منتدى الدريوش ريف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

5 مشترك

    حسرة / قصة قصيرة

    شاروخان الماروكان
    شاروخان الماروكان
    عضو مميز
    عضو مميز


    ذكر
    470
    العمر : 43
    لإقــامه : اجدير
    المهنة : مسير نادي انترنيت
    نقاط : 0
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 20/10/2007

    حسرة / قصة قصيرة Empty حسرة / قصة قصيرة

    مُساهمة من طرف شاروخان الماروكان الإثنين مايو 05, 2008 12:42 pm

    كان ينظر إليها في لهفة، صحيح أنه يمسك صحيفة " الصباح " في يده، وأنه قرأها وأشبع نفسه من أخبارها ومواضيعها ،لكنه الفضول..والمواضيع بحر يغريك بإلقاء نفسك فيه بلا ملل. جال ببصره حواليه،بدا له الزبناء عالما واسعا..لكل واحد .. لكل ثلة منهم عالم خاص.. عاد فنظر إليها، كانت مطروحة على إحدى الكراسي،فكر في أن يقوم ويجلس في تلك الطاولة ثم يمد يده ويتلقفها،يرمي بنفسه التواقة بين السطور.. يقوم بجولة سياحية بالمجان في كل مكان..كاد يقف لتنفيذ الخطة إذا بجماعة تحتل الطاولة فجأة، الناس كالدود .. لاتدري من أين يخرجون ولا متى يدخلون..بدأ ضجيجهم يرتفع ،ضحكهم يتعالى..هل هم سعداء حقا؟ انتبه إلى أحدهم يأخذ الصحيفة المنسية فوق الكرسي، ألقى نظرة عجلى على العناوين وهو يقلب صفحاتها بسرعة ثم وضعها وسط الطاولة ،رنا إليها آخر في صمت.. وانغمسوا بسرعة في نقاشات حادة ، أطلقوا نكات مختلفة ..لعلها ساقطة ، هذا زمن السقوط ولا ريب . تساءل لم لا يقرؤون؟ أي قوم هذا الذي لا يريد حتى قراءة أخبار وطنه وأحداث مجتمعه ؟! ما هذه اللامبالاة يا شباب ؟ ندم لم لمْ يقم من الأول ويأخذ الصحيفة ثم يقرأها حتى آخر صفحة. صرخ أحدهم : آه نسيت ، ثم مد يده وأخرج قلما من جيب معطف داخلي، جذب الصحيفة قليلا نحوه ،فرشها على الطاولة وقرأ عليهم اللغز الأول ، صمتوا قليلا ، أحدهم رفع رأسه وأخذ يتفرس في سقف المقهى،آخر كان ينقر برأس قلمه على حافة الطاولة وعيناه غارقتان في نقطة ما على الاسمنت المزركش ، تساءل هو : أهذا كل ما يهمهم من الجريدة ؟ عاد فتذكر أن البعض يقتنيها من أجل حل ألغاز الكلمات المتقاطعة .. آخرون يشترونها لتتبع عورة من العورات ليس إلا.. في تلك الأثناء مرق أمامه شاب رث الملابس هـزيل الجسم، بيده أوراق ملفوفة، كان يدخن بشره شديد سيجارة رخيصة، ثم سحب ورقة وأخذ يلوح بها في الهواء، إنها " الكلمات المتقاطعة " عالم أنصاف المثقفيـن.. قطع عليه تأملاته صوت أحد هؤلاء الثلاثة : آه وجدتها ، مارسيل خليفة ، ثم طفق يملأ الخانات بالحروف. رفع هو رأسه من جديد نحو الباب ، كان صاحب الملابس الرثة ينصرف وهو يلتفت إلى الوراء ،يتوقف هنيهة لعله يسمع أحدا ينادي عليه، أخيرا خرج وهو لا يلوي على شيء. رفع صاحبنا حاجبيه تعجبا من هذا المآل، أن يشتغل الرجال ببعض التفاهات فيما نساؤهم من ورائهم يتتبعن المسلسلات وموائد الطبخ .. تحسر أكثر لما تذكر تلك الأكوام لبعض الجرائد التي تباع بالكيلوغرام ..التي تلف بها الملابس المكوية أو توضع على جوانب الصناديق الخشبية لحماية الفواكه الطرية ! كاد يصرخ بملء فيه : لم تقتنون مختلف الأجهزة وآخر صيحات الألبسة .. فيما تبخلون على الكتب والجرائد ؟ تلبون نزوات الهوى وترمون طلبات العقل جانبا ؟كانت الأسئلة تكاد تخرج من داخله في قوة الرياح العاتية،غرس عينيه من جديد في تلك الجماعة أمامه ، لاحظ أنهم تركوا الجريدة جانبا وعادوا إلى مناقشاتهم التي لا تنتهي.. ضحكهم الذي يهز المقهى من حين لآخر، التفت وراءه، كان هناك رجل ببذلة سوداء يضع أرقاما على مذكرة أمامه، ثم مد يده وسحب محسبة صغيرة أعاد العملية من جديد .. جحظ بعينيه في النهاية مستغربا .. ضرب الطاولة بقبضة يده وهمّ بالانصراف، ناداه النادل الذي كان وراءه:
    - أستاذ ! لقد نسيت المحسبة .
    انحنى وأخذها وشكره بحركة من رأسه وخرج. عاد فنظر إلى الجماعة العابثة ، كانت عيونهم تتبع مؤخرات الفتيات اللواتي يتراقصن في مشيتهن، ثـبّـت ناظريه على الجريدة ، أحس أنه طفل صغير رأى لعبته المفضلة،حدّث نفسه : ماذا لو طلبتها منهم ؟ إنهم لا يقرؤونها ..ثم هي ليست لهم أصلا ، عاد فقال لنفسه : لا ، من الأحسن أن أنتظر . كانت الجزيرة تبث أخبارها.. دائما بوش .. فلسطين .. العراق ..دم وأرواح .. ضغوطات على إيران.. سامي الحاج الذي يبدو أنه سيلفظ أنفاسه هناك من دون تدخل أحد .. دول قوية تلعب دور سوبرمان الذي لا يقهر ..قطع عليه حبل أفكاره تلك الجماعة ، لقد وقفوا وهموا بالانصراف . أخيرا أحس بفرحة زائدة ، ألقى نظرة حبلى بالعشق الفياض على الصحيفة التي كانت محل عبث الأيدي .. شعر برأفة دفينة تعصف بقلبه ، التحق بهم النادل على عجل ، قبض ثمن المشروبات ، تعمد أن يرد عليهم الباقي بتؤدة .. كان يضع الدراهم ببطء واضح على الطاولة ، مد أحدهم يده وأخذ القطع النقدية وانصرف، بحسرة غير واضحة ، أخذ الكؤوس الفارغة ووضعها بعناية تامة على الصينية التي كان يمسكها بيده اليسرى بحركة رشيقة ، انتبه إلى الصحيفة ، وضع الصينية على الكرسي، ثم مزق جزءا منها وطفق يمسح سطح الطاولة الزجاجي .. وقف هو على التو من غير شعور وهو يحكم قبضته على حافة الكرسي ، كيف ؟ كيف يعصر ناس عقولهم .. فقد يهبون من رقادهم لتسجيل فكرة ما..كالسحاب هي الأفكار .. لا تدري متى تتشكل ولا متى تصير مطرا مدرارا ؟ تهطل وأنت راقد في الفراش..أو جالس مع الأحباب ..أو فاتح رجليك في المرحاض ! تهطل فتقوم تسجل .. تهطل فتبدو خارج الزمان والمكان ..مثلها مثل بركان لا تدري متي سيلقي حممه بالليل أم بالنهار ؟كانت الأفكار تتدافع برأسه تدافع الثيران البرية حتى ليكاد يسمع وقع حوافرها ، فيما عيناه تتبعان في غضب حركات النادل الرعناء.. بعد قليل طوى الصحيفة كلها حتى أخذت شكل مستطيل صغير ، وضعها على الصينية جنب الكؤوس الفارغة ثم دفع بالجميع إلى الداخل .. مكان غسل الأواني...
    avatar
    thamazegha
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    ذكر
    150
    العمر : 39
    لإقــامه : kharkov
    المهنة : طالب جامعي
    نقاط : 0
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 07/03/2008

