منتدى الدريوش ريف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

4 مشترك

    إدريس ولد القابلة

    محمد ايهاب
    محمد ايهاب
    عضو فضي
    عضو فضي


    ذكر
    1781
    العمر : 52
    لإقــامه : فاس
    المهنة : صحفي
    نقاط : 1
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 11/03/2008

    إدريس ولد القابلة Empty إدريس ولد القابلة

    مُساهمة من طرف محمد ايهاب السبت مايو 03, 2008 5:48 pm

    بالأمس صمت وأمل.. واليوم سكوت وإحباط





    إن السكوت أمام فداحة تعاظم المعضلات ليس حكمة، وإنما تخلي عن الشعور بالوجود، فلم يسبق أن كان السكوت موقفا..

    لقد أضحى الساكتون يشكلون "حزبا" أكبر من حيث عدد أعضائه.. كانوا بالأمس " أغلبية صامتة"، لكن يحسب لها ألف حساب، وها هم الآن مجرد ساكتين والفرق بين الأمرين شاسع..

    صامتون كانوا يحملون أمل التغيير.. أما الساكتون اليوم فيوحدهم الإحباط وغياب الأمل في الغد القريب والبعيد.

    فبالأمس صمت وأمل.. واليوم سكوت بدون أمل، أضحينا مصابين بداء خطير.. إنه داء فقدان الأمل، وهو بالنسبة للمجتمع ومستقبله بمثابة داء فقدان المناعة المكتسبة بالنسبة للجسد.

    فقر الأمل وفقدانه، داء عضال، خطير على كل الاستراتيجيات، العمومية منها والتابعة للقطاع الخاص.. كما أنه مؤشر يدل على تحكم الشعب في غده... إنها حالة تفيد أن الحصيلة هي الإحباط تلو الإحباط.. وبذلك يكون قد أصاب من قال :المعنى الحالي للتنمية المستدامة عندنا، بالنسبة للكثير من المغاربة اليوم، تنعكس على أرض الواقع المعيش عبر استدامة حصد نكسة وراء نكسة.

    فالأمل كائن يحيا ويموت، يُحتفى به أو يغتال.. ولا مكان لرعاية الأمل دون الإيمان بقيمة الفرد في مجتمعه، ودون أن يحتل مكانا تحت شمس وطنه يمكنه من العيش الكريم...

    فكم هم المواطنون الذين لا حول لهم ولا قوة لتوفير شروط ضمان عيش كريم؟ وكم هم المغاربة الذين يشعرون بالإحباط كلما حلت العطلة الصيفية، أو كلما مرض أحد من أفراد العائلة، أو كلما حل شهر رمضان وتبعه عيد الفطر أو كلما اقترب الموسم الدراسي أو حل عيد الأضحى...؟ وكم هم المغاربة الذين يشعرون بالإحباط وهم يعاينون متاجر ومطاعم من نوع خاص وفضاءات الترفيه، وهم على يقين تام أن أرجلهم لن تطأ يوما أرضها ولو مرة في حياتهم؟ وكم.. وكم..

    لكن من اغتال الأمل عندنا؟ هل هي الدولة أو الحكومة؟ أم الذين يصنعون القرار خلف الستار؟ أم أن الشعب هو المسؤول عن اغتيال آماله في الغد القريب والبعيد؟ إنه سؤال جوهري ما زال ينتظر الجواب، والأكيد هو أننا بدأنا نعاين سيرورة اغتيال الأمل منذ أن أضحت السلطة الحاكمة في واد والشعب في واد، وكانت الضربة القاضية، بتهميش المجتمع كله وإقصائه، عندما أصبح كل شيء مباح للكبار وحُرم الصغار من أبسط الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، وعم الفساد في كل مكان.

