبائهم مقابل المال. كما أن
والدتها «اجتهدت» كثيرا لتقديمها إلى بعض الوسيطات، وهكذا تدرجت عبر مختلف
مراحل الدعارة من الدعارة الرخيصة، التي باشرت أولى خطواتها في الحي الذي
كانت تقطنه إلى دعارة الأثرياء، وخصوصا الخليجيين.
تحدث صديق أمنية عن
مغامرات أثرياء الخليج مع المغربيات في مراكش وبعض المدن، وذكر قصص ألف
المغاربة سماعها هنا وهناك...لم يكن كل ما يقوله جديدا، إذ اعتاد الناس
سماع قصص من هذا النوع بين الفينة والأخرى، بعضها يمثل واقعا مريرا فيما
تسللت إلى بعضها بهارات الخيال.
لم تكن معظم التفاصيل التي روتها له
صديقته «أمنية» جديدة، لكنه أصر على عرض قصتهما الغريبة والمؤثرة على
الرغم من كل ذلك، علها تمثل صرخة جديدة...وإن كانت من نوع خاص، مقترحا
دخول «المساء» في غمار تجربة خاصة رفقة «أمنية» التي حملت «المساء» إلى
ضفاف ليلة استثنائية حضرت فيها كل معالم الإثارة الصحفية من بين إحدى
ليالي «الأنس» السابقة لليلة أهم تتمناها غالبية العاهرات هناك
ووسيطاتهن...ليلة الوصول إلى زبون خليجي الأصل مجهول الهوية يسيل لعاب
معظمهن لأنه يدفع بسخاء كبير مقارنة بما يدفعه الأقل منه مرتبة والذين
يريدون مختلف العاهرات سبعة أيام قبل الوصول إليه.
كل الليالي بمراتبها
وضيوفها وطقوسها، مثيرة. «المساء» حضرت بعضها دون أن تتمكن من الوصول إلى
المرحلة الأخيرة أو الليلة «الكبرى»، كما يسمونها، لاعتبارات خاصة، بل
وخاصة جدا، تتعلق أساسا بالإجراءات «الأمنية» التي تدقق في هويات العاهرات
عبر إجبارهن على الكشف عن بطاقاتهن الوطنية.
إليكم تفاصيل محطة من رحلة استثنائية ركبت قطارها آلاف الفتيات المغربيات، منهن ومن «وصلت» ومنهن من ضاعت في الطريق.
اللقاء الأول
فجأة
رن الهاتف. كان على الطرف الآخر من الخط، صوت رقيق بالكاد يطلق سراح حروف
كلمات التحية بغنج مطلق استغرق ثواني معدودة. قدمت صاحبة الصوت نفسها،
فقالت «أنا أمنية أمنية صاحبة سمحمد، هو اللي عطاني النمرة ديالك وكال ليا
نتاصل بيك باش تعاونيني».
أفهم محمد صديقته أن تتصل بإحدى قريباته،
التي أغراها المال لبيع جسدها، لكن طينة زبائنها مختلفة تماما عمن تعرفهم
هي، لذلك طلب منها أن تساعدها وتصطحبها معها لإحدى الليالي علها تجني ما
تعيل بها أسرتها. رق حال أمنية عندما سمعت صديقها يتحدث عن قريبته وعن
حرمان عائلتها التي تعتبر معيلها الوحيد، فقررت الاتصال بها ومساعدتها على
طريقتها الخاصة.
طلبت أمنية من المفترض أنها قريبة صديقها أن تقدم
نفسها وتجربتها في الميدان، ثم أنهت المكالمة بعدما وعدت بمعاودة الاتصال
من أجل لقاء قريب.
بدت أمنية منشغلة، وكانت تفتح أكثر من حديث مع أشخاص
كانوا إلى جانبها، وفي الاتصال الثاني ركزت على أهمية إقناع إحدى الوسيطات
التي تصطحبها رفقة أخريات بحضور تفاصيل السهرة الأولي التي تمر منها كل
ضيفة جديدة على المجموعة. أمنية لم تكن لتحضر مثل هذا اللقاء الأولى لكنها
رتبت كل الأمور خاصة وأن علاقتها بالوسيطة جد وطيدة، فهي تعتبر إحدى أهم
عناصر مجموعتها التي تضم 17 فتاة تتراوح أعمارهن ما بين 16 و28 سنة.
رتبت
أمنية للقاء أولي بين «قريبة» صديقها والوسيطة وحددت الموعد والمكان
بالقرب من محطة القطار بمراكش. وبعد الموعد بحوالي ساعة و25 دقيقة، حضرت
شابة فارهة الطول حجب الماكياج بعض العيوب القليلة على وجهها. كانت رفقة
شابة أخرى لم يكن لا سنها ولا مظهرها يشيان بأنها قد تكون الوسيطة التي
تحدثت عنها أمنية. فقد كانت وسيطة عصرية بمقومات غير معتادة تماما. بدت
أمنية شابة مهذبة ولطيفة، قليلة الكلام، بل حتى هاتفها الذي لم يكن يكف
على الرنين لم يكن يسمح لها بإتمام أي حوار تبدؤه.
ومن بين المتصلين
كان محمد الذي حاول الاطمئنان عما إن كانت قريبته وصلت إليهما، فيما بدت
الوسيطة أكثر عملية. كانت تسأل عن «السوابق» العملية وعن أشياء كثيرة ضاعت
وسط دخان علبة السجائر التي قضيتا عليها في أقل من نصف ساعة.
لم تترك الوسيطة مجالا للكثير من الكلام، وقررت تحت إلحاح أمنية اصطحاب «قريبة محمد» إلى سهرة ذلك اليوم.
