قبل وصول البارابولات إلى سطوح منازل المغاربة ، كان المظهر العام للفتيات والسيدات المغربيات يوحي بأنهن لا يهتمن كثيرا بجمالهن ، حيث يمكنك أن ترى آنسة في العشرين من العمر ، وتحسبها سيدة في الخامسة والأربعين.
هذا لا يعني طبعا أن المرأة المغربية لم تكن تهتم أصلا بهندامها وجمالها بصفة نهائية ، فليست على وجه الدنيا كلها امرأة واحدة لا تقضي ساعات الصباح الأولى متسمرة أمام المرآة مثل تمثال أبو الهول .
غير أوكان قبل ما تجي البارابولات العيلات دياولنا ما كانوش كايعرفو كيفاش يخلليو روسهوم زوينات ، فبالإضافة إلى الكميات الهائلة من الماكياج التي تحول وجوههن إلى لوحات فنية غريبة كتلك التي يرسمها التلاميذ الصغار في المدارس الإبتدائية ، يخترن أيضا ملابس ذات ألوان مستفزة لا يجمع بينها إلا الخير والإحسان ، هكذا يمكن أن ترى الواحدة ترتدي سروالا أخضر مع حذاء أحمر وسترة زرقاء وغطاء على الرأس باللون البني الداكن ، يعني أن المكان الوحيد الذي يمكن أن تجتمع فيه كل الألوان المتناقضة هو جسد المرأة المغربية.
لكن الآن تغيرت كثير من الأشياء ، فبفضل القنوات التلفزيونية اللبنانية التي تعج ببرامج التجميل والحمية والأزياء ، صرنا نرى على أرصفة شوارع المدن المغربية وداخل ساحات الجامعات وعلى رمال الشواطيء تحفا حقيقية تستحق أن توضع داخل أروقة متحف اللوفر وسط العاصمة الفرنسية باريس ، عوض أن تظل تائهة على أرصفة الشوارع المخنوقة بدخان السيارات المهترئة وعيون الرجال الجائعة حتى المحجبات ولات عندهوم محلات خاصة ببيع الأزياء الاسلامية العصرية . إيوا قولو انتوما المسلمين ما كايطوروش.
المرأة المغربية صارت اليوم تعرف كيف تهتم بنفسها أحسن اهتمام ، وأصبحت لديها معرفة كبيرة بكيفية وضع الماكياج بطريقة سليمة ، واختيار الملابس المناسبة ، لكن هذا التطور الكبير الذي حصل على المظهر الخارجي لصديقتنا المرأة لم يوازه مع الأسف الشديد أي تطور على مستوى عقلها ، والدليل على هذا هو أني ما زلت أرى طالبات جامعيات يستسلمن لأولاد عيساوة في الشارع العام.
منظر طالبة جامعية تمنح كفها لواحد من هؤلاء الجهلة ليبحث بين خطوطه عن مستقبلها المجهول كفيل بأن نعرف أن المرأة المغربية تعيش فعلا في القرن الواحد والعشرين ، لكن بعقلية تعود إلى القرون الوسطى
آلمزوق من برا أش خبارك من الداخل . وطبعا فأنا لا أعمم هذا الحكم القاسي على كل النساء ، فهناك فتيات وسيدات غير كايطيرو بالفهامة تبارك الله والصلا عالنبي.
السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح شديد هو متى ستكون لدينا قنوات تلفزيونية تقدم برامج متخصصة في تزيين وتقويم عقول النساء العربيات ، اللواتي يختصرن التقدم والرقي في مظهرهن الخارجي فقط ، شحال من وحدة ما عارفاش كاع أش ناهي مدونة الأسرة وقالت ليك أسيدي باغا يكونو عندها البزازل والفخاد بحال دياول شاكيرا . إيوا الهبال هادا.