في غالب الأحيان يحاول كل منا أن يفكر ويتأمل وضعه كمواطن مغربي عليه ما عليه من حقوق وله ما له من مستحقات.أما الحقوق فقد ساهمنا بتحقيقها بعض الشيئ بل واستمر بنا الحال إلى التنازل حتى على المستحقات الملحة بسبب الخوف من جانب وبسبب قلة العزيمة ووهن الكرامة.عندما نخوض في التفكير،منا من يصل إلى نتيجة إجابية حسنة لكن دون المساهمة والمشاركة في تحقيق أو تجربة ما آل إليه تفكيره على أرض الواقع.ومنا من يوصله تفكيره إلى نتيجة "إسفنجية" حيث يجر به إلى الهزيمة الذاتية وبالتالي الخضوع لما سيمى بفقدان الأمل،حاضرا ومستقبلا.
الطريقتان التفكيريتان يدعوا إلهن جميع الذين يحسبون أنفسهم من الأعلون أي كل من له سلطة في هذا البلد من وزراء ورؤساء جماعات ورؤساء مقاطعات الخ..بمعنى أن يفكر الإنسان ويوصله تفكيره هذا في النهاية إلى أن المغرب مملكة ديكتاتورية ولا قيمة للمواطن الأعزل فيها ولكن رغم ذلك لا مجال لتغير هذه الدولة إلى الأصلح من طرف هذا المفكر ولا مجال حتى في محاولة التغيير ولو بالطريقة الأهون التي هي الأحلام!.
وهكذا تفكير يوصلنا إلى الإلتزام بشعار"شوف واسكت" الذي يدعوا إليه المخزن بكرة وأصيلا على الأقل داخليا أم في الخارج فيحب هؤلاء إظهار المغرب على غير صورته الحقيقية كما أنهم يجيدون تمثيل هذا الدور ربما لأنه دور مأدى عليه فالكلب إذا طلبت منه القيام بحركات القردة سيقوم بها بكل سهولة.طبعا بالمقابل أما دون ذلك فالأمر مستحيل ولو استلزم الأمر ضربا.
هذا التفكير قد يتفق معي عليه الكثير على أنه تفكير لا يوصل صاحبه إلا إلى عتبة باب الدار كما يقال بمعنى أنه تفكير أو نتيجة تفكيرية لا يرجى منها أي تفسير إيجابي بل هو تفكير لصالح الطبقة المسؤولة المستغلة لثرواتنا.وهذا بطبيعة الحال هو ما قام به الحسن الثاني من أجل ترسيخ هذا النوع من التفكير لدى كل مغربي طيلة 38 سنة التي دامها حكمه حيث نجح في ذلك على ما يظهر وحقق ما كان يتجنبه قبل خروج الإستعمار الخارجي،وهنا نستحظر ما قام به الحسن الثاني من أجل ترسيخ هذا الفكر في القول الريفي التالي:"الثلث أذيغاق،الثلث أذينعاق،الثلث أذيحاق".
الثلث الأول هم المهاجرون الذين غادروا بلادهم من أجل لقمة العيش في السابق ومن أجل الرفاهية الدنيوية حاليا،والثلث الثاني هم الذين ماتوا ولا زالوا يموتون غرقا وعلى إثر عضات وحوش البحر والمحيط.والثلث الثالث والأخير هم كل من بقي في المغرب وهو حرق بطيئ غير مسموع وغير مرئي يأتي على المضغة التي قال عنها الرسول الكريم:"إذا صلحت صلح سائر الجسد وإذا فسدت فسد سائر الجسد..".ثم على الجسد كله مما يأدي بهذا الثلث الأخير غلى التعايش مع الوضع المغربي دون رغبة في الحياة.
بهذه الطريقة نجح الحسن الثاني في تحويل تفكير المغاربة إلى حالته..فمن يا ترى يستذيع جمع شمل هؤلاء من أجل مواجهة ناهبي مال العباد وثروات البلاد؟؟
عبد الكريم محمد