كل
شيء كان يدار بمكالمات هاتفية. حتى سائق الطاكسي حضر مباشرة بعد الاتصال
به، فيما رحلت أمنية بسيارتها الخاصة إلى موعد هام تم الترتيب له قبل
أسابيع.
مر الطاكسي من شارع فرنسا واخترق دروبا وأزقة كثيرة، وبعد
حوالي 15 دقيقة وصل إلى إقامة سكنية بحي سيدي يوسف بنعلي الجديد. صعدت إلى
الطابق الثاني ودقت باب شقة على اليسار تنبعث منها أصوات موسيقى شرقية
مسموعة، فتح الباب بسرعة، ثم سرعان ما أغلق.
كان المشهد الداخلي أشبه
بجزيرة منفصلة عن العالم الخارجي بكثير. فتيات يسابقن الزمن لإتمام تحضير
أنفسهن لسهرة منتظرة منذ أمد. كلهن كن يعرفن بعضهن تقريبا، باستثناء
البعض. والقاسم المشترك بينهن أنهن حظين بموافقة الوسيطة التي قررت
اصطحابهن إلى ليلة أو سهرة معينة قد تعود عليهن بالشيء الكثير، أو على
الأقل هكذا يعتقدن.
رغم صغر سنهن ومظاهرهن العصرية، كانت الفتيات يخشين
الوسيطة، التي لا تتوانى في توبيخهن تارة وحثهن على الإسراع والمزيد من
التألق تارة أخرى. وكأنها كانت تعدهن لعملية بيع وشراء في سوق نخاسة.
بدأت
الوسيطة، التي ينادونها، «جوهرة» تطرح بعض الأسئلة الملحة. ماذا سترتدين،
الألوان، العطور، وكل شيء. بل حتى أدق التفاصيل المتعلقة بالتنسيق بين
الألوان. ثم التفتت بغتة ومن دون سابق إنذار إلى الضيفة الجديدة لتسأل
أسئلة كثيرة عادية ومستفزة، ومحرجة أحيانا.
لم يكن للفتيات متسع من
الوقت لكي يدخلن في حديث مع الوافدات الجديدات. أو ربما لم يكن ذلك يهمهن
في شيء باستثناء بعضهن، خصوصا وأنهن يجتمعن لديها للمرة الأولى، ذلك أن كل
سهرة تقيمها تقتضي «عاملات» جديدات، أما المتألقات من سابقاتهن فيمررن
مباشرة إلى مراحل أرقى وأهم.
اختبار البيضة
كانت الوسيطة
على معرفة دقيقة بكل فتاة ستصطحبها في تلك الليلة. باستثناء القليلات
اللواتي لم تتجاذب معهن أطراف حديث مباشر. لكنها لم تجد حرجا في فعل ذلك
مباشرة أمام الجميع.
_ «منين جيتي...فين خدمتي...عزبة أو لا...أري
وريني لاكارط ديالك نشوفها... وغيرها من الأسئلة الكثيرة. أكثر من ذلك فهي
لا تمانع في إجراء كشف مباشر على كل من تشك في أنها كذبت عليها أو أنها
تدعي العذرية، فعن طريق «بيضة» واحدة يمكنها أن تفعل الشيء الكثير وتبين
للجميع ما إن كانت إحداهن فعلا عذراء أم لا.
لم يكن المشهد يثير شيئا
لدى الحاضرات، فكلهن مررن من التجربة ذاتها، تقول إحداهن، وهي تائهة بين
كومة ملابس احتارت في الاختيار بينها. وكانت «جوهرة» تتدخل بين الفينة
والأخرى لتحتج على إحداهن قائلة :
_ «تعراي مزيان...آش هاداك اللباس واش غاديا لجامع»...
كان
الجو العام في شقة سيدي يوسف بنعلي ضاجا بدخان السجائر وضجيج الفتيات وهن
يتهيأن للسهرة. فتيات يتراكضن هنا وهناك.. صفقات... وشيكات... بيع...
شراء...صرخات تعج وتضج بها مختلف أركان البيت إلى أن يجن الليل، وتبدأ
حياة أخرى ذات عطور أوربية فواحة، وأجساد لفتيات يتنافسن في ما بينهن في
ارتداء الملابس التي تكشف عن أدق تضاريس أجسادهن.
إنهن رفيقات رجال
الخليج الذين جعلوا من بعض الفيلات بالعاصمة الحمراء ملاذا لهم للبحث عن
دفء من نوع خاص في عتمة الليالي. ومهمة هؤلاء الرفيقات الأولى والأساسية،
هي مجالسة ومسامرة الزبائن...أما الجنس، فإنه عمل آخر يحتاج إلى صفقة أخرى.
اسمها
«شهد»، أو على الأصح، هو الاسم الذي ارتاح له رفيقها الخليجي وأمرها
بتبنيه. شابة تبلغ من العمر 22 سنة، ذات بشرة صافية بيضاء كبياض جيب
خليلها المغربي الذي تخلت عنه بسبب فقره. ذات ابتسامة ساحرة. هي تقول بأن
مجرد مجالستها للزبائن تغنيها مالا، لذلك قررت مجالستهم ومسامرتهم...ولكل
شيء سعره، على حد تعبيرها.
عند منتصف الليل، ستبدأ الرحلة. سيارات أجرة
من نوع كبير بدأت تصل إلى أركان مختلفة من الشارع، ثم شرعت الفتيات في
الخروج مثنى وثلاث متلحفات مناديل «شال» درءا للشبهات...
كان سائقو
سيارات الأجرة يعرفون جيدا المكان الذي سيتوجهون إليه. وبعد حوالي 45
دقيقة من السير سيصل الجميع، متفرقين، إلى نقطة التقاء محددة مسبقا.
