كثر الحديث والتعليق والحوار الجدي والتافه في الفترة الأخيرة عن ما يسمى بقضية العمالة،خاصة بعد أن ظهرت علينا "وبشكل مفاجئ"جريدة حزبية لا ترغب"حسب ما يظهر"إلا في زرع الفتن بين بلدتي ميضار والدريوش وتحريض كل ساكنة على أخرى.هذه الجريدة-بيان اليوم-نشرت مقالات في أعداد متتالية أيام 27،28،29أبريل دون أن تشير إلى أسماء كاتبيها،تقر فيها بالأساس على أن فؤاد عالي الهمة وعد الميضاريين بتنزيل رغبة الملك ونقل مركز العمالة إلى ميضار بدل الدريوش المصادق عليها من طرف وزارة الداخلية،بالإضافة إلى تغيير إسم العمالة من عمالة الدريوش إلى عمالة ميضار الدريوش،والوعود كما نعرف ويعرف الجميع تسدى بمقابل والمقابل في هذه القضية هو أن ينضم مرشحي ميضار إلى الحزب الذي أعطى إنطلاقته فؤاد عالي الهمة-الأصالة والمعاصرة-وهذا ماتم فعلا بإستثناء الشق الأول من هذه المعطيات.بمعنى أن الميضاريين إنظموا إلى حزب الهمة فعلا ولكن الوعود فيها الكثير من الشك وعدم الإطمئنان حسب مصدرنا،وبعكس ما يقوله بعض الإخوة على أن كل مصدق لهذه-الإشاعات-التي أطلقتها بيان اليوم يعد جاهلا،نقول أن هؤلاء المصدقين ليسوا جاهلين وإنما معذورين لأنهم شاهدوا بأم عينهم مرة ومرتين وثلاث كيف كان أصدقاء الملك في ما مضى يتحكمون في كل كبيرة وصغيرة دون موقف لهم ولا رادع.كما أنهم-أصدقاء الملك-كانوا في عهد الحسن الثاني يتحكمون في الحكومة المعينة من قبله والسلطة المنتخبة ويسيرونها حسب أهوائهم،ومنهم نذكر على سبيل الأكثر شهرة الفيلالي،أوفقير،البصري...الخ.
كما أن هناك مبرر ثالث نضعه في وجه من يستهين بمركز فؤاد الهمة،فإنتقادات هذا الأخير لوزراة الداخلية في الأيام القليلة الماضية من الصحراء كفيلة بأن نستوعب مدى مكانة الهمة وتشبيهه فعليا مع أصدقاء الحسن الثاني المذكورين أعلاه،وإنتقاد الهمة لأم الوزارات دون توقيفه ولا توبيخه تعد حادثة جديدة لم يسبق لها أحد مهما كان مركزه الحكومي أو الحزبي على القيام بها.
وبعكس ما يقوله بعض الإخوة على أن عهد البصري وأوفقير قد ولى ولا يمكن تشبيه أو مقارنة عهدنا الجديد بعهد سنوات الرصاص،فخير كلام يقال لهؤلاء ه أن نطالبهم بزيارة سجون المملكة والعودة بالزمن القريب إلى قضية شكيب الخياري وبليرج وحسن الحسكي وأخيه بالإضافة إلى أحداث مدينة سيدي إفني.
الهمة إذن له القدرة على التنفيذ إذا قال ولكن لحسن الحظ لم يقل في ما يعرف بقضية العمالة،فحسب مصدر جيد الإطلاع وقريب من بطل إشاعة تغيير إسم وتحويل العمالة إلى ميضار السيد شوحو،فإن هذا الأخير-حسب مصدرنا-إستغل مركز ومكانة الهمة من الملك ليطلق العنان للقصة التي تسببت في الكثير من القيل والقال في جريدة بيان اليوم وموقع أريفينو والدريوش ريف..
مصدر الإشاعة هي مدينة وجدة وقد تأكد أن السيد شوحو زار هذه المدينة مباشرة بعد أن حلت طائرة الهمة بها كأول إنطلاقة لحملته الإنتخابية السابقة لآوانها،وقبيل أن يحل شوحو على وجدة قام بتشكيل وجمع المواطنين والتنسيقة والجمعيات في ميضار من أجل القيام بمسيرة ضخمة نحو مقر عمالة إقليم الناظور،فوصل الخبر إلى قائد قيادة تفرسيت وبني توزين المدعو عبد الحق الصايبي فقام على الفور بالإتصال بالسيد شوحو لكي يبتعد عن الفكرة وهدده بإستعمال العنف بدون هوادة في حالة ما أصر السيد الرئيس على تنفيذ وحشد المسيرة،وبين تحذيرات القائد من جهة ووعد الرئيس للساكنة من جهة أخرى لم يجد الرئيس -الذي كان لحظتها بوجدة-أمامه سوى خلق الإشاعة المفبركة،فقام على الفور بالإتصال برئيس التنسيقية والجمعيات فأقر لهم أنه إلتقى بفؤاد عالي الهمة وأسر له هذا الأخير بأن مكان وإسم العمالة سيكونا لصالح ميضار.وهذا كله لتثنية الميضاريين عن حشد المسيرة-الكبرى-نحو مدينة الناظور وخوفا أيضا من إنكشاف أمره ودوره في هذه القضية،وهو ما لم يشفع لسعادة الرئيس حيث وصل إلى علم الميضاريين جميعا الدور الأساس والأبرز الذي لعبه سعادته في قرار إستحداث العمالة لصالح الدريوش طبعا.
عبد الكريم محمد
عدل سابقا من قبل عبد الكريم محمد في الأربعاء مايو 06, 2009 9:17 am عدل 2 مرات