    وفي وضع فقدان الأمل وسيادة الإحباط، لا يبحث الفرد إلا عن مصلحته ولذلك يباح كل شيء، وبلا أمل كيف تستقيم الثقة بالذات؟ وكيف يمكن الإعداد لغد أحسن من اليوم؟ فأين يمكن للمغربي الآن أن يبحث عن بصيص أمل، في أي حزب، أو أية مؤسسة أو أي شخص أو أي مشروع أو أي برنامج...؟

    يبدو أن كل شيء أضحى يدفع المواطن البسيط دفعا إلى الشعور بالقرف من كل ما يحدث هنا أو هناك.. تحدثوا ويتحدثون عن الإصلاح والتأهيل ولا نعاين إلا المزيد من الفساد، لكنه فساد تأقلم مع روح العصر وآلياته و"قوالبه".. يطلون علينا بشعارات من قبيل الخوصصة التي أضحت ضرورة بفعل الانفتاح وتأهيل الاقتصاد واعتماد الحكامة في هذا المجال وذاك، ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها.. لكن ماذا حدث لنسيجنا الاقتصادي؟ وماذا حدث ويحدث للعمال والشغيلة والموظفين البسطاء في حربهم الدؤوبة بخصوص توفر الحاجيات الحيوية للعيش والبقاء؟ وأين هي الاستثمارات المنتجة التي بدونها لا يمكن تحقيق أية تنمية؟ وكيف يمكن استرجاع ولو بصيص أمل لفاقدي الانتماء والولاء للوطن؟

    وأحسن مثال على اغتيال الأمل، مع سبق الإصرار والترصد، قطاع التعليم الذي كان من أول القضايا الوطنية مباشرة بعد الاستقلال وتجند بخصوصه كل المغاربة.. انطلق تعليمنا معوقا وتحمل كل تبعات التغيير ( ما أسموه بالإصلاحات) وأضحى أكثر إعاقة، ففي كل مرة حدث فيها إصلاح عاينا أن الأمر لم يتعلق بإصلاح وإنما كانت هناك أيدي تتدخل لتفسده، وغدوا كلما قاموا بإصلاح كرسوا تدني مستوى تعليمنا وأفرغوه من جدواه، حتى بات المرء يشك في نية هؤلاء المصلحين.. فهل سعوا فعلا إلى تحسينه أم إلى تدميره؟ وبذلك كان التعليم أول مجال اغتيل فيه أمل المغاربة وتلته مجالات أخرى.

    وخلاصة القول.. عندما يجد الإنسان أن الحصيلة النهائية من الكفاح والعمل والجهد والمثابرة مجرد إحباط تلو إحباط.. يموت الأمل داخل الإنسان في أحضان الوطن.

    أليست هذه حال بلادنا الآن؟
    ادارة الموقع
    ادارة الموقع
    مصمم
    مصمم


    ذكر
    49911
    لإقــامه : أرض الله واسعة
    المهنة : على باب الله
    نقاط : 1371
    السٌّمعَة : 3
    تاريخ التسجيل : 10/02/2007

    إدريس ولد القابلة Empty رد: إدريس ولد القابلة

    مُساهمة من طرف ادارة الموقع الإثنين مايو 05, 2008 4:29 am

    شكرا لك اخي على الموضع

    وتحياتنا إلى إدريس
    الأمير
    الأمير
    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر
    16402
    العمر : 38
    لإقــامه : بيت الله
    المهنة : في طاعة الله
    نقاط : 5
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 12/02/2007

    إدريس ولد القابلة Empty رد: إدريس ولد القابلة

    مُساهمة من طرف الأمير الإثنين مايو 05, 2008 8:37 am

    شكرا لك
    مـــع محبيــــــتي الأميـــر
    عبد الكريم محمد
    عبد الكريم محمد
    رئيس تحرير نوارس الريف
    رئيس تحرير نوارس الريف


    ذكر
    2327
    العمر : 39
    لإقــامه : هنا وهناك
    المهنة : اعمال خاصة
    نقاط : 1022
    السٌّمعَة : 12
    تاريخ التسجيل : 13/03/2008

    إدريس ولد القابلة Empty رد: إدريس ولد القابلة

    مُساهمة من طرف عبد الكريم محمد الإثنين مايو 05, 2008 9:22 am

    شكرا أخي

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 4:19 am