لا
يبدو على الفيلات التي تعود ملكيتها لأحد أثرياء الخليج والتي وقفت عندها
سيارات الأجرة جميعها، أي شيء يفيد أنها مخصصة للدعارة، حتى الحركة
الدؤوبة التي يعرفها المكان، لم تثر يوما الشبهة حوله، أو ربما الجميع
يعرف بالأمر، لكن ما من أحد يجرؤ على الاعتراض، بما في ذلك رجال الأمن.
أزيد
من ثلاثين شابة قدمن في تلك الليلة، أملا في لفت انتباه الخليجيين، اللذين
جلسا بدلال فوق أريكتين، فملأ جسداهما الثخينان كل جنباتهما. في هذه
الأثناء لم يتوقفا عن نفت دخان «سيجار»، بدا من رائحته أنه سيجار كوبي. لم
ينبسا طوال هذا اللقاء بأي كلمة، وإنما اكتفيا ببعض الإيماءات للوسيطات،
وبحركات يد تفيد قبول إحداهن تارة، وتومئ إلى رفض ثانية تارة أخرى، غير أن
اللواتي لم يسعفهن الحظ في تلك الليلة لنيل إعجاب العجوزين، نعمن بمبلغ
1000 درهم لكل واحدة منهن، هذه هي القاعدة، كما تقول شهد. ما كادت عقارب
الساعة تدنو من الثانية عشرة ليلا، حتى أغلقت الأبواب. لقد فاق الحضور
العدد المرغوب. كل الأركان امتلأت، حتى المحاذية منها للمراحيض، ولم يعد
هناك من ركن يقبل المزيد. هذا الإقبال جعل الابتسامة لا تفارق وجوه رجلين
ظلا يرافقان الخليجيين طوال أطوار السهرة، بحيث لم يعودا يأبهان لبعض
التفاصيل التي كانت تثير شكوكهما في بعض الأوقات.
كل المؤشرات تنبئ
بليلة طيبة، وغنيمة أطيب. والكل يستعد للتألق، في محاولة لتحقيق التميز
وإرضاء الزبائن. «جوهرة» لم تخرج عن هذه الدائرة، خاصة أنها إحدى أشهر
مغنيات الحانات التي يتهافت أرباب الملاهي الليلية على استقطابها للعمل
لديهم.
ففي الساعة التاسعة من ليالي كل جمعة وسبت وأحد، يكون عشاق
السمر على موعد مع نجمتهم المحبوبة «جوهرة»، التي تستجيب في باقي أيام
الأسبوع للطلبات الخاصة جدا. أما في نهاية الأسبوع، فهي تعتلي الخشبة
لتجسد حسها الفني الذي قادها خطأ إلى هناك.
الكاميرا شعلات يا البنات...
إيقاعات قطعة سيدة الطرب العربي «أنا في انتظارك» هونت على الفتيات طول الانتظار.الجميع يدندن، فدرجة الثمالة لم يصلوا إليها بعد.
فجأة تتعالى الدندنات، وتتعالى صيحات من هنا وهناك :
- «الكاميرا شعلات آ البنات...الكاميرا شعلات...».
رائحة
الخمر ودخان السجائر ملآ الفضاء بموجة ضباب خانقة، استحالت معها رؤية بعض
جزئيات الحياة بالفيلا المظلمة. بين هنا وهناك، تتناثر بنات الهوى ترحيبا
بالضيوف، بعضهن غمزت صنارتها بسرعة، في حين ظلت أخريات تتصارعن عارضات
أرقى الطرق الاحترافية في ميدان الإغراء. الكل كان ينتظر لحظة «اشتغال
الكاميرا»، جميع الفتيات...وجميع الوسيطات، بل إنها اللحظة الصفر.
الكل
هناك يعرف بأن طقوس الاحتفال والرقص يتتبعها أحد الأثرياء الخليجيين من
غرفة نومه بواسطة كاميرات كثيرة مثبتة في أرجاء الفيلا، عن طريق شريط مصور
ينقل إليه ليختار ما يريد، لذلك «فاشتعال الكاميرا» يعني خطوة مهمة في
سبيل الوصول إلى غرفة «الثري الخليجي المجهول الهوية»... الفضول قاد بعض
الفتيات إلى الحديث عن أمير خليجي، فيما تهمس الوسيطات في آذانهن عندما
تسمعهن يتكلمن هن هوية الثري الخليجي:
- «دخلوا سوق راسكم»...
بعد
هذه الخطوة، تكون المرحلة الأولى قد انتهت، أما المرحلة الثانية، فهي أكثر
تعقيدا شيئا ما بالنسبة لمن لم تعتد ولوج مثل هذه الأماكن. الرجلان استقرا
بعد ذلك في مكان يطل على حوض السباحة بحديقة الفيلا، حتى يتمكنا من معاينة
أجساد «الناجحات» وهن يتبخترن من دون ملابس على جنبات المسبح، بعد أن
استحممن طبعا. فهذا شرط ضروري يندرج ضمن خطة العمل.
كان الحمام الكائن
بالطابق الأرضي مؤثثا بمختلف أنواع العطور ذات الماركات العالمية، شانيل،
إيف سان لورون، دجيفنشي وغيرها... كل شيء متوفر.
بعد كل هذه المقدمات،
استقر رأي العجوزين على الفئة التي ستحظى بمجالستهما في تلك الليلة. تقول
شهد، «إن الفتيات اللواتي يتم اختيارهن لسن بالضرورة جميلات، بل إنهما من
فرط ما جربا مختلف أنواع النساء، صارا يعمدان إلى شروط عجيبة في الاختيار».
بعد
منتصف الليل، جلست الفتيات رفقة «الحجاج»، هكذا ينادينهن، طالما أنهن لا
يعرفن أسماءهم الحقيقية، فقط لقب «الحاج» بنبرة خليجية، هو المتداول. فإذا
فتحوا زجاجة «بيكولو»، نوع من «الشامبانيا»، فإننا نجالسهم لمدة نصف ساعة.
