الأمير مولاي الحسن وتعلم الأمازيغية
يعلمنا التاريخ المغربي أن السلاطين العلويين ما قبل نظام الحماية لسنة 1912، كانوا يتواصلون بالأمازيغية ويتحدثون بها، نظرا لكونها موجودة في وسط تنشئة هؤلاء السلاطين.
ويذكر المؤرخ المغربي الناصري في موسوعته " الاستقصاء في ذكر أخبار المغرب الأقصى" بتفصيل عددا من الوقائع الخاصة بإلمام ملوك الدولة العلوية بالأمازيغية ومن ذلك أن مراسلاتهم وظهائرهم لم تكن تخلو من تراكيب وتعابير لغوية أمازيغية صرفة.
إلا أن إقرار نظام الحماية الفرنسية، ساهم كثيرا في تغيير الوضعية اللغوية داخل القصر الملكي العلوي بإبعاد الأمازيغية من التداول فيه والاقتصار فقط على العربية والفرنسية. وحاليا، من المحتمل جدا أن يكون ولي العهد الأمير مولاي الحسن قد التحق بالكوليج المولوي. فهل ستتاح له فرصة تعلم اللغة الأمازيغية ؟ إن كثيرا من الدواعي تحتم ذلك:
الداعي الأول:
ميلاد الأمير مولاي الحسن في مناخ سياسي يمتاز بمصالحة والده محمد السادس مع الأمازيغية، وهو ما يتجسد في إحداث المعهد الأمازيغي ورعاية أنشطته.
الداعي الثاني:
تعلم الأمير مولاي الحسن للأمازيغية أمر عظيم سيمكنه من مخاطبة الملايين من أبناء شعبه من الأمازيغيين ممن لا يتقنون العربية. وهو ما ستتحقق بموجبه عملية تواصل كبيرة وفعالة بين العرش والشعب، ولا يكون بالتالي أحدهما أجنبيا عن الآخر.
الداعي الثالث:
تعلم الأمير مولاي الحسن للأمازيغية سيمثل – بدون شك- مؤشرا دالا على صدقية سياسة المصالحة مع الأمازيغية والتي باشرها الملك محمد السادس منذ 2001، خاصة أن الملايين من التلاميذ المغاربة بدؤوا بدورهم تعلم الأمازيغية منذ 2004.
الداعي الرابع:
تعلم الأمير مولاي الحسن للأمازيغية سيكون حافزا ودافعا قويا للمسؤولين المغاربة ليأخذوا بدورهم زمام المبادرة قصد تعليم الأمازيغية لأبنائهم بدل تسجيلهم في مدارس البعثات لتعلم اللغات الأجنبية على حساب اللغات الوطنية. وبمقدور هذا العمل أن يحقق شعار: الأمازيغية ملك لجميع المغاربة بدون استثناء.
فهل ستقتنع المؤسسة الملكية بالدواعي المذكورة وتبادر بالتالي إلى تدريس الأمازيغية لولي العهد الأمير مولاي الحسن من خلال إدراجها ضمن المواد الملقنة بالكوليج المولوي ؟