بدون مبالغة،عرف الدريوش تطورا عمرانيا في العقدين الأخيرين كباقي مدن المغرب،نتج على إثر الهجرة القروية لسكان المناطقة الجبلية المجاورة.خاصة من ثلاثاء أولاد بوبكر،عين الزهرة،تمسامان،جبال آيت توزين...كل هذه تبدو أمورا إيجابية ولعلها من الأسباب التي شجعت الدولة لتختار إستحداث العمالة على ترابها.إلا أنه من خلال ما يظهر،نجد أشياء سلبية وخطيرة لا تتماشى بموازات الطريق الذي تسير عليه المدن المتقدمة.حيث-في الدريوش-يمكن ببساطة الجزم بأن المساحات الخضراء لا تتزايد في سيرورة النمو العمراني للبلدة،بالشكل الذي قد يتلائم مع النمو الديموغرافي والعمراني والأنشطة التجارية والخدماتية...فالأشجار والنباتات بمختلف أنواعها كما هو معروف تقلل من كميات المواد الضارة العالقة بالهواء،وذلك بامتصاص كميات كبيرة من الغازات السامة،كما تساعد على استعادة التوازن العصبي والعاطفي للإنسان...لكن الظاهر أن مجلس البلدة والمسؤولين لا يستوعبون هذه المفاهيم،بل ويقومون بالعكس تماما وبشكل مشين ومتحايل،وذلك بتحويل مجموعة من الأراضي الخضراء إلى بنايات.إذ يندر أن تجد مساحة خضراء في الدريوش-المهمش-والكارثة سائرة نحو الأسوأ لا محالة،عند محو"غرسية"المتنفس الوحيد للبلدة من الوجود..
ما يصعب فهمه في هذه القضية أن الكثيرين يرون أن غرسية-المجزئة إلى بنايات-أحسن من غرسية-المتنزه-وهكذا مفاهيم،في حاجة ماسة إلى النظر والتأمل.غير أنهم لا يدركون ما سيقوم به أعداء المساحات الخضراء وأجزم أنهم-المسؤولون-سيجرفون غرسية عن آخرها،كون أنه لا عضو من المجلس القروي تقدم بإقتراح-مثلا-مفاده قطع الأشجار هنا وإبقاء بعض المساحات الخضراء هناك.لأنهم-كما يتضح-يجهلون فوائد الأشجار،ومتأكدون-طبعا-أن فوائد المال العام أفضل من فوائد الأشجار ومن أجله يقومون بالمستحيل..
وفي ما يلي النتائج المخيفة التي ظهرت على الإستحقاق الذي أجراه الدريوش ريف منذ 6 أشهر حيث صوت 207 مصوتا مع تحويل غرسية إلى عمران بنسبة 46 في المائة و 167 لا يوفقون قرار تحويل غرسة إلى عمران بنسبة 37 في المائة.
عبد الكريم محمد
عدل سابقا من قبل عبد الكريم محمد في الإثنين يوليو 06, 2009 12:21 pm عدل 1 مرات