ولا شيء غير ذلك، أما إذا فتحوا زجاجة كبيرة من مشروب أغلى، فإن ذلك يعني
الخطوة الأولى إلى الفراش... وإذا ما ضرب أحدهم موعدا مع أي منا، ففي
اليوم الموالي عليها موافاته، وهذه هي أصول الشغل من أجل الحصول على مبلغ
محترم، تقول شهد.
بدت هؤلاء الفتيات كجواري في قصور السلاطين القدامى،
لا يتوانين في الجلوس عند أرجل العجوزين وتدليكهما برفق. مع ما يصاحب ذلك
من نظرات مثيرة. وإذا ما تجاوب أحدهم، فإنه يهم بمداعبة شعر رفيقته،
وتقبيلها أمام الأخريات.
استعباد وإهانات...
قالت «سميرة»،
إحدى الفتيات التي زارت تلك الفيلا لمرات متعددة «إننا نقوم بأعمال أشبه
بأعمال الرق والعبودية، فنحن مضطرات لمجالسة الزبائن من الساعة العاشرة
ليلا وحتى نحو الخامسة صباحا. والرقص والشرب، بكميات كبيرة أحيانا من دون
أن نستطيع قول كلمة «لا». ثم علينا مضاجعة كل من يدفع الثمن. وليس أمامنا
خيار آخر». «سميرة» ورفيقاتها يعملن على مدار سبعة أيام أسبوعيا، من
التاسعة ليلا وحتى الخامسة صباحا، وبدون يوم عطلة واحد، إلا في حالات
نادرة، خصوصا وأن عملهن لا يقتصر على هذين العجوزين الثريين فقط، كما لا
يسمح لهن فريق عمل تابع لإحدى الوسيطات بمغادرة المدينة إلا بعلمها، حيث
يراقبن من طرف بعض الحراس التابعين للوسيطة.
كاستينغ العري
كان
حلم جميع الفتيات أن تصطادهن الكاميرا في مشاهد مثيرة حتى ينلن إعجاب
المتفرج، أو المتفرجين ربما. ومن فشلت تعاود التجربة مرة ثانية وثالثة
وحتى إلى ما لا نهاية، طالما أنها تجني مبلغ 1000 درهم في كل مرة تحضر
فيها، وقد ترافق بعض الخليجيين الحاضرين الأقل مرتبة. «أمنية» تعدت هذه
المرحلة منذ المرة الأولى..اصطادتها الكاميرا...ودخلت غرفة نوم مجهولة إلى
جانب ثري لم يعد مجهولا بالنسبة إليها، لكن الحديث عنه يولد لديها خوفا
وفزعا كبيرا من شيء مجهول هو الآخر.
حكاية هذه الشبكة المتخصصة في
«كاستينغ» الدعارة، معروفة على نطاق واسع في الرباط ومراكش. والوسيطات
اللواتي يشتغلن مع الشبكة يتبارين في اقتناص الفتيات المرشحات للفوز في
هذا «الكاستينغ» الأسبوعي الذي يدر عليهن نصف المبلغ الذي تتقاضاه كل فتاة
من فتياتهن. عندما تسأل العاهرات عن ملامح ذلك الثري الخليجي المجهول الذي
يختفي وراء كاميراته الكثيرة، تمتنع أغلبهن عن الحديث في الموضوع. ومنهن
من تتجرأ قليلا وتعترف بأن الثري الخليجي الذي يصورهن بكاميراته ليس ربما
سوى وسيط بدوره في شبكة لتهجير الفتيات المغربيات إلى فنادق الخليج
الفاخرة وقصور أثريائها. فهو يبعث بالأشرطة إلى زبائنه الأثرياء ويختارون
بدورهم ما يحلو لهم وهناك في الرباط من يتكلف بأوراق السفر ووثائق الإقامة
01/11/2007
http://www.almassae.press.ma/
المساء - خاص:
تمثيل مشهد استضافة خليجي لمغربية
وراء
أسوار فيلا فخمة حولها قاطنوها الخليجيون إلى وكر لدعارة الراقية، تسللت
«المساء» لتشهد سهرة ليلة ماجنة تبدأ باستعراض مفاتن الفتيات المرشحات
لقضاء «الليلة الكبرى» على فراش ثري خليجي مجهول يقبع في مكان ما داخل
فيلته يتابع «كاستينغ العري» قبل أن يختار ضحيته.
قصة هذا الربورتاج
تسلل
الشك إلى دواخل شاب في مقتبل العمر، وهو يرفع سماعة هاتفه لتركيب رقم
«المساء»، لكنه على الرغم من كل ذلك تسلح بشجاعة استثنائية ليواصل تجربة
لا تقل استثنائية أيضا.
كان الشاب مرتبكا بعض الشيء وهو يعترف بأن
صديقته التي أحبها ويقيم معها علاقة قديمة يأمل أن تتوج بالزواج هي في
حقيقة الأمر امرأة ارتمت في عالم المتعة والمجون من الطراز الرفيع، بل
إنها إحدى فتيات الهوى اللواتي يرافقن أثرياء الخليج.
أحس الشاب
بارتباك مفاجئ وعرق بارد يتصبب خلف ظهره وهو يحكي قصته، وحاول الشاب
التظاهر بهدوء مصطنع وهو يتحدث عن مغامرات صديقته ويعيد ترتيب شريط قصة
واقعية مثقلة ببهارات الإثارة. ربما طول معايشته لواقعه كعامل بسيط مع
صديقته التي فضلت ان تعرض جسدها في سوق النخاسة هو ما جعله يتجاوز عنصر
الصدفة والتزام الهدوء في سرد الوقائع.
