منتدى الدريوش ريف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

5 مشترك

    مواهب في مهب الريح

    محمد الراجي
    محمد الراجي
    مراسل صحفي
    مراسل صحفي


    ذكر
    71
    العمر : 46
    لإقــامه : اكادير
    المهنة : صحفي
    نقاط : 27
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 07/04/2008

    مواهب في مهب الريح Empty مواهب في مهب الريح

    مُساهمة من طرف محمد الراجي الإثنين مايو 04, 2009 1:17 pm

    فجأة، أصبحت السيدة سوزان بويل التي تتحدر من قرية صغيرة في اسكتلندا، "نجمة" معروفة على الصعيد العالمي، بعد مشاركتها في برنامج لاكتشاف المواهب الغنائية على إحدى القنوات التلفزيونية البريطانية. السيدة سوزان تبلغ من العمر سبعا وأربعين سنة، ومع ذلك شاركت في برنامج المواهب الذي لا يشارك فيه عادة إلا الشباب، ما يعني أن السيدة التي تشعّ الطيبوبة من وجهها البيضاوي لديها ثقة كبيرة في نفسها، لذلك صعدت إلى خشبة المسرح بلباس ربات البيوت، وبشعر غير مصفف، وتحمّلت نظرات الاستغراب التي قصفتها بها أعين أعضاء لجنة التحكيم، وضحكات الاستهزاء والسخرية التي تنبعث من أفواه الجمهور الجالس أمام الخشبة، ولم تمض سوى لحظات قليلة حتى استطاعت السيدة سوزان أن تحوّل نظرات أعضاء لجنة التحكيم المستغربة إلى نظرات ينبعث منها التقدير والاحترام الممزوج بالدهشة، وحوّلت ضحكات الإستهزاء الصادرة عن الجمهور إلى لحظات من السكون المكسوّ بالدهشة، والذي تخللته التصفيقات وصرخات الإعجاب، بفضل الصوت الأخّاذ الذي ينبعث من حنجرتها القوية، وعندما انتهت من أداء الوصلة الغنائية التي شاركت بها، وقف جميع الحاضرين وصفقوا لها بحرارة، وكأنهم يطلبون منها العفو على "النظرة" الناقصة التي تكوّنت لديهم حولها في البداية.
    السيدة سوزان أثبتت للعالم أجمع بأن الإنسان يستطيع أن يستمر في العطاء إلى ما لا نهاية، شريطة أن يتوفر على ما يكفي من الإرادة والعزيمة، وكثير من الثقة بالنفس. نتحدث هنا بطبيعة الحال عن الثقة وليس الغرور، الذي يجعل كثيرا من "فنانينا" يصدقون أنهم فعلا فنانون حقيقيون، والحال أن المسافة التي تفصلهم عن الفن هي نفس المسافة التي تفصل بين السماء والأرض!
    السيدة سوزان بويل قدوة لنا جميعا، فإذا كان العلم يؤخذ من المهد إلى اللحد، فكذلك العطاء يمكن أن يستمر إلى آخر لحظة من حياة الإنسان. هذه السيدة العصامية هي أيضا قدوة لكثير من السيدات المغربيات، اللواتي بمجرد أن يتجاوزن سن الخامسة والأربعين، ويأتي زمن سنّ اليأس، يعتبرن "مدة صلاحيتهن" قد انتهت، فقط لأن عملية الانجاب لم تعد ممكنة، فيصيبهن الإحباط والقنوط، وتستبدّ بهن الوحدة والعزلة، وعوض أن يبحثن عن مواهب جديدة قد تكون ساكنة في أعماقهن يضيعن أوقاتهم في التجمعات التي تكثر فيها النميمة وتسود فيها الثرثرة الفارغة! مقدمات بذلك فرصة من ذهب للذين يعتبرون المرأة مجرد "آلة للانجاب" فحسب، كي يبرهنوا على صحة مزاعمهم!
    السيدة سوزان، لم يسبق لها أن تزوجت، ولم يسبق لأحد، حسب تصريحاتها، أن قبّلها. لذلك فهي أيضا قدوة للشابات الصغيرات في السن، خصوصا أولائك اللواتي يشاركن في المسابقات الغنائية مثل "استوديو دوزيم"، واللواتي لا يفرقن بين مسابقة الغناء ومسابقة ملكة الجمال، لذلك يحرصن على أن يظهرن في شكل مغر للغاية، كي يلفت منظرهن أنظار الجمهور، حتى لا ينتبه أحد إلى أصواتهن المزعجة! فالذي يجب أن تفعله من لا تملك موهبة الغناء، هو أن تبحث عن مواهب أخرى قد تكون كامنة في دواخلها، وليس أن تبحث عن الخلاص بين قارورات العطور والمساحيق!
    ما صرحت به السيدة سوزان، وهي المرأة التي تربّت في الغرب "المتحرر"، عندما قالت بأن أحدا لم يقبّلها طيلة حياتها، فيه أيضا عبرة للذين يرون أن التقدم والتحضر لا يمكن أن يكون إلا عندما يشرع الناس في تقبيل بعضهم البعض وسط الشارع العام، وإفساح المجال أمام ذوي الميول الجنسية الشاذة لممارسة "حريتهم" نهارا جهارا. فلو كانت السيدة سوزان مغربية، وصرحت بهذا الكلام، لنعتها البعض بأنها امرأة متخلفة، وما دام أن السيدة من اسكتلندا، فلا يمكن لهؤلاء سوى أن يبتلعوا ألسنتهم ويصمتوا، لأن الضربة جاءت هذه المرة من الغرب!
    ويبقى المؤسف في الأمر، هو أننا عندما نرى هذه السيدة التي تقترب من الخمسين، قد وجدت من يعبّد لها الطريق، حتى صارت نجمة تتهافت عليها القنوات التلفزيونية العالمية والجرائد والمجلات من أجل أخذ حوارات خاصة معها، فإننا في المغرب لدينا برنامج اسمه "استوديو دوزيم" من أبرز الشروط التي يضعها في وجه المترشحين أن يتراوح سنهم بن 18 و 30 سنة، وكأن الموهبة تموت في الإنسان بعد تجاوز ثلاثين عاما. والمؤسف أكثر هو أن لدينا مواهب في عمر الزهور، لكنها تفتقر إلى "حفّار" يستطيع إخراجها من تحت أنقاض الإهمال. وربما شاهدتم قبل أيام على موقع "يوتوب" ذلك الطفل المغربي الذي صنع آلة الكمان من قنينة فارغة، وثبّت عليها عودا تخترقه أوتار من "السّبيب"، ليعزف عليها رفقة أصدقائه مقاطع من الأغاني الشعبية بموهبة عالية، فلو وجد هذا الصبي بدوره برنامجا تلفزيونيا حقيقيا لاكتشاف المواهب لأصبح بدوره مشهورا، ولانفتحت الآفاق في وجهه، لكن، بما أنه في المغرب، فلا يحق له ولا لغيره من المواهب، أن يحلموا بالشهرة، ولا حتى بالتفاتة خاطفة من التلفزيون العمومي، ما دام أن أبناء الشعب في هذا البلد قد صدرت أحكام نافذة على مواهبهم بأن تظل على الدوام في مهب الريح!
    Lesoir2006@gmail.com
    ادارة الموقع
    ادارة الموقع
    مصمم
    مصمم


