بعد عودة الملك الحسن الثاني من جنيف سنة 1996 في زيارة خاطفة قام بها وتوصل برسالة صادرة عن البنك الدولي حينها،والذي استند في خلاصة إلى الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية والكارثية التي كان يعيشها المغرب إضافة إلى عوامل أخرى.حينئذ قال الحسن الثاني قولته المشهورة"المغرب مهدد بسكتة قلبية".ثم أمر يده الأيمن إدريس البصري لإلقاء القبض وتصفية كل مروجي المخدرات ومهربيها وكذا جميع الشبكات التي تتجر في الأشياء غير المشروعة آملا في تقويم الفضيحة الصادرة عن البنك الدولي.وذلك ماتم حيث آلت العملية إلى ما يمكن تسميته نجاحا وبالتالي تحول الفنيدق بين عشية وضحاها إلى أفقر مدينة بعدما كانت تعج بمروجي المخدرات الذين فر منهم عدد كثير كما اعتقل منهم عدد أكثر من بينهم-بوندوزن-المنحدر من ابن الطيب و-بن زينة-التطواني و-بين الويدان،الرماش-مؤخرا،وآخرون...
ولقد أعادت هذه العملية حالت المغرب إلى توازنها على كل المستويات خاصة المستوى الأمني منها،حيث كان المروجون يستوردون بواخر من كلومبيا ويصدرون مثلها إلى أوروبا عبر السواحل الشمالية إلى السواحل الجنوبية الإيبيرية وهذه الأمور كانت لا تروق للحسن الثاني ويده اليمنى خوفا -بالأساس-من إستيراد باخرة أسلحة أو ما شابه...
وحاليا وبالضبط بعد مرور 13 سنة على هذه الأحداث.ها نحن نشاهد نفس السيناريو يتكرر في عهد محمد السادس،إذ أن الإصلاح الإقتصادي أضحى في خبر كان والأوضاع الإجتماعية والإقتصادية تزداد سوءا على سوء.غير أن مقولة الحسن الثاني المشهروة يمكن إعادة صياغتها ولو بشكل غير مباشر في الأزمة الإقتصادية الحالية وفي فرار حجيج من المستثمرين الأوربيين والخليجيين من المغرب .وهذه أمور كلها تعبر وتشير بلا تردد إلى مبررات الحملة التطهيرة ضد تجار المخدرات بإقليم الناظور في الأيام الأخيرة حيث أسفرت حسب ما أعلنته وزارة الداخلية عن تفكيك الشبكة التي يقودها تاجر مخدرات يدعى-امحمد الغاني-والمتهم بتهريب أطنان من الشيرا على متن قوارب فائقة السرعة-غوفاست-إنطلاقا من سواحل إقليم الناظور،خاصة من قرى.رأس الماء،كوروكو،بوغافر،أركمان...
وتقول الحكومة عن هذه الشبكة أنها كانت تعتمد على وسائل هامة في توفير وتعبئة ونقل المخدرات وأنها استفادت من عناصر الدرك الملكي والبحرية الملكية والقوات المساعدة ومحاميين ناظوريين احدهما رئيس لجماعة ريفية اعتقلا في نفس الحملة ،وقد شاهدنا كيف أطلق سراحهما قبل أسبوعين من الآن ثم سرعان ما أعيدا إلى لإستكمال البحث معهما..بل وجرت الحملة -أيضا-إلى اعتقال الحقوقي شكيب الخياري بتهمة تسفيه جهود الدولة في مكافحة المخدرات وذلك إثر التصريحات التي أدلى بها-شكيب-إلى بعض القنوات الأوروبية بالإضافة إلى مقالات نشرت له على جريدة-الباييس-الإسبانية.وحول حالته الآن يقول الحموشي نائب الرئيس شكيب لجمعية الريف لحقوق الإنسان أنه يعيش حالة مزرية في سجن عكاشة بالبيضاء وممنوع من أبسط المستلزمات،كالكتب،والجرائد،...
كل هذه الأمور تشعرنا أن الريف في خطر وكذلك ساكنته ومواطنيه حيث ما إن تغوص الدولة في وحل من أوحال المعيقة للنمو كالأزمات وغيرها حتى تلصق التهمة مباشرة بمنطقة الشمال وبالأخص الريف لأنه لا يوجد من يحميه من هذه التهم والحملات المسعورة رغم وجود المنصوري والوزاني ومضيان في أماكن بارزة حكوميا والذين إتضح جليا أنهم مجرد كومبارس أو بالأحرى -روبوات-ينفذون ما يؤمرون به دون زيادة ولا نقصان والريف ليسقط في البحر حسب منهجيتهم المعروفة.
عبد الكريم محمد