أكثر من 300 ألف "هولندي" من أصل مغربي يعيشون في هولندا، معظمهم من الجيل الثاني والثالث. كثير من هؤلاء ما يزال على ارتباط بالوطن الأم إما عن طريق الزيارات العائلية التي تتم خلال العطل الصيفية، أو من خلال تساؤلاتهم القلقة عن هويتهم التي أصبحت، في ظل التطورات السياسية الجديدة، على المحك. وفي سياق البحث عن الجذور، تم يوم 7 مارس الجاري تقديم كتاب تحت عنوان: مانيس ...؟ أي من أين ....؟
صدر هذا الكتاب ضمن سلسلة "أسلاف بعيدون" عن منشورات المكتب المركزي لعلم الأنساب(Centraal Bureau voor Genealogie) من تأليف امحمد العبدوني (طبيب) ومحمد أمزيان (مؤرخ، كاتب وموظف لدى الصليب الأحمر الهولندي).
إلى جانب التعريف بالوطن الأصلي للهولنديين "الجدد" من أندونيسيين ومغاربة وأتراك وسوريناميين وغيرهم، تتوخى هذه السلسلة هدفا تربويا وتعليميا للذين يريدون البحث عن التاريخ الشخصي لعائلاتهم وأجدادهم، كما تقربهم من معاني الأسماء وتمدهم بمعلومات تاريخية مركزة عن بعض الشخصيات والأحداث السياسية والسلالات الحاكمة في البلد الأم.
يبدأ الكتاب بإشارات مركزة عن وصول مغاربة الجيل الأول إلى هولندا واستقرارهم فيها لسنوات، قبل أن يفكروا ويقرروا استقدام أسرهم. وإذا كان الجيل الأول يحتفظ على خزان هائل من المعلومات المتعلقة بالوطن الأم، فإن أبناء الجيل الثاني والثالث يكاد لا يجد السبيل للإطلاع على هذه المعلومات غير المدونة، والمعتمدة أساسا على النقل الشفهي. فهذا الكتاب/الدليل يأتي ليضع الخطوط العريضة لمن تتملكه رغبة تتبع نسيج العلاقات التي تربط العائلات المغربية. وينبه الكاتبان إلى أن هذا "الدليل" لا يمكن مقارنته بما هو متعارف عليه في البلدان الغربية وبخاصة هولندا من حيث توفر السجلات وصيانتها والاعتناء بها في دور المحفوظات الرسمية.
ثم ينتقلان إلى الحديث عن المجموعات البشرية التي استوطنت المغرب منذ القدم من أمازيغ ويهود وعرب وأفارقة ومسيحيين وغيرهم؛ مما جعل المغرب أرض اللقاء والتلاقح بين الشعوب والحضارات. واستعرضا بإيجاز شديد تعاقب السلالات على حكم المغرب مع تخصيص حيز للعلاقات المغربية الهولندية منذ القرن الخامس عشر وحيز آخر لتاريخ الهجرة نحو هولندا.
وفي فصل آخر حديث عن نسيج الروابط العائلية في المغرب، ويضم عدة نقط منها: تأثير الهجرة (داخلية وخارجية) على العلاقات الأسرية، الزواج وأشكاله، الذرية، المدونة الجديدة، مصدر ومعاني الأسماء ثم قائمة بالمصطلحات المستعملة عند الإشارة إلى العلاقة العائلية مثل: العم، الخال، الحفيد وغيرها.
وخصصا الفصل الرابع للبحث السلالي (البحث الجينيالوجي) كما هو متعارف عليه علميا: جمع المعلومات الأساسية، التقسيم والترقيم حفظ المعلومات. وهي الطريقة المتبعة في المكتب المركزي لعلم الأنساب في هولندا.
أما الفصل الخامس فيتعلق بمنهج البحث في البيت، بمعنى الاعتماد على ما تختزنه الذاكرة من "تاريخ" عائلي قد يكون صحيحا أو متخيلا. وفيه أيضا إشارة إلى ضرورة الانتباه إلى التاريخ الهجري في عملية البحث، وجمع الصور والمقتنيات الشخصية التي تحيل إلى تاريخ وزمن معينين.
والفصل السادس خصص للبحث في مراكز حفظ الوثائق في هولندا، سواء في الدوائر الرسمية أو الشركات والمصانع التي تحتفظ بسجلات عمالها من كل الجنسيات، وبخاصة المصانع والمعامل الكبرى. ومما لا شك فيه أن محفوظات الشركات والمعامل تتوفر على معلومات هائلة عن مهاجري الجيل الأول، ولو أن كثيرا من المعطيات الشخصية غير دقيقة، وبخاصة ما يتعلق بالأسماء العائلية والسن.
