ولد تيسير علوني نجم قناة الجزيرة الفضائية القطرية في 1955 في دير الزور في سوريا وانتسب إلى تنظيم جماعة الإخوان المسلمين المحظور في هذا البلد. وفي سنة 1983 غادر سوريا إلى إسبانيا لإعداد دكتوراه في العلوم الاقتصادية في غرناطة حيث تزوج فاطمة.
وقالت أم أبنائه الأربعة أنه "زاول في غرناطة التجارة قبل أن يعمل ست سنوات لوكالة الأنباء الاسبانية (ايفي) وزار عدة مرات افغانستان ثم انتقل للعمل في قناة الجزيرة".
وأضافت أن "أول زيارة لنا لأفغانستان كأسرة كانت سنة 1999"، موضحة أن تيسير علوني "تمكن من الحصول على ترخيص لفتح مكتب في كابول".
وفي 21 تشرين الاول/اكتوبر 2001 أجرى تيسير علوني أول مقابلة مع زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر في الولايات المتحدة. واقتيد للقاء بن لادن وهو معصوب العينين بعد رحلة في الجبال.
وبحسب إفادة الصحافي فإن مصورا من القاعدة صور المقابلة ولم يرد بن لادن سوى على بعض الأسئلة من اللائحة التي عرضها عليه.
وقررت الجزيرة آنذاك عدم بث المقابلة لكن شبكة "سي ان ان" الاميركية حصلت على نسخة منها بطريقة غير شرعية بحسب الجزيرة وبثت مقتطفات منها في مطلع 2002.
وتيسير علوني كان الصحافي الاجنبي الوحيد الذي بقي في العاصمة الافغانية خلال الحرب ضد نظام طالبان.
وكان تيسير يعاني من مشاكل صحية وخصوصا من فتق في الظهر إثر حادث سير خطير في قندهار. ويعاني أيضا من ارتفاع التوتر الشرياني ومن اضطراب في القلب".
وأكد زميله ماهر عبد الله الذي قام أيضا بتغطية الحرب في العراق أن "عملية قسطرة أجريت له خلال الحرب"، مشيرا إلى أن علوني كان يتسم "بحساسية ونزاهة مفرطتين".
ويشتبه بان علوني أقام علاقات مع أشخاص على صلة بتنظيم القاعدة وخصوصا عماد الدين بركات الذي يعرف باسم ابو دحداح.
واعتقل ابو دحداح الاسباني السوري الاصل للاشتباه بانه زعيم لخلية اسلامية تم تفكيكها في اسبانيا في تشرين الثاني/نوفمبر 2001 بعد شهرين من اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر في الولايات المتحدة، حسبما ذكر مصدر في جهاز مكافحة الارهاب الاسباني.
واضاف المصدر ذاته ان المدعي العام بيدرو روبيرا والقاضي بالتسار غارثون يشتبهان في مشاركة تيسير علوني "في المنظمة وفي دعم هذه الخلية".
واحتجت الجزيرة التي كسبت شهرتها بفضل تغطيتها للحرب في افغانستان بشدة على اعتقال علوني معتبرة ان ذلك "لا يعدو أن يكون حلقة جديدة في سلسلة سياسات معينة تستهدف (الجزيرة) في محاولة للتاثير على الخط المهني للقناة"، كما دعت القناة كافة مشاهديها للانضمام إلى قائمة المتضامنين مع علوني، وما تزال تعرض على شاشتها وموقعها الالكتروني دعواتها المستمرة والموقع المخصص للتضامن معه.
من الجدير بالذكر أن علوني كان قد تعرض لمحاولتين للاغتيال إبان مشاركته في تغطية الحرب على أفغانستان والعراق حيث تم قصف مكتب الجزيرة هناك من قبل طيران التحالف.
ولقد حكمت محكمة أسبانية بسجن الإعلامي علوني سبع سنوات بسبب قيامه بالاتصال بعناصر قيادية بتنظيم القاعدة، وإجراء لقاءات معها لكسب سبق صحفي.