    حسرة / قصة قصيرة Empty رد: حسرة / قصة قصيرة

    مُساهمة من طرف thamazegha الإثنين مايو 05, 2008 12:46 pm

    thanks
    محمد ايهاب
    محمد ايهاب
    عضو فضي
    عضو فضي


    ذكر
    1781
    العمر : 52
    لإقــامه : فاس
    المهنة : صحفي
    نقاط : 1
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 11/03/2008

    حسرة / قصة قصيرة Empty رد: حسرة / قصة قصيرة

    مُساهمة من طرف محمد ايهاب الإثنين مايو 05, 2008 12:53 pm

    شكرا
    ادارة الموقع
    ادارة الموقع
    مصمم
    مصمم


    ذكر
    49911
    لإقــامه : أرض الله واسعة
    المهنة : على باب الله
    نقاط : 1371
    السٌّمعَة : 3
    تاريخ التسجيل : 10/02/2007

    حسرة / قصة قصيرة Empty رد: حسرة / قصة قصيرة

    مُساهمة من طرف ادارة الموقع الثلاثاء مايو 06, 2008 3:33 am

    شكرا لك اخي
    الأمير
    الأمير
    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر
    16402
    العمر : 38
    لإقــامه : بيت الله
    المهنة : في طاعة الله
    نقاط : 5
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 12/02/2007

    حسرة / قصة قصيرة Empty رد: حسرة / قصة قصيرة

    مُساهمة من طرف الأمير الثلاثاء مايو 06, 2008 8:16 am

    شكرا لك اخي

    مع محبتي الأميــــر

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 4:23 am