بدأت قصة الشاب الذي فتح صفحات
مثيرة من حياته وقرر عرضها على الجمهور عبر «المساء» عندما وقع في حب شابة
جميلة تعرف عليها بالصدفة. كانت امرأة مثيرة لا يمكن أن يتجاهلها كل من
تلتقي نظراته بنظراتها. بالإضافة إلى شكلها المثير كانت تتميز بساطة غريبة
جعلتها تقبل أن تفتح قلبها وتحكي جراحها إلى شاب متواضع لم تخفه شيئا عن
واقعها الصادم.
«أمنية»،(وهو اسم مستعار طبعا)، أو على الأصح الاسم
الذي اختار صديقها تقديمها به للقراء، شابة جميلة عاشت على امتداد 19 سنة
من حياتها تجارب لشدة غرابتها قد يعتبرها البعض ضربا من ضروب الخيال.
ترعرعت الشابة في كنف أسرة من دون والدين. كانت الأسرة بالنسبة لها، يقول
صديقها، هي الأم وشقيقتين صغيرتين. لم تعرف «أمنية» يوما من يكون والدها،
فقط والدتها من تعرف، أو ربما لا تعرفه هي الأخرى، فالظروف لم تترك لأمنية
التي غادرت مقاعد الدراسة مبكرا فرصة للسؤال عمن يكون والدها، وانصب مجمل
اهتمامها على أن تحرص على ألا تنجب هي الأخرى أبناء تتيه في دوامة البحث
عن آبائهم...يقول بحرقة.
وعندما تعرفت أمنية على صديقها، لم تخفه شيئا
عن واقعها، كما لم تخفه بأن والدتها دفعتها في سن مبكرة إلى مغازلة بين
أبناء الجيران وأيضا بعض زيري النساء من آبائهم مقابل المال. كما أن
والدتها «اجتهدت» كثيرا لتقديمها إلى بعض الوسيطات، وهكذا تدرجت عبر مختلف
مراحل الدعارة من الدعارة الرخيصة، التي باشرت أولى خطواتها في الحي الذي
كانت تقطنه إلى دعارة الأثرياء، وخصوصا الخليجيين.
تحدث صديق أمنية عن
مغامرات أثرياء الخليج مع المغربيات في مراكش وبعض المدن، وذكر قصص ألف
المغاربة سماعها هنا وهناك...لم يكن كل ما يقوله جديدا، إذ اعتاد الناس
سماع قصص من هذا النوع بين الفينة والأخرى، بعضها يمثل واقعا مريرا فيما
تسللت إلى بعضها بهارات الخيال.
لم تكن معظم التفاصيل التي روتها له
صديقته «أمنية» جديدة، لكنه أصر على عرض قصتهما الغريبة والمؤثرة على
الرغم من كل ذلك، علها تمثل صرخة جديدة...وإن كانت من نوع خاص، مقترحا
دخول «المساء» في غمار تجربة خاصة رفقة «أمنية» التي حملت «المساء» إلى
ضفاف ليلة استثنائية حضرت فيها كل معالم الإثارة الصحفية من بين إحدى
ليالي «الأنس» السابقة لليلة أهم تتمناها غالبية العاهرات هناك
ووسيطاتهن...ليلة الوصول إلى زبون خليجي الأصل مجهول الهوية يسيل لعاب
معظمهن لأنه يدفع بسخاء كبير مقارنة بما يدفعه الأقل منه مرتبة والذين
يريدون مختلف العاهرات سبعة أيام قبل الوصول إليه.
كل الليالي بمراتبها
وضيوفها وطقوسها، مثيرة. «المساء» حضرت بعضها دون أن تتمكن من الوصول إلى
المرحلة الأخيرة أو الليلة «الكبرى»، كما يسمونها، لاعتبارات خاصة، بل
وخاصة جدا، تتعلق أساسا بالإجراءات «الأمنية» التي تدقق في هويات العاهرات
عبر إجبارهن على الكشف عن بطاقاتهن الوطنية.
إليكم تفاصيل محطة من رحلة استثنائية ركبت قطارها آلاف الفتيات المغربيات، منهن ومن «وصلت» ومنهن من ضاعت في الطريق.
اللقاء الأول
فجأة
رن الهاتف. كان على الطرف الآخر من الخط، صوت رقيق بالكاد يطلق سراح حروف
كلمات التحية بغنج مطلق استغرق ثواني معدودة. قدمت صاحبة الصوت نفسها،
فقالت «أنا أمنية أمنية صاحبة سمحمد، هو اللي عطاني النمرة ديالك وكال ليا
نتاصل بيك باش تعاونيني».
أفهم محمد صديقته أن تتصل بإحدى قريباته،
التي أغراها المال لبيع جسدها، لكن طينة زبائنها مختلفة تماما عمن تعرفهم
هي، لذلك طلب منها أن تساعدها وتصطحبها معها لإحدى الليالي علها تجني ما
تعيل بها أسرتها. رق حال أمنية عندما سمعت صديقها يتحدث عن قريبته وعن
حرمان عائلتها التي تعتبر معيلها الوحيد، فقررت الاتصال بها ومساعدتها على
طريقتها الخاصة.
طلبت أمنية من المفترض أنها قريبة صديقها أن تقدم
نفسها وتجربتها في الميدان، ثم أنهت المكالمة بعدما وعدت بمعاودة الاتصال
من أجل لقاء قريب.
بدت أمنية منشغلة، وكانت تفتح أكثر من حديث مع أشخاص
كانوا إلى جانبها، وفي الاتصال الثاني ركزت على أهمية إقناع إحدى الوسيطات
التي تصطحبها رفقة أخريات بحضور تفاصيل السهرة الأولي التي تمر منها كل
ضيفة جديدة على المجموعة. أمنية لم تكن لتحضر مثل هذا اللقاء الأولى لكنها
رتبت كل الأمور خاصة وأن علاقتها بالوسيطة جد وطيدة، فهي تعتبر إحدى أهم
عناصر مجموعتها التي تضم 17 فتاة تتراوح أعمارهن ما بين 16 و28 سنة.
