احتجاجات علي ظروف المعيشة تحوّلت الي قتال ومخاوف من الايام المقبلة
18/05/2008
مراكش (المغرب) ـ القدس العربي : تعيش جامعة القاضي عياض في مدينة مراكش بجنوب المغرب توترا خطيرا خلف حتي الآن قتيلا وعشرات الجرحي وأكثر من مئة معتقل، الي جانب خسائر مادية مهولة. وقد انتقل التوتر الي جامعات أخري مثل فاس (وسط)، وتجد السلطات المغربية صعوبة كبيرة في السيطرة علي الوضع لا سيما في ظل الأوضاع الاجتماعية والسياسية المتفجرة في البلاد. واندلعت الأحداث الأربعاء الماضي عندما تظاهر آلاف الطلبة داخل الحي الجامعي وكانوا يهمون بتنظيم مسيرة من الحي الي رئاسة الجامعة لتقديم لائحة مطالب تتجلي في تحسين أوضاع الحي الجامعي، وخاصة المطعم، وتسجيل الطلبة المطرودين وإقالة عميد كلية الحقوق والرفع من مستوي المنحة الهزيلة. لكن القوات العمومية منعت الطلبة من التوجه نحو وسط المدينة بحكم أن مراكش مدينة سياحية لا يجب تعكير هدوئها وسكينة ضيوفها، فتحول المنع الي مواجهة مفتوحة بين قوات الأمن والطلبة. وأقدم الطلبة علي إحراق جزء من الحي الجامعي ورشق الشرطة وقوات التدخل السريع بالحجارة، فردت الأخيرة بشكل عنيف. وكانت الحصيلة وفاة طالب قالت الصحافة المغربية أنه لقي حتفه بعد رميه من الطابق الرابع لاحدي بنايات الحي الجامعي، وإصابة ثان بالشلل وعشرات الجرحي وأكثر من مئة معتقل بينما تحدثت صحيفة التجديد (اسلامية) عن 300 طالب معتقل. وتحدثت يومية الصباح عن محاولة طلبة جامعيين موالين للبوليزاريو منتسبين للجامعة نفسها قتل شرطي. وقالت يومية الأحداث المغربية أن الحي الجامعي والأحياء المجاورة في مراكش أصبحت وكأنها شوارع بيروت، في حين أن عميد الجامعة أعلن منطقة الحي الجامعي منطقة منكوبة. وهذه ثاني مرة تقع فيها أحداث دامية في جامعة القاضي عياش في مراكش في أقل من شهر، وكانت المرة الأولي يومي 24 و25 نيسان/ابريل الماضي عندما أصيب قرابة 30 طالبا بتسمم نتيجة الطعام الذي تناولوه في مطعم الجامعة. وأصدرت الهيئات التقدمية في مراكش من أحزاب يسارية مثل اليسار الاشتراكي الموحد، وحزب المؤتمر الوطني والنهج الديمقراطي والنقابة الوطنية للتعليم وهيئات أخري، بيانا في نهاية الأسبوع جاء فيه أن جامعة مراكش تشهد حالة من الرعب والتذمر ، مشيرا الي تفاقم أوضاع الطلبة ومعاناتهم جراء إجبار القاطنين بالحي الجامعي علي مغادرته، وتشريد الطالبات والطلاب وتجويعهم . ويضيف البيان الذي تلقت القدس العربي نسخة منه وفي الوقت الذي كان الطلبة يستعدون فيه لإجراء حوار مع رئاسة الجامعة للنظر في طلباتهم، بخوض أشكال نضالية سلمية (وقفات، مسيرات في اتجاه المحكمة الابتدائية ورئاسة الجامعة) أبانت خلالها الجماهير الطلابية عن وعي ونضج متقدمين حيث لم تسجل خلالها أية انزلاقات، قامت قوات الأمن بإنزال كثيف بجوار الكلية والحي الجامعي يوم 14 ايار/مايو، مما يؤكد نية تدخلها لتكسير معركة الطلبة وعرقلة الحوار . ومضي البيان يقول حوالي الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، وأثناء شروع الطلبة في مسيرتهم من داخل كلية الحقوق في اتجاه رئاسة الجامعة، تدخلت قوات القمع بشكل وحشي مستعملة القنابل المسيلة للدموع والهراوات لتفريق الطلبة وإبعادهم عن الحرم الجامعي . وأبرز البيان أن قوات الأمن واصلت اعتقال الطلبة يوم الخميس الماضي واعتقلت المئات. وطالب اصحاب البيان بـ اطلاق سراح الطلبة المعتقلين وإيقاف المطاردات والمداهمات واحترام حرمة الجامعة، وتوفير شروط انقاذ السنة الجامعية ، واعلنوا دعمهم المبدئي لنضالات الطلبة في مطالبهم المشروعة المتضمنة في ملفهم المطلبي المودع لدي رئاسة الجامعة، وحقهم في التنظيم النقابي داخل الاتحاد الوطني للطلبة المغاربة . كما اعلنوا انهم يلقون بمسؤولية الأحداث علي عاتق الدوائر المسؤولة من إدارة الجامعة، وإدارة الحي الجامعي والأجهزة القمعية والسلطات المركزية ، معبرين عن تخوفنا من الأهداف غير المعلنة لطريقة تدبير ومعالجة الأحداث . من جهة أخري، كان ملف الصحراء الغربية وراء اندلاع مواجهات في جامعة مدينة أكادير ادت الي اعتقال 40 طالبا. وقالت جريدة الأحداث المغربية يوم السبت أن مجموعة من الطلبة عارضوا مشاركة مغنية من الصحراء الغربية معارضة للبوليزاريو، واحتجوا بعنف فتدخلت قوات الأمن. ويتخوف النظام المغربي من أن تشهد الجامعات المغربية اليوم الاثنين حملة من التضامن مع ما جري في مراكش، او تجميد الامتحانات الحالية وربما التظاهر العنيف، حيث شهدت جامعة فاس يوم الجمعة تظاهرات احتجاجية قوية، لكن القوات الأمنية انسحبت لتفادي مواجهات مع الطلبة. في غضون ذلك، يقول مراقبون ان ما يجري في الجامعات ما هو إلا انعكاس للتوتر القائم وسط المجتمع المغربي، حيث أن المدن المغربية تري تظاهرات احتجاجية بشكل يومي بسبب غلاء الأسعار وتراجع الخدمات العامة وتردي الأوضاع المعيشية، مما ادي الي تخوف من حدوث مواجهات يوم الأربعاء المقبل بسبب الاضراب العام الذي دعت اليه الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بزعامة نوبير الأموي. |