تفتقر مدينة أو دائرة تارجيست إلى العديد من المرافق الاجتماعية والثقافية نخص بالذكر: الشبيبة الرياضية, جمعيات أو وداديات تهم الفئات الشبابية مراكز للتكوين المهني ...الخ من الفضاءات التي قد تكون متنفسا لأبناء المدينة, وملجأ يقيهم من دخان المقاهي و درامية الأفلام الهندية ,ويجنبهم مشاهد الحُفر المترامية في جل الطرقات .ويقيهم حر الصيف وبرد الشتاء ,وينسيهم حلم الارتماء في أحضان الفردوس المفقود ولو لبرهة...
فدار الشباب بتارجيست تائهة بين الأدوار المنوطة إليها,وما وجدت نفسها عليه.
ويبقى السؤال الأول والأخير من المسؤول عن الأوضاع التي آل إليها هذا المرفق؟
فبعد أن استبشر شباب تارجيست خيرا في خلق هذا المتنفس الشبابي ,تقلد هذا الأخير -أي دار الشباب- عدة أدوار:من فضاء لتدخين المخدرات والسهر والترفيه مع أنغام "الحشيشة الكتامية "إلى دار لتموين الحفلات و الأعراس وتزويدها بكل ما يخص الكراسي والعتاد التقني .ومن ثم إلى دار ومخبأ للدعارة ,مفاتيحه رهن إشارة بعض أبناء تارجيست مقابل مبلغ زهيد أو "جوان"ولربما "الله يرحم الوالدين" تفي بالغرض.لكن التساؤل الأكبر الذي يطرح نفسه وبقوة :من المستفيد من كراء كراسي وعتاد دار الشباب ؟!وما مصير العائدات المالية لهذا العمل؟! هل صندوق الجمعية أم جيوب المسيرين؟
فأتساءل أخلاقيا عن دور اللجان المحلية و الإقليمية في ظل الأوضاع المزرية التي يعرفها هذا المتنفس وما يشهده من غياب تام للأنشطة وسطو على ممتلكاته ؟؟ وكذا دور المعارضة المتمثلة في الاستقلاليين بحكم تجربتهم السابقة بالشبيبة الاستقلالية والمغضوب عليهم من الأحرار, في التحرك لإعادة إحياء هذا المتنفس بكونهم ممثلين للسكان؟
وفي الأخير ألتمس من بلدية تارجيست والمسئولين بالإقليم التدخل العاجل والفوري للإعادة هيكلة دار الشباب التي هي ملك لأبناء المدينة, ووضع مخطط لإعادة إنعاشها وتفعيل دورها الاجتماعي والتأهيلي وعلى المعارضة النائمة النهوض من سباتها العميق.