رتبت
أمنية للقاء أولي بين «قريبة» صديقها والوسيطة وحددت الموعد والمكان
بالقرب من محطة القطار بمراكش. وبعد الموعد بحوالي ساعة و25 دقيقة، حضرت
شابة فارهة الطول حجب الماكياج بعض العيوب القليلة على وجهها. كانت رفقة
شابة أخرى لم يكن لا سنها ولا مظهرها يشيان بأنها قد تكون الوسيطة التي
تحدثت عنها أمنية. فقد كانت وسيطة عصرية بمقومات غير معتادة تماما. بدت
أمنية شابة مهذبة ولطيفة، قليلة الكلام، بل حتى هاتفها الذي لم يكن يكف
على الرنين لم يكن يسمح لها بإتمام أي حوار تبدؤه.
ومن بين المتصلين
كان محمد الذي حاول الاطمئنان عما إن كانت قريبته وصلت إليهما، فيما بدت
الوسيطة أكثر عملية. كانت تسأل عن «السوابق» العملية وعن أشياء كثيرة ضاعت
وسط دخان علبة السجائر التي قضيتا عليها في أقل من نصف ساعة.
لم تترك الوسيطة مجالا للكثير من الكلام، وقررت تحت إلحاح أمنية اصطحاب «قريبة محمد» إلى سهرة ذلك اليوم.
كل
شيء كان يدار بمكالمات هاتفية. حتى سائق الطاكسي حضر مباشرة بعد الاتصال
به، فيما رحلت أمنية بسيارتها الخاصة إلى موعد هام تم الترتيب له قبل
أسابيع.
مر الطاكسي من شارع فرنسا واخترق دروبا وأزقة كثيرة، وبعد
حوالي 15 دقيقة وصل إلى إقامة سكنية بحي سيدي يوسف بنعلي الجديد. صعدت إلى
الطابق الثاني ودقت باب شقة على اليسار تنبعث منها أصوات موسيقى شرقية
مسموعة، فتح الباب بسرعة، ثم سرعان ما أغلق.
كان المشهد الداخلي أشبه
بجزيرة منفصلة عن العالم الخارجي بكثير. فتيات يسابقن الزمن لإتمام تحضير
أنفسهن لسهرة منتظرة منذ أمد. كلهن كن يعرفن بعضهن تقريبا، باستثناء
البعض. والقاسم المشترك بينهن أنهن حظين بموافقة الوسيطة التي قررت
اصطحابهن إلى ليلة أو سهرة معينة قد تعود عليهن بالشيء الكثير، أو على
الأقل هكذا يعتقدن.
رغم صغر سنهن ومظاهرهن العصرية، كانت الفتيات يخشين
الوسيطة، التي لا تتوانى في توبيخهن تارة وحثهن على الإسراع والمزيد من
التألق تارة أخرى. وكأنها كانت تعدهن لعملية بيع وشراء في سوق نخاسة.
بدأت
الوسيطة، التي ينادونها، «جوهرة» تطرح بعض الأسئلة الملحة. ماذا سترتدين،
الألوان، العطور، وكل شيء. بل حتى أدق التفاصيل المتعلقة بالتنسيق بين
الألوان. ثم التفتت بغتة ومن دون سابق إنذار إلى الضيفة الجديدة لتسأل
أسئلة كثيرة عادية ومستفزة، ومحرجة أحيانا.
لم يكن للفتيات متسع من
الوقت لكي يدخلن في حديث مع الوافدات الجديدات. أو ربما لم يكن ذلك يهمهن
في شيء باستثناء بعضهن، خصوصا وأنهن يجتمعن لديها للمرة الأولى، ذلك أن كل
سهرة تقيمها تقتضي «عاملات» جديدات، أما المتألقات من سابقاتهن فيمررن
مباشرة إلى مراحل أرقى وأهم.
اختبار البيضة
كانت الوسيطة
على معرفة دقيقة بكل فتاة ستصطحبها في تلك الليلة. باستثناء القليلات
اللواتي لم تتجاذب معهن أطراف حديث مباشر. لكنها لم تجد حرجا في فعل ذلك
مباشرة أمام الجميع.
_ «منين جيتي...فين خدمتي...عزبة أو لا...أري
وريني لاكارط ديالك نشوفها... وغيرها من الأسئلة الكثيرة. أكثر من ذلك فهي
لا تمانع في إجراء كشف مباشر على كل من تشك في أنها كذبت عليها أو أنها
تدعي العذرية، فعن طريق «بيضة» واحدة يمكنها أن تفعل الشيء الكثير وتبين
للجميع ما إن كانت إحداهن فعلا عذراء أم لا.
لم يكن المشهد يثير شيئا
لدى الحاضرات، فكلهن مررن من التجربة ذاتها، تقول إحداهن، وهي تائهة بين
كومة ملابس احتارت في الاختيار بينها. وكانت «جوهرة» تتدخل بين الفينة
والأخرى لتحتج على إحداهن قائلة :
_ «تعراي مزيان...آش هاداك اللباس واش غاديا لجامع»...
كان
الجو العام في شقة سيدي يوسف بنعلي ضاجا بدخان السجائر وضجيج الفتيات وهن
يتهيأن للسهرة. فتيات يتراكضن هنا وهناك.. صفقات... وشيكات... بيع...
شراء...صرخات تعج وتضج بها مختلف أركان البيت إلى أن يجن الليل، وتبدأ
حياة أخرى ذات عطور أوربية فواحة، وأجساد لفتيات يتنافسن في ما بينهن في
ارتداء الملابس التي تكشف عن أدق تضاريس أجسادهن.