تم حفل تقديم الكتاب في المكتبة المركزية بمدينة روطردام
صدر هذا الكتاب ضمن سلسلة "أسلاف بعيدون" عن منشورات المكتب المركزي لعلم الأنساب(Centraal Bureau voor Genealogie) من تأليف امحمد العبدوني (طبيب) ومحمد أمزيان (مؤرخ، كاتب وموظف لدى الصليب الأحمر الهولندي).
إلى جانب التعريف بالوطن الأصلي للهولنديين "الجدد" من أندونيسيين ومغاربة وأتراك وسوريناميين وغيرهم، تتوخى هذه السلسلة هدفا تربويا وتعليميا للذين يريدون البحث عن التاريخ الشخصي لعائلاتهم وأجدادهم، كما تقربهم من معاني الأسماء وتمدهم بمعلومات تاريخية مركزة عن بعض الشخصيات والأحداث السياسية والسلالات الحاكمة في البلد الأم.
يبدأ الكتاب بإشارات مركزة عن وصول مغاربة الجيل الأول إلى هولندا واستقرارهم فيها لسنوات، قبل أن يفكروا ويقرروا استقدام أسرهم. وإذا كان الجيل الأول يحتفظ على خزان هائل من المعلومات المتعلقة بالوطن الأم، فإن أبناء الجيل الثاني والثالث يكاد لا يجد السبيل للإطلاع على هذه المعلومات غير المدونة، والمعتمدة أساسا على النقل الشفهي. فهذا الكتاب/الدليل يأتي ليضع الخطوط العريضة لمن تتملكه رغبة تتبع نسيج العلاقات التي تربط العائلات المغربية. وينبه الكاتبان إلى أن هذا "الدليل" لا يمكن مقارنته بما هو متعارف عليه في البلدان الغربية وبخاصة هولندا من حيث توفر السجلات وصيانتها والاعتناء بها في دور المحفوظات الرسمية.
ثم ينتقلان إلى الحديث عن المجموعات البشرية التي استوطنت المغرب منذ القدم من أمازيغ ويهود وعرب وأفارقة ومسيحيين وغيرهم؛ مما جعل المغرب أرض اللقاء والتلاقح بين الشعوب والحضارات. واستعرضا بإيجاز شديد تعاقب السلالات على حكم المغرب مع تخصيص حيز للعلاقات المغربية الهولندية منذ القرن الخامس عشر وحيز آخر لتاريخ الهجرة نحو هولندا.
وفي فصل آخر حديث عن نسيج الروابط العائلية في المغرب، ويضم عدة نقط منها: تأثير الهجرة (داخلية وخارجية) على العلاقات الأسرية، الزواج وأشكاله، الذرية، المدونة الجديدة، مصدر ومعاني الأسماء ثم قائمة بالمصطلحات المستعملة عند الإشارة إلى العلاقة العائلية مثل: العم، الخال، الحفيد وغيرها.
وخصصا الفصل الرابع للبحث السلالي (البحث الجينيالوجي) كما هو متعارف عليه علميا: جمع المعلومات الأساسية، التقسيم والترقيم حفظ المعلومات. وهي الطريقة المتبعة في المكتب المركزي لعلم الأنساب في هولندا.
أما الفصل الخامس فيتعلق بمنهج البحث في البيت، بمعنى الاعتماد على ما تختزنه الذاكرة من "تاريخ" عائلي قد يكون صحيحا أو متخيلا. وفيه أيضا إشارة إلى ضرورة الانتباه إلى التاريخ الهجري في عملية البحث، وجمع الصور والمقتنيات الشخصية التي تحيل إلى تاريخ وزمن معينين.
والفصل السادس خصص للبحث في مراكز حفظ الوثائق في هولندا، سواء في الدوائر الرسمية أو الشركات والمصانع التي تحتفظ بسجلات عمالها من كل الجنسيات، وبخاصة المصانع والمعامل الكبرى. ومما لا شك فيه أن محفوظات الشركات والمعامل تتوفر على معلومات هائلة عن مهاجري الجيل الأول، ولو أن كثيرا من المعطيات الشخصية غير دقيقة، وبخاصة ما يتعلق بالأسماء العائلية والسن.
تم حفل تقديم الكتاب في المكتبة المركزية بمدينة روطردام