في اليوم العامي لمكافحة المخدرات المغرب أصبح سوقا استهلاكيا بامتياز لأخطرأنواع المخدرات كالهيروين والكوكايين
أحيى المغرب على غرار باقي دول العالم، أمس، اليوم العالمي لمكافحة المخدرات،وككل سنة في هذا اليوم الذي يصادف 26 يونيو من كل سنة تتعالى الأصوات ، لتجديد التأكيد على خطورة ظاهرة الادمان على المخدرات وعلى انعكاساتها السلبية على الأسر والمجتمعات.
ويرى العديد من المتتبعين لانتشار هذه الآفة ، أن إدمان المخدرات أصبح متفشيا بالمغرب بشكل ملفت، خاصة بعد أن استفحلت الظاهرة وانتشرت بطريقة ملفتة للانتباه بل ومخيفة وسط الشباب .
وأوضحت ـ ذات المصادرـ أن المغرب كان مجرد محطة لعبور انواع معينة من المخدرات،إلا أنه أصبح اليوم سوقا استهلاكيا بامتياز، كما أن نوعية المخدرات المتداولة كانت تقتصر على القنب الهندي أو الكيف والاقراص المهلوسة، إلا أن السوق المغربية شهدت دخول أنواع أخطر كالهيروين والكوكايين، وما يزيد من خطورة الوضع ـ تضيف المصادر ذاتهاـ هو استمرار انتشار بعض مزارع القنب الهندي خاصة بالشمال التي لم يتم اكتشافهابعد ، فضلا عن تناسل "لوبيات مختصة في ترويج المخدرات" لا يهمها سوى الربح ، ولو على حساب صحة أبناء المغاربة، تروج سموما بأبخس الأثمان في كل مكان بأزقة الأحياء الشعبية أوالراقية والشوارع وحتى أمام المؤسسات التعليمية.
وأمام هذه المعطيات وبعيدا عن الدوافع الاجتماعية والنفسية التي قد تبرر انتشار تعاطي المخدرات، فإن البحث في سبل علاج فعال
وناجع يبقى مطلبا ملحا خاصة ،وأن سياسة الردع بكل ما لها من فائدة لاتكفي وحدها، وقدتكون الجزء الأضعف في معادلة مكافحة
المخدرات التي تحتاج إلى تظافر جهود الجميع طيلة ايام السنة، سيما وأن المخدرات ليست قضية يوم عالمي يحتفل به، بل مسألة ذات أولوية تحتم بذل مزيد من الجهود للحد من الظاهرة وإبعادها عن الشباب، وهو ما يعني التطرق لها باستمرار وإعداد برامج واقعية للوقاية وللعلاج مع تكثيف عمليات المراقبة في الحدود، ومحاربة الشبكات التي تعد الرابح الأكبر من وراء استفحال الادمان.
خاصة وأن أخطر الآثار التي يقود إليها الإدمان، هو التأثير على العقل، وبالتالي فقدان الوعي الذي يتسبب في حوادث القتل، والاغتصاب وحوادث السير ، والاتلاف المالي، و شقاء الاُسر، وضياع الأبناء،وغيرها.
يشار أن التقرير العالمي للمخدرات لعام2008 ،حذرمن قيام مجموعات إجرامية بتوجيه نشاطها إلى بلدان غرب إفريقيا لتهريب مخدر الكوكايين عبرها في ظل استمرار الطلب على هذا المخدر بأوروبا ونجاح عمليات عرقلة التهريب عبر المسارات المعهودة لمثل هذه العمليات , مما يعد خطرا حقيقيا على الصحة العامة لمواطني هذه البلدان وتهديدا لأمنهم.
ولفت إلى أن دول بحر الكاريبي وأمريكا الوسطى وغرب أفريقيا وكذلك الحدود المكسيكية تقع "وسط رحى " أكبر دول العالم إنتاجا لنبات (الكوكايين ), وكذا كبرى الدول من حيث معدلات الإستخدام والتعاطى (أمريكا الشمالية وأوروبا).