إنهن رفيقات رجال
الخليج الذين جعلوا من بعض الفيلات بالعاصمة الحمراء ملاذا لهم للبحث عن
دفء من نوع خاص في عتمة الليالي. ومهمة هؤلاء الرفيقات الأولى والأساسية،
هي مجالسة ومسامرة الزبائن...أما الجنس، فإنه عمل آخر يحتاج إلى صفقة أخرى.
اسمها
«شهد»، أو على الأصح، هو الاسم الذي ارتاح له رفيقها الخليجي وأمرها
بتبنيه. شابة تبلغ من العمر 22 سنة، ذات بشرة صافية بيضاء كبياض جيب
خليلها المغربي الذي تخلت عنه بسبب فقره. ذات ابتسامة ساحرة. هي تقول بأن
مجرد مجالستها للزبائن تغنيها مالا، لذلك قررت مجالستهم ومسامرتهم...ولكل
شيء سعره، على حد تعبيرها.
عند منتصف الليل، ستبدأ الرحلة. سيارات أجرة
من نوع كبير بدأت تصل إلى أركان مختلفة من الشارع، ثم شرعت الفتيات في
الخروج مثنى وثلاث متلحفات مناديل «شال» درءا للشبهات...
كان سائقو
سيارات الأجرة يعرفون جيدا المكان الذي سيتوجهون إليه. وبعد حوالي 45
دقيقة من السير سيصل الجميع، متفرقين، إلى نقطة التقاء محددة مسبقا.
لا
يبدو على الفيلات التي تعود ملكيتها لأحد أثرياء الخليج والتي وقفت عندها
سيارات الأجرة جميعها، أي شيء يفيد أنها مخصصة للدعارة، حتى الحركة
الدؤوبة التي يعرفها المكان، لم تثر يوما الشبهة حوله، أو ربما الجميع
يعرف بالأمر، لكن ما من أحد يجرؤ على الاعتراض، بما في ذلك رجال الأمن.
أزيد
من ثلاثين شابة قدمن في تلك الليلة، أملا في لفت انتباه الخليجيين، اللذين
جلسا بدلال فوق أريكتين، فملأ جسداهما الثخينان كل جنباتهما. في هذه
الأثناء لم يتوقفا عن نفت دخان «سيجار»، بدا من رائحته أنه سيجار كوبي. لم
ينبسا طوال هذا اللقاء بأي كلمة، وإنما اكتفيا ببعض الإيماءات للوسيطات،
وبحركات يد تفيد قبول إحداهن تارة، وتومئ إلى رفض ثانية تارة أخرى، غير أن
اللواتي لم يسعفهن الحظ في تلك الليلة لنيل إعجاب العجوزين، نعمن بمبلغ
1000 درهم لكل واحدة منهن، هذه هي القاعدة، كما تقول شهد. ما كادت عقارب
الساعة تدنو من الثانية عشرة ليلا، حتى أغلقت الأبواب. لقد فاق الحضور
العدد المرغوب. كل الأركان امتلأت، حتى المحاذية منها للمراحيض، ولم يعد
هناك من ركن يقبل المزيد. هذا الإقبال جعل الابتسامة لا تفارق وجوه رجلين
ظلا يرافقان الخليجيين طوال أطوار السهرة، بحيث لم يعودا يأبهان لبعض
التفاصيل التي كانت تثير شكوكهما في بعض الأوقات.
كل المؤشرات تنبئ
بليلة طيبة، وغنيمة أطيب. والكل يستعد للتألق، في محاولة لتحقيق التميز
وإرضاء الزبائن. «جوهرة» لم تخرج عن هذه الدائرة، خاصة أنها إحدى أشهر
مغنيات الحانات التي يتهافت أرباب الملاهي الليلية على استقطابها للعمل
لديهم.
ففي الساعة التاسعة من ليالي كل جمعة وسبت وأحد، يكون عشاق
السمر على موعد مع نجمتهم المحبوبة «جوهرة»، التي تستجيب في باقي أيام
الأسبوع للطلبات الخاصة جدا. أما في نهاية الأسبوع، فهي تعتلي الخشبة
لتجسد حسها الفني الذي قادها خطأ إلى هناك.
الكاميرا شعلات يا البنات...
إيقاعات قطعة سيدة الطرب العربي «أنا في انتظارك» هونت على الفتيات طول الانتظار.الجميع يدندن، فدرجة الثمالة لم يصلوا إليها بعد.
فجأة تتعالى الدندنات، وتتعالى صيحات من هنا وهناك :
- «الكاميرا شعلات آ البنات...الكاميرا شعلات...».
رائحة
الخمر ودخان السجائر ملآ الفضاء بموجة ضباب خانقة، استحالت معها رؤية بعض
جزئيات الحياة بالفيلا المظلمة. بين هنا وهناك، تتناثر بنات الهوى ترحيبا
بالضيوف، بعضهن غمزت صنارتها بسرعة، في حين ظلت أخريات تتصارعن عارضات
أرقى الطرق الاحترافية في ميدان الإغراء. الكل كان ينتظر لحظة «اشتغال
الكاميرا»، جميع الفتيات...وجميع الوسيطات، بل إنها اللحظة الصفر.
الكل
هناك يعرف بأن طقوس الاحتفال والرقص يتتبعها أحد الأثرياء الخليجيين من
غرفة نومه بواسطة كاميرات كثيرة مثبتة في أرجاء الفيلا، عن طريق شريط مصور
ينقل إليه ليختار ما يريد، لذلك «فاشتعال الكاميرا» يعني خطوة مهمة في
سبيل الوصول إلى غرفة «الثري الخليجي المجهول الهوية»... الفضول قاد بعض
الفتيات إلى الحديث عن أمير خليجي، فيما تهمس الوسيطات في آذانهن عندما
تسمعهن يتكلمن هن هوية الثري الخليجي:
- «دخلوا سوق راسكم»...