    ذكر
    49911
    لإقــامه : أرض الله واسعة
    المهنة : على باب الله
    نقاط : 1371
    السٌّمعَة : 3
    تاريخ التسجيل : 10/02/2007

    مواهب في مهب الريح Empty رد: مواهب في مهب الريح

    مُساهمة من طرف ادارة الموقع الثلاثاء مايو 05, 2009 5:36 am

    ali elmourabit
    ali elmourabit
    عضو مميز
    عضو مميز


    ذكر
    641
    العمر : 37
    لإقــامه : الدريوش-وجدة
    المهنة : طالب
    نقاط : 372
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 02/05/2007

    مواهب في مهب الريح Empty رد: مواهب في مهب الريح

    مُساهمة من طرف ali elmourabit الأربعاء مايو 06, 2009 1:56 pm

    الواقع أكثر مرارة مما قلتها ومهما كتبت فإنك لن تجسد كل شئ.
    chablaoui
    chablaoui
    عضو فضي
    عضو فضي


    ذكر
    1759
    العمر : 39
    لإقــامه : الرباط
    المهنة : في ما يرضي الله
    نقاط : 1633
    السٌّمعَة : 10
    تاريخ التسجيل : 11/04/2008

    مواهب في مهب الريح Empty رد: مواهب في مهب الريح

    مُساهمة من طرف chablaoui الخميس مايو 14, 2009 1:54 pm

    بيبا chokran il faut donne & redonne
    abdomaza
    abdomaza
    عضو مميز
    عضو مميز


    ذكر
    309
    العمر : 36
    لإقــامه : rabat & driouch
    المهنة : etudient
    نقاط : 315
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 29/01/2008

    مواهب في مهب الريح Empty رد: مواهب في مهب الريح

    مُساهمة من طرف abdomaza الثلاثاء مايو 19, 2009 9:38 am

    good luck & take care allah with you

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 12:04 am