فوجئ مواطنون، قبل يومين بضربة حمى الأسعار، على إيقاع زيادة جديدة، شملت أسعار زيوت الطبخ والقهوة وعدة أنواع من الحليب المجفف.
بالنسبة للزيوت، التي شهدت آخر زيادة في أسعارها، أياما قليلة فقط، انتقل ثمن اللتر الواحد من زيت "لوسيور" من 14.35 إلى 14.90 درهما، في حين ارتفع سعر النوع نفسه بالنسبة لـ 5 لترات، من 69.50 إلى 71.85 درهما، أما نوع "ويلور" فقفز إلى حدود 83 درهما بدل 82.65 درهما.
وموازاة مع هذا التطور المفاجئ والسريع للأسعار، الذي يزيد من حجم الضغط على القدرة الشرائية للمواطنين، ارتفعت أسعار حليب "نيدو" المجفف الخاص بالأطفال إلى 35 درهما، و"نيدو" من حجم 400 غرام إلى 30 درهما عوض 28.50، في حين قفز سعر قنينة قهوة" نسكافي" الصغيرة إلى 16 درهما مقابل 15 درهما، والحجم الأكبر منه إلى 30 بدل 29 درهما.
وقالت (م.ع)، ربة بيت، إن توالي الارتفاعات الصاروخية المفاجئة لأثمان زيوت الطعام والدقيق الممتاز والحليب والعديد من الخدمات، أثر في فترة وجيزة على نمط عيش المواطنين، مؤكدة أن الوضع أصبح مخيفا.
وذكرت (ل.ب)، معيلة أسرة، أن ما يحدث بدأ يجثم على أنفاسها ويثقل كاهلها، تفادي اللجوء إلى زيت الطبخ، مشيرة إلى أن نمط تغذية أسرتها بدأ ينحو تجاه اعتماد طريقة "البخار" في الطهي، عوضا عن الطبخ العادي، وأضافت أنه إذا استمرت الأمور على هذه الحال، فإن المواطنين من الأسر المحدودة والمنعدمة الدخل، ستلجأ إلى حصر عدد وجبات اليوم في وجبة واحدة، أي إلى تفضيل خيار "التجويع" الإرادي التطوعي.
أما "ب.م"، موظف بسيط، فأبرز أن الزيادة في الزيت، تعني ارتفاعا مباشرا لأسعار الوجبات السريعة إلى غير ذلك من الأكلات التي تقتنى خارج البيت، ليخلص إلى أن معدل الاستهلاك تراجع هذه السنة، وأن الآلاف من المواطنين، الذين اعتادوا على تناول وجبة الغداء خارج مقرات العمل، عليهم توديع هذه العادة والاكتفاء ببدائل ترقيعية أخرى.
ويعتبر المتتبعون أن هذا المسار التصاعدي لأسعار زيوت المائدة، لن يعرف أي تراجع أو استقرار على المدى القريب، لتبقى كل التكهنات تشير إلى زيادات مرتقبة، وحول هذا الموضوع تبرز المعطيات المتوفرة، أن أسعار المواد الأولية المعتمدة في صناعات زيوت المطبخ، بلغت قرابة 1500 دولار للطن الواحد أخيرا، وهو ما يعادل ارتفاعا بثلاث مرات سعرها قبل سنة.
ويشار إلى أن أسعار اللتر الواحد من زيت الذرة، يبلغ حاليا 16 درهما، على اعتبار أن الطن الواحد من هذه المادة الأولية، بلغ 1700 دولار خلال الشهر الماضي، مقابل 650 دولارا السنة الفارطة. لتبقى كل التكهنات تشير إلى أن ثمن هذا النوع من الزيوت، يظل مرشحا لبلوغ سقف 20 درهما للتر الواحد.
تجدر الإشارة إلى أن إنتاجية المغرب من مادة الذرة، بلغت سابقا 200 ألف طن، وكانت تساهم في توفير 100 ألف طن من زيوت المطبخ، غير أن الإنتاجية المسجلة حاليا، لا تتجاوز 10 آلاف طن فقط.