بعد
هذه الخطوة، تكون المرحلة الأولى قد انتهت، أما المرحلة الثانية، فهي أكثر
تعقيدا شيئا ما بالنسبة لمن لم تعتد ولوج مثل هذه الأماكن. الرجلان استقرا
بعد ذلك في مكان يطل على حوض السباحة بحديقة الفيلا، حتى يتمكنا من معاينة
أجساد «الناجحات» وهن يتبخترن من دون ملابس على جنبات المسبح، بعد أن
استحممن طبعا. فهذا شرط ضروري يندرج ضمن خطة العمل.
كان الحمام الكائن
بالطابق الأرضي مؤثثا بمختلف أنواع العطور ذات الماركات العالمية، شانيل،
إيف سان لورون، دجيفنشي وغيرها... كل شيء متوفر.
بعد كل هذه المقدمات،
استقر رأي العجوزين على الفئة التي ستحظى بمجالستهما في تلك الليلة. تقول
شهد، «إن الفتيات اللواتي يتم اختيارهن لسن بالضرورة جميلات، بل إنهما من
فرط ما جربا مختلف أنواع النساء، صارا يعمدان إلى شروط عجيبة في الاختيار».
بعد
منتصف الليل، جلست الفتيات رفقة «الحجاج»، هكذا ينادينهن، طالما أنهن لا
يعرفن أسماءهم الحقيقية، فقط لقب «الحاج» بنبرة خليجية، هو المتداول. فإذا
فتحوا زجاجة «بيكولو»، نوع من «الشامبانيا»، فإننا نجالسهم لمدة نصف ساعة.
ولا شيء غير ذلك، أما إذا فتحوا زجاجة كبيرة من مشروب أغلى، فإن ذلك يعني
الخطوة الأولى إلى الفراش... وإذا ما ضرب أحدهم موعدا مع أي منا، ففي
اليوم الموالي عليها موافاته، وهذه هي أصول الشغل من أجل الحصول على مبلغ
محترم، تقول شهد.
بدت هؤلاء الفتيات كجواري في قصور السلاطين القدامى،
لا يتوانين في الجلوس عند أرجل العجوزين وتدليكهما برفق. مع ما يصاحب ذلك
من نظرات مثيرة. وإذا ما تجاوب أحدهم، فإنه يهم بمداعبة شعر رفيقته،
وتقبيلها أمام الأخريات.
استعباد وإهانات...
قالت «سميرة»،
إحدى الفتيات التي زارت تلك الفيلا لمرات متعددة «إننا نقوم بأعمال أشبه
بأعمال الرق والعبودية، فنحن مضطرات لمجالسة الزبائن من الساعة العاشرة
ليلا وحتى نحو الخامسة صباحا. والرقص والشرب، بكميات كبيرة أحيانا من دون
أن نستطيع قول كلمة «لا». ثم علينا مضاجعة كل من يدفع الثمن. وليس أمامنا
خيار آخر». «سميرة» ورفيقاتها يعملن على مدار سبعة أيام أسبوعيا، من
التاسعة ليلا وحتى الخامسة صباحا، وبدون يوم عطلة واحد، إلا في حالات
نادرة، خصوصا وأن عملهن لا يقتصر على هذين العجوزين الثريين فقط، كما لا
يسمح لهن فريق عمل تابع لإحدى الوسيطات بمغادرة المدينة إلا بعلمها، حيث
يراقبن من طرف بعض الحراس التابعين للوسيطة.
كاستينغ العري
كان
حلم جميع الفتيات أن تصطادهن الكاميرا في مشاهد مثيرة حتى ينلن إعجاب
المتفرج، أو المتفرجين ربما. ومن فشلت تعاود التجربة مرة ثانية وثالثة
وحتى إلى ما لا نهاية، طالما أنها تجني مبلغ 1000 درهم في كل مرة تحضر
فيها، وقد ترافق بعض الخليجيين الحاضرين الأقل مرتبة. «أمنية» تعدت هذه
المرحلة منذ المرة الأولى..اصطادتها الكاميرا...ودخلت غرفة نوم مجهولة إلى
جانب ثري لم يعد مجهولا بالنسبة إليها، لكن الحديث عنه يولد لديها خوفا
وفزعا كبيرا من شيء مجهول هو الآخر.
حكاية هذه الشبكة المتخصصة في
«كاستينغ» الدعارة، معروفة على نطاق واسع في الرباط ومراكش. والوسيطات
اللواتي يشتغلن مع الشبكة يتبارين في اقتناص الفتيات المرشحات للفوز في
هذا «الكاستينغ» الأسبوعي الذي يدر عليهن نصف المبلغ الذي تتقاضاه كل فتاة
من فتياتهن. عندما تسأل العاهرات عن ملامح ذلك الثري الخليجي المجهول الذي
يختفي وراء كاميراته الكثيرة، تمتنع أغلبهن عن الحديث في الموضوع. ومنهن
من تتجرأ قليلا وتعترف بأن الثري الخليجي الذي يصورهن بكاميراته ليس ربما
سوى وسيط بدوره في شبكة لتهجير الفتيات المغربيات إلى فنادق الخليج
الفاخرة وقصور أثريائها. فهو يبعث بالأشرطة إلى زبائنه الأثرياء ويختارون
بدورهم ما يحلو لهم وهناك في الرباط من يتكلف بأوراق السفر ووثائق الإقامة
عدل سابقا من قبل في الجمعة نوفمبر 02, 2007 12:52 pm